يقرأ حاليا
أمريكا وإسبانيا وألمانيا.. دبلوماسية الوضوح والحزم تُعطي ثمارها في ملف الصحراء المغربية
FR

أمريكا وإسبانيا وألمانيا.. دبلوماسية الوضوح والحزم تُعطي ثمارها في ملف الصحراء المغربية

بعد الموقف الأمريكي، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، يأتي الآن الموقف “التاريخي” لإسبانيا، ليؤكد نجاح نهج الدبلوماسية المغربية، في تليين مواقف دول كانت تُكن العداء للمغرب، وتحاربه في قضاياه الوطنية”.

 

المغرب اختار دائما لغة الصراحة في الدبلوماسية، وسياسية الند للند في المواقف، بحيث جاء في خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، “من حقنا أن نتوقع مواقف أكثر جرأة وأوضح من شركائنا، بشأن وحدة أراضي المغرب”.

استوعبت مدريد موقف الرباط، لتخرج برسالة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس؛ لتضع حدا للأزمة الدبلوماسية التي استمرت لأشهُر بين البلدين، إذ تحمل بين طياتها “تغيرا تاريخيا” في موقف مدريد” وتعتبر مبادرة الحكم الذاتي، الحل الأكثر واقعية ومصداقية لتسوية الخلاف” حول الصحراء المغربية.

وفي هذا السياق، وصف أحمد نور الدين، خبير في العلاقات الدولية، أن الإعلان الرسمي لرئيس الحكومة الإسبانية، “بيدرو سانشيز” بـ”غير المسبوق وسيكون له ما بعده”، سيما وأن الرسالة جاءت بعد أربعة شهور من الخطاب الملكي لـ6 نونبر 2021، الذي شدد فيه الملك محمد السادس على أن “المغرب لا يتفاوض على صحرائه. وأن المملكة لن تبرم أي شراكة مع الدول التي لا تعترف بالسيادة المغربية على صحرائه.

وقبل إسبانيا، حاولت ألمانيا طي صفحة التوتر القائم بينها والمغرب، وذلك بموقف جديد ومتقدم من مغربية الصحراء، بحيث عبرت في بلاغ لها، عن كون مخطط الحكم الذاتي يشكل “مساهمة مهمة” للمغرب في تسوية النزاع حول الصحراء، مبرزة أن “برلين تدعم الجهود المبذولة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل، دائم ومقبول على أساس القرار 2602”.

إسبانيا تنحني للعاصفة

اعتبر عمر الشرقاوي، أستاذ العلوم السياسية، والقانون الدستوري، أن “اسبانيا بموقفها الجديد من ملف الصحراء المغربية، تنحني للعاصفة الديبلوماسية المغربية، وتقبل لأول مرة منذ 2007 بالإعلان رسميا أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” المتعلق بالصحراء المغربية. مؤكدا “هذا هو المعنى الحقيقي لمبدأ الوضوح والحزم، الذي حدده جلالة الملك للدبلوماسية المغربية”.

من جانبه، أكد حسن بلوان، الأستاذ الجامعي المختص في العلاقات الدولية، أن اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء إلى جانب دول أخرى، يعتبر تأكيدا على مغربية الصحراء، والتي جاءت بعد جهود كبيرة للدبلوماسية المغربية ويعتبر الموقف الإسباني اختراق للدبلوماسية المغربية ونجاح آخر يضاف للسجل الحافل بالتحركات والدينامي المغربية في هذا الملف وهو موقف جريء من قبل الجارة الإسبانية ولابد أنه سيبدد الكثير من الغيوم في العلاقات بين البلدين. 

ومن جهته، اعتبر أحمد نورالدين، أن الموقف الإسباني التاريخي، يكاد يعترف رسميا بمغربية الصحراء حين يتحدث عن القيام بخطوات لضمان الوحدة الترابية للبلدين. وهذا يدل على أننا أمام منعطف سياسي ودبلوماسي سيكون له ما بعده. واكيد انه سيفتح الباب أمام كل شركاء المغرب وعلى رأسهم فرنسا لاتخاذ موقف واضح من السيادة المغربية على الصحراء.

إقرأ أيضا

إسبانيا تنهي التسول السياسي

اعتبر  منتدى “فورساتين” الداعم للحكم الذاتي بتندوف، أن اسبانيا  تعلن جهارا نهارا أنها لا ترى حلا للنزاع المفتعل حول الصحراء إلا بتطبيق المبادرة  الملكية القاضية بمنح منطقة الصحراء حكما ذاتيا، سينهي فساد القيادة وتحكم الجزائر في مصير آلاف الصحراويين، وسيمنح العدالة والكرامة للصحراويين، ويخولهم العودة إلى أراضيهم والاندماج بحرية تامة في وطنهم بعيدا عن فيافي لحمادة، وأوهام القيادة وأحلام العسكر الجزائري”.

وأضاف المنتدى قائلا: أخبروا “البوليساريو” أن كل مؤامراتهم فشلت، واخبروهم أن إسبانيا التي يتباكون عليها، ويستغلون جمعياتها ومنظماتها الإنسانية للضغط على حكوماتها في سبيل تحقيق مآربهم السياسية، لم تعد كما كانت، ولم تعد تكترث لحملات التشهير والضغط الشعبي المزيف والممزوج بالعاطفة والمبني على تزوير الحقائق التاريخية”.

“أخبروهم أن إسبانيا قد دقت آخر مسمار في نعش التسول السياسي، وبأنها أنهت مسلسلا طويلاً من استغلال ملف الصحراء والمتاجرة بالمواقف بناء على المصالح، انها اسبانيا جديدة تبني علاقاتها مع المغرب تبعا لقوانين الجوار ، واحترام وحدة البلدان ، وتعترف بحدود جارها وكامل سيادته على أراضيه”، يقول فورساتين.

انتقل إلى أعلى