يقرأ حاليا
شبح الانتحار يحوم فوق سماء شفشاون: حقوقيون يدقون ناقوس الخطر
FR

شبح الانتحار يحوم فوق سماء شفشاون: حقوقيون يدقون ناقوس الخطر

في غرف مظلمة، ووسط صمت رهيب، تنامت بشكل كبير ظاهرة الانتحار، في إقليم شفشاون وأصبحت مقلقة للغاية، فلا يكاد يمر شهر دون تسجيل الإقليم حالات انتحار جديدة.

 

ودقّت جمعية “نعم للحياة.. شباب ضد الانتحار” ناقوس الخطر محذّرة من تفاقم هذا الوضع في غياب آليات لمعالجة الظاهرة. مشدّدة على أن الأمر تحول إلى “ظاهرة مقلقة جداً”، في ظل اتساع رقعة وأعداد المنتحرين بالمدينة الزرقاء.

وأشارت الجمعية، في بلاغ لها توصل به “نقاش21”، أن “الجميع أصبح يتقبل الظاهرة بصمت ودون أن يتم اتخاذ أي مبادرة من طرف السلطات والمسؤولين، معتبرة أن “الأسباب متعددة ولا يمكن رصدها بدقة، إذ من خلال التمعن في أصناف المنتحرين نجدهم من مختلف الأعمار، ومن الجنسين معا، النساء والرجال، بل وحتى الأطفال”.

وفي هذا السياق، أوضح نورالدين عثمان، حقوقي بمنطقة الشمال، أن “من بين أسباب ارتفاع الانتحار في إقليم شفشاون المجاور ارتفاع معدلات البطالة والفقر والتهميش خصوصا لدى فئة الشباب، إضافة إلى مشاكل اجتماعية متراكمة لها علاقة بانخفاض مستوى المعيشة وطبيعة المنطقة المحافظة”.

وأشار الحقوقي عثمان في تصريح لـ“نقاش 21”، إلى  أن “هناك تأثير لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب، وانعكاس ذلك على سلوكهم وطريقة تفكيرهم وعلاقتهم الاجتماعية، في غياب لأي مواكبة من مؤسسات الدولة والأسرة لهذه التحولات المرتبطة بالطفرة التكنولوجيا التي يشهدها العالم”.

 “لكن لا يمكن الحديث عن ارتفاع معدلات الانتحار في هذه المناطق، وعلاقة ذلك بمعدلات الاغتصاب المرتفعة التي يتعرض لها الأطفال والتي يبقى جلها مكتوما سواء لدى الشخص أو الأسرة بسبب الخوف من الفضيحة وهناك أمثلة على ذلك وقفنا عليها سابقا” يقول نورالدين عثمان. 

إقرأ أيضا

وشدد المتحدث ذاته، أنه “تبقى العوامل النفسية مهمة جدا في ارتفاع حالات الانتحار نتيجة غياب استراتيجية صحية نفسية لدى عموم المغاربة بسبب غياب الاهتمام أو الضعف في هذا المجال”. 

وفي هذا السياق، طالبت جمعية “نعم للحياة.. شباب ضد الانتحار”، المسؤولين على القطاع الصحي بإقليم شفشاون، إعطاء الاهتمام للعلاج النفسي وتوفير الأدوية والقيام بحملات للعلاج تستهدف المرضى النفسيين والعصبيين، وذلك على غرار الحملات الطبية الأخرى.

كما دعت الجمعية المسؤولين إقليميا وجهويا ووطنيا إلى دعم كل المبادرات التي تستهدف محاربة هذه الظاهرة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال تسريع وتيرة إنجاز المشاريع التنموية.

انتقل إلى أعلى