يقرأ حاليا
زيارة الملك لفرنسا.. هل هي بداية نهاية الأزمة بين باريس والرباط؟
FR

زيارة الملك لفرنسا.. هل هي بداية نهاية الأزمة بين باريس والرباط؟

بعد غياب دام لسنتين عن فرنسا، بسبب تفشي فيروس كورونا، توجه الملك محمد السادس في زيارة خاصة إلى فرنسا” وذلك حسب ما نقلته مجموعة من التقارير الصحفية الأجنبية.

 

الزيارة جاءت في وقت تعرف فيه العلاقات المغربية-الفرنسية فتورا وجمودا، وذلك انطلاقا من مواقف باريس المتذبذبة في قضية الصحراء المغربية، وتقليص السلطات الفرنسية لمنح التأشيرات المقدمة للمغاربة، وصولا إلى ملف اتهام المملكة بالتجسس بواسطة برنامج بيغاسوس “الإسرائيلي”.

وقد رجحت مجموعة من التقارير الإعلامية، أن تكون هذه الزيارة مقدمة للمصالحة بين البلدين لتجاوز الوضع البارد لعلاقات وصفت دائما بالتاريخية.

وفي هذا السياق، قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، في تصريح خص به “نقاش 21”، إنه “لا يمكن أن ننفي أن العلاقات بين المغرب وفرنسا تاريخية واستراتيجية ومصيرية، كلما ارتفعت الأصوات والاقلام المأجورة لتسميمها إلا وعادت الى طبيعتها وسيرورتها العادية بحكم القضايا والمصالح المشتركة بين البلدين”.

وأوضح بلوان الأستاذ الجامعي، أن “فرنسا لا يمكن أن تفرط في شريك موثوق وذي مصداقية يعول عليه دائما في المنطقة، كما أن المغرب لا يمكن أن يفرط في صوت مهم ووازن داخل الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن ويرعى المصالح المغربية في جميع الأوقات بما فيها الأزمات”.

اعتقد أن “العلاقات سترجع الى طبيعتها على المدى القريب لأن مثل هذه العلاقات صلبة ومتينة بين دولتين عريقتين بمؤسساتهما القوية لا يمكن أن تؤثر فيها تقلبات وأهواء شخصية معروفة بمناوراتها العدائية ضد المغرب”، يقول بلوان.

فرنسا والصحراء المغربية

اعتبر عبد المالك العلوي، رئيس المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي، في تصريح سابق لمجلة “جون أفريك”، أن “الوقت قد حان لكي تعمل فرنسا على تطوير موقفها من الصحراء”، سيرا على خطى الولايات المتحدة التي اعترفت بسيادة المملكة الكاملة على أقاليمها الجنوبية.

وأشار العلوي إلى “ازدواجية الخطاب” المنتهجة من طرف بلدان تقدم نفسها على أنها شريكة، لاسيما بخصوص قضية الصحراء، مذكرا بأن فرنسا التي تستعد لمنح كورسيكا حكما ذاتيا موسعا، “لا زالت ترفض اتخاذ خطوة الاعتراف الكامل والتام بالوحدة الترابية للمغرب”.

إقرأ أيضا

وفي معرض جوابه على سؤال حول الأسباب التي تحول دون اتخاذ خطوة الاعتراف، على نحو صريح، كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدة، أوضح رئيس المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي أن هذا “الحذر” في تبني نفس الموقف الذي اتخذته واشنطن قد يرتبط بـ “الخوف من تأزم العلاقات المعقدة مع الجزائر أكثر فأكثر، لاسيما على مستوى الورش المتعلق بالذاكرة”.

وقال “أعتقد أن هذا جزء من التفسير”، مذكرا بأن الموقف الفرنسي الحالي لا يزال مع ذلك “ملائما إلى حد كبير” للمغرب من خلال دعمه لمخطط الحكم الذاتي، والذي كانت فرنسا من أوائل الدول الداعمة له بعد إماطة اللثام عنه في 2007.

وسجل العلوي أن “فرنسا دخلت الآن الولاية الثانية – والأخيرة – للرئيس ماكرون. ومن ثم، هناك فرصة لأخذ زمام المبادرة وتغيير الموقف الفرنسي الداعم لمخطط الحكم الذاتي نحو الاعتراف الكامل والتام بالصحراء المغربية”.

انتقل إلى أعلى