يقرأ حاليا
أجندات.. تحالف جزائري ألماني لقطع الطريق على المغرب في ملف ليبيا
FR

أجندات.. تحالف جزائري ألماني لقطع الطريق على المغرب في ملف ليبيا

تحاول كل من الجزائر وألمانيا، الوقوف ضد مساعي المغرب في حل الأزمة الليبية، وذلك بإبعادها عن واجهة هذا الملف الذي تمسك المغرب زمامه “خدمة للمصلحة العليا للشعب الليبي، دون السعي نحو أجندة براغماتية معينة”، كما جاء على لسان ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

وقد عبر المغرب عن موقفه بعدما تم إبعاده عن مؤتمر برلين الأول من طرف ألمانيا، إذ أكد بوريطة حينها أن “ليبيا ليست كعكة دبلوماسية، هي معاناة شعب، منذ مدة وإرادة شعب لكي يخرج من الأزمة عن طريق الانتخابات وليس صور أو حضور أو عدم حضور”.

وأكد ناصر بوريطة، أثناء لقائه الأخير مع عبد الله اللافي، نائب رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، بالعاصمة الرباط، يوم الأربعاء 25 غشت الجاري، أن “المملكة لا مصالح ضيقة لها في الأراضي الليبية ولا تتدخل بمنطق الجوار والتأثير المباشر عليها، مسجلا أن العمل مع الليبيين يأتي دون أجندة”.

وفي هذا السياق، اعتبر الحسن أشهبار أستاذ القانون الدستور، والمتخصص في العلاقات الدولية، أن “المغرب يؤكد من جديد لمن يحملون أجندات في ملف ليبيا (ألمانيا والجزائر)، على أنه  لن يتنازل عن الدفاع عن ليبيا، وعن مصالحها، وسيواصل دوره الريادي في هذا الملف، والذي ابتدأ فيه منذ سنوات”.

تحالف ألماني/جزائري من أجل قطع الطريق على المغرب

رجح المحلل السياسي، أشهبار في تصريح هاتفي لـ”نقاش 21″،  أن يكون هناك اتفاق بين دولتين ألمانيا والجزائر، من أجل مشاكسة المواقف المغربية في قضية ليبيا، ومحاولة ضرب مصالحه العليا، ويمكن أن نذكر هنا، قضية المدان السابق في قضايا الإرهاب محمد حاجب، وكيف أن ألمانيا تفتح له كل القنوات من أجل الطعن في المغرب، كما قامت كذلك ألمانيا بتجميد المساعدات المالية التي كانت تقدمها للمغرب.

وأضاف أشهبار أن “الجزائر وكعادتها تنهج سياسة معاكسة المغرب، فكلما تدخلت المملكة، في مساعي حميدة، لمساعدة الأطراف المتنازعة على الوصول إلى الحلول الكفيلة، بتجاوز تلك الأزمات، إلا وتتدخل الجزائر لتضرب هذه المجهودات، وتحاول التأثير عليها سلبا، ولا شك أن “الأزمة الليبية تعد مثلا حيا على هذا الدور الجزائري السلبي وغير الأخلاقي” على حد قول أشهبار.

“إنا عكسنا”!

الجزائر تعاكس الموقف المغربي، يضيف أشهبار، قائلا أنها “تحرص جاهدة لضرب كل مبادراته بسياسات معاكسة، لامكن لها في الملف، إلا أن تطيل أمد النزاع داخل المنطقة الليبية، علما أن من سيتأثر أكثر بطول هذه الأزمة هي الجزائر نفسها، نظرا لطول الحدود الرابطة بين الدولتين.”

من خلال الدور المحوري للمغرب في هذا الملف، فإن النظام الجزائري، لا ينظر بعين الرضى لهذا الأمر، لأنه باختصار، قائم على أساس عقيدة معاداة المغرب في كل مساعيه الحميدة، وسياساته الهادفة لتقريب الفرقاء الليبيين وتطهير هذه الدولة من مختلف الشوائب السياسية، والتي يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية، ذاق المواطنين الليبيين مرارتها منذ مدة” يقول المحلل أشهبار.

مصالح ألمانيا في ليبيا

قال أشهبار، إن “هناك من يريد أن “يدمر ليبيا خدمة لمصالح سياسية واقتصادية ضيقة، ولاستغلال خيراتها الباطنية (البترول)، ومكانها الاستراتيجي، على حساب الشعب الليبي، الأمر الذي قد يجعل ليبيا مستنقعا آخر يتميز بغياب الأمن، وبتعدد الحروب الأهلية على غرار العراق وسوريا، وهو ما تسعى المغرب للوقوف ضده في هذا الملف بالعمل ضد أجندات الدول، من أجل حل يخدم كل الليبيين”، يقول المتحدث ذاته.

ومثال على ذلك، يقول أشهبار، أن “مؤتمر برلين الأول، لم يتم فيه استدعاء المغرب، بالنظرة لعدم توافق الأجندة الألمانية في ليبيا مع المساعي المغربية الهادفة لتقريب بين الفرقاء الليبيين، مشيرا إلى  أن “ألمانيا لها مصالح اقتصادية لأن هناك مئات الشركات في المنطقة، دون إغفال تلك المنافسة التقليدية الألمانية مع فرنسا في ليبيا”.

إقرأ أيضا

وشدد أشهبار على أن “التوجهات الجديدة للدبلوماسية المغربية، لم تعد بدبلوماسية خاضعة للقوى الكبرى، إذ أصبحت تعتمد على منطق الند للند، والمصالح العليا للمملكة، والمغرب يسعى اليوم من أجل الوصول لتوافق ليبي لإنتاج نظام سياسي جديد، تذوب فيه كل الاتجاهات، من أجل تفادي عودة ليبيا للماضي الأليم التي كانت تعيش فيه.”

وأبرز المتحدث ذاته أن “العلاقات المغربية الألمانية تعرف مرحلة غير مسبوقة، بسبب الموقف الألماني الذي حاول أن “يشاكس المصالح العليا للمملكة من خلال مجموعة من السلوكات والممارسات، التي تتنافى وطبيعة العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين الدولتين”.

دور المغرب المحوري في الملف

المغرب كما يشهد بذلك الجميع لعب ويلعب دورا  كبيرا لإيجاد توافق ليبي على أسس بناء دولة ليبية جديدة تحتوي الجميع، وتمكن من تحقيق الاستقرار المنشود، والذي مما لا ريب فيه سينعكس إيجابا على كل المنطقة خاصة المغاربية منها”، يقول أشهبار.

الأمر الذي عبر عنه قياديون ليبيون بكون بلادهم سعيدة بالتعاون مع المغرب لحل الأزمة الليبية خاصة من خلال اتفاقيات الصخيرات وبوزنيقة، خاصة أنه شخصيات من البرلمان الليبي ستزور المغرب عما قريب.”

انتقل إلى أعلى