يستمر تدهور العلاقات الجزائرية الإسبانية، ودخلت مرحلة الأزمة الخانقة، وذلك على إثر قرار الحكومة الإسبانية، القاضي بالاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب باعتبارها “الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية” لتسوية النزاع حول الصحراء”.
أخر تصعيد قامت به الجزائر للرد على إسبانيا، هو القرار الذي أصدرته الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية بالجزائر يوم أمس الأربعاء، تؤكد عليهم “منع عمليات التصدير والإستيراد من وإلى إسبانيا”.
وتضمنت التعليمات “يمنع أية عملية تحويل بنكي لإجراء عملية استيراد من إسبانيا، كما يمنع أيضا أية عملية تحويل بنكي للتصدير إلى إسبانيا”. حيث سيدخل الإجراء الجديد حيز التنفيذ بداية من اليوم الخميس 9 يونيو 2022.
كما شددت الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية في الأخير على لا ضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتطبيق الصارم لهذا الإجراء.
وقررت الجزائر، في وقت سابق اليوم الأربعاء التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا التي أبرمت في 8 أكتوبر 2002.
وقد بدأت الجزائر التصعيد ضد إسبانيا، بعدما أعلنت الحكومة الجزائرية، في وقت سابق عدم عودة سفيرها موسى سعيد إلى مدريد، حتى تقدم الحكومة الإسبانية “توضيحات مسبقة وصريحة”، معتبرة أن الثقة بين البلدين تضررت بشكل خطير، بعد دعم السلطة التنفيذية الممثلة برئيسها بيدرو سانشيز للخطة المغربية للحكم الذاتي للصحراء المغربية”.
وبعدها بأسابيع، كشفت وزارة النقل الجزائري عن مسارات 15 رحلة جديدة لشركة الطيران في اتجاه دول أوروبا لكن لن تنتهي أي منها في إسبانيا.
وتعد ورقة تعليق الرحلات، الورقة الثالثة التي استعملتها الجزائر لتضييق الخناق على اسبانيا بعدما هددت في وقت سابق بقطع الغاز على إسبانيا“.
وللإشارة فقد أعربت المملكة الإسبانية، في رسالة بعثها رئيس حكومتها بيدرو سانشيز إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال الأسابيع الماضية، عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، باعتباره “الحل الأكثر واقعية ومصداقية لتسوية الخلاف” حول الصحراء المغربية.
كما عبر سانشيز عن عزمه للعمل جنبا إلى جنب مع المملكة المغربية، من أجل التصدي للتحديات المشتركة، والعمل في إطار روح التعاون الكامل وضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين
بدورها أكدت وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن تثمينها للموقف الإيجابي والالتزامات البناءة لإسبانيا تجاه قضية الصحراء المغربية.
