يقرأ حاليا
الجزائر تخسر ورقة ضغط أخرى.. إسبانيا تختار الغاز القطري والوقوف إلى جانب المغرب
FR

الجزائر تخسر ورقة ضغط أخرى.. إسبانيا تختار الغاز القطري والوقوف إلى جانب المغرب

الجزائر تفقد أحد الأوراق التي تضغط بها لكي تبقى “الحجرة في حذاء المغرب” كما قالها بومدين، بحيث تتجه إسبانيا للاستغناء عن الغاز الجزائري والاستعانة بالغاز القطري، إذ تمت مناقشة ذلك خلال الزيارة التي قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والتقاء فيها كل من الملك فيليبي السادس والرئيس بيدرو سانشيز.

 

بمجرد إعلان الاسباني عن دعم مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية المغربية، خرجت الجزائر لتشهر ورقة الغاز في وجه إسبانيا، وفي سبيل ذلك “تم مناقشة موضوع الغاز خلال زيارة أمير قطر إلى البلاد لكون إسبانيا ترغب في تفادي الاعتماد على الغاز الروسي الذي تقلصت صادراته نحو أوروبا نتيجة أزمة الحرب على أوكرانيا، وأيضا بسبب “تدهور العلاقات مع الجزائر، المورد الرئيسي لهذه المادة، إثر التقارب الحاصل مع المغرب”، مبرزة أن حكومة سانشيز تبحث عن بناء “تحالف استراتيجي” حسب ما جاء في وسائل اعلام اسبانية.

وفي هذا السياق، قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية في تصريح لـ“نقاش21” إن “الجانب الإسباني فطن إلى هذه الضغوط والمناورات، التي تمارسها الجزائر، لذلك حاول منذ شهر أبريل أن ينوع مصادر الغاز الطبيعي سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو من شركاء جدد خاصة قطر. 

القضية المغربية

قال بلوان المتخصص في تحليل العلاقات الدولية، إن “قطر لاعب دولي جديد في ما يتعلق بالطاقة، مشيرا إلى أن “زيارة أمير قطر إلى مدريد يثبت هذه الاستراتيجية الجديدة التي تخدم بشكل أو بآخر القضية المغربية على اعتبار أن أوروبا لا تريد أن تعزل ورقة الغاز الروسية بضغوط أخرى لحليف روسي آخر خاصة الجزائر”.

“إذن منذ أبريل وإسبانيا تحاول أن تخفف من ضغط الغاز الجزائري، الذي تراجعت مقتنياته بطريقة كبيرة والاعتماد أكثر على الغاز الأمريكي والغاز القطري، يضيف بلوان مشيرا إلى أن “بالنسبة للغاز القطري ستستفيد منه إسبانيا ويستفيد منه المغرب على اعتبار أنه دخل إلى سوق الطاقة العالمي، إذ سيستفيد من الخط المعكوس لأنبوب الغاز “المغرب العربي”.

ورقة الضغط الجزائري

فيما يتعلق بورقة الغاز، يقول بلوان أن “هذه الورقة أو الضغوط الجزائرية بهذه الورقة بالذات لا يمكن أن تنطلي على الحكومات الأوروبية، وأعتقد أن الموقف الإسباني من مغربية الصحراء خير مثال على ذلك، بل أكثر من ذلك حتى الموقف الألماني رغم الإغراءات التي قدمتها الجزائر لم يتراجع عن موقفه من مغربية الصحراء، والموقف الإيطالي كذلك، فإيطاليا اشترت الغاز الجزائري بأرخص الأثمنة مقابل أن تعلن موقفا معاديا للوحدة الترابية، لكن وزارة الخارجية الإيطالية عبرت عن دعمها للموقف المغربي في أقاليمه الجنوبية”. 

إقرأ أيضا

وأكد المتحدث ذاته، أن “الاستفزازات والضغوط الجزائرية لم تحسن استغلال هذه الظرفية من خلال شوفينية النظام الجزائري الذي فقد البوصلة. ومن جهة أخرى، لا تريد الجزائر أن تعوض الغاز الروسي ولا تريد هذا الأخير أن يخسر الحرب في أوكرانيا، خاصة مع الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية.

وختاما، أكد الخبير أن “النظام الجزائري لم يحسن التعامل، وخسر أموالا طائلة لمعاكسة الوحدة الترابية المغربية، ولن يفلح في ذلك”.

انتقل إلى أعلى