يقرأ حاليا
المغرب-الجزائر: قصر المرادية ومنهج محاربة الرباط.. من الخاسر الأكبر؟
FR

المغرب-الجزائر: قصر المرادية ومنهج محاربة الرباط.. من الخاسر الأكبر؟

 في إطار سياستها العدائية للمغرب، ورقصاتها المتكررة ضّد المملكة، كثفت الجزائر من خرجاتها لنفي أي  وساطة لحل الأزمة التي افتعلتها مع المغرب، والتي وصلت ذروتها قبل أشهر بإغلاق أجوائها على الطائرات المغربية، متجاوزة ذلك هذه المرة، باتهام المغرب بمحاولة تسميم علاقاتها مع دول خليجية.

 

ليست المرة الأولى التي خرجت الجزائر لتشهر ورقة السب وكل التهم للمغرب، فقد اتهمته قبل أيام بتحوير نقاش المؤتمر العالمي ضد “داعش”، إلى “حدث مخصص لقضية الصحراء المغربية”.

“النظام العسكري الحاكم في الجزائر يشن باستمرار هجمات منسقة ودورية على المملكة المغربية”

وقبل يومين خرج وزير الخارجية الجزائر من جديد ليؤكد أن قصر المرادية، “يرفض أي وساطة مع المغرب، وذلك بعد إثارة هذا الموضوع مجددا على خلفية زيارة وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، للبلاد، محملة المغرب “المسؤولية  الكاملة فيما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من تدهور”، ما يجعل الوساطة حسبها “غير ممكنة لا اليوم ولا غدا”.

 وفي هذا السياق، قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، إن “النظام العسكري الحاكم في الجزائر يشن باستمرار هجمات منسقة ودورية على المملكة المغربية، في محاولة لتحريف وتزييف الحقائق اتجاه الشعب الجزائري داخليا والرأي العام المغاربي والعربي، وفي هذا السياق جاءت تصريحات وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، بأن بلاده لا تقبل أي وساطة مع المغرب حاليا ولا مستقبلا”.

سياسة الهروب إلى الأمام

“الجهود الدولية مع الأسف تصطدم بالتعنت الجزائري، مع العلم ان المغرب يرحب بجميع هذه المبادرات ويثمن الجهود والمساعي الحميدة للسعودية”

اعتبر المتخصص في العلاقات الدولية، بلوان، أن “نفي وزير الخارجية  للوساطات الدولية والعربية بين المغرب والجزائر، هو نهج مكشوف لسياسة الهروب الى الأمام على اعتبار أنه منذ نهج سياسة التصعيد الجزائرية اتجاه المغرب والتقارير الإعلامية، تتحدث عن دخول دول إقليمية ودولية لتهدئة الأوضاع بين البلدين، ويمكن أن نذكر على سبيل المثال المحاولة الفرنسية والإسبانية وحتى الأمريكية، كما يمكن أن تحدث عن وساطات عربية أهمها ما نقوم به المملكة العربية السعودية، من جهود والتي مع الأسف تصطدم بالتعنت الجزائري، مع العلم ان المغرب يرحب بجميع هذه المبادرات ويثمن الجهود والمساعي الحميدة للسعودية”.

“أما تصريحات وزير الخارجية لعمامرة، بأن الجزائر لا تريد هذه الوساطات وتغلق الباب أمام جميع مبادرات التهدئة فهذا يكشف النوايا الحقيقية للجزائر اتجاه المغرب، حيث لا تترك مناسبة داخلية ولا خارجية إلا وهاجمت مؤسساته وطعنت في وحدته الترابية وسيادته الوطنية” يضيف بلوان.

كما أن تصريح لعمامرة، بعيد كل البعد عن شعارات الوحدة العربية والإجماع العربي الذي تتغنى به الجزائر خاصة وأنها ستحتضن القمة العربية في نونبر المقبل، واتخذت شعار التوافق العربي لهذه المرحلة، وفي نفس الوقت تطعن هذا التوافق بالهجوم على دولة عربية من جهة ورفض الوساطات والمساعي العربية من جهة أخرى.

وفي المجمل يمكن القول إن تصريحات وزير الخارجية الجزائري مجانبة للصواب وتحريف للحقيقة، والتأكيد على أن المغرب يتحمل مسؤولية الأزمة رواية متهافتة ومشروخة، خاصة بعد المبادرات التي أطلقها العاهل المغربي من أجل المصالحة خلال الصيف الماضي.

إقرأ أيضا

وعلى الرغم من التصعيد الجزائري وتعنت القيادة الجزائرية الحالية، فلابد من الوصول الى خارطة طريق تعيد العلاقات بين البلدين وتخفف من أجواء التصعيد على اعتبار ان التوازنات الدولية تتغير باستمرار خاصة في ظل تصاعد وتيرة الحرب في أوكرانيا والتقلبات الأمنية التي تعيشها ليبيا ومنطقة الساحل.

“المتضرر الأكثر من هذه الخرجات الجزائرية “هو شعبا البلدين”

من يدفع فاتورة تصعيد الجزائر

أكد محمد شقير، الخبير في العلاقات الدولية، إن “المتضرر الأكثر من هذه الخرجات الجزائرية “هو شعبا البلدين، اللذين يعانون أسرهم على الحدود من صعوبة التلاقي رغم قرب الحدود وفقدان فرص العمل بين شباب المنطقة، إلى جانب الخسائر التي تكبدها التجار ورجال الأعمال والأبناك، من خلال إقفال الحدود أمام منتجات البلدين، بالإضافة إلى ازدياد العداوة بين الشعبين بسبب الحملات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية لبث الكراهية، والنفور رغم كل مظاهر العيش المشترك من جوار وتاريخ مشترك”.

ومن خلال كل هذا، يؤكد شقير أن “الضرر الأكبر هو ما تعاني منه المنطقة المغاربية التي تفقد كل مقومات التكامل الاقتصادي الجهوي من خل شل عمل مؤسسات الاتحاد المغاربي”.

وللإشارة فإن الجزائر قررت قبل ما يقارب السنة قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، مدعية أن المملكة وأجهزتها الأمنية تشن حربا ضدها، ثم قررت إغلاق أجوائها أمام الطائرات المغربية، وهو القرار الذي تفاعل معه المغرب بالتعبير عن أسفه، معتبرا القرار الجزائري “غير المبرر تماما ولكنه متوقع، بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، فإنه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها”، وسط تشبث المملكة بأن تظل شريكا صادقا ومخلصا للشعب الجزائري، وتواصل العمل بحكمة ومسؤولية”.

انتقل إلى أعلى