يقرأ حاليا
أزمة المغرب وتونس.. خبير لـ”نقاش 21″: الضُغوط التي تمارسها الجزائر على تونس ستزيد من تعقيد الأمور
FR

أزمة المغرب وتونس.. خبير لـ”نقاش 21″: الضُغوط التي تمارسها الجزائر على تونس ستزيد من تعقيد الأمور

لازالت سقطة الرئيس التونسي قيس سعيد اتجاه المغرب تثير الكثير من النقاشات والتصورات المختلفة والمتباينة، رغم إجماع النخب في تونس والمغرب على أن استقبال سعيد لزعيم ميليشيا البوليساريو، هو تعدي صارخ على الصداقة المغربية التونسية، والعلاقات الطيبة بين البلدين منذ الاستقلال.

 

“وتاريخيا كانت تونس دائما قريبة من المغرب”، يوضح حسن بلوان، الأستاذ الجامعي والخبير في العلاقات الدولية، أنه “بعد سنوات من الاستقلال على المنطقة المغاربية وجد الراحل بورقيبة نفسه محاطا بأنظمة عسكرية انقلابية مطوقا من الشرق والغرب، لذلك كان المتنفس دائما هو المغرب حيث دخل في تحالفات استراتيجية مع المملكة المغربية.

وأبرز بلوان المحلل السياسي في تصريح خاص لـ“نقاش 21” أن “الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم تونس ساروا على نهج واحد وهو  الحفاظ على التوازن المغاربي والحياد الإيجابي في قضية الصحراء والقرب من المغرب”.

“لهذه الاعتبارات التاريخية والدبلوماسية كانت خطوة الرئيس قيس سعيد مفاجئة وصادمة للجميع، حيث فرطت في دور الوساطة المغاربية الذي كانت تلعبه تونس، بالإضافة الى انها وضعت شرخا آخر في مسار الإجماع العربي الذي يعتبر سيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية خطا أحمرا” يقول بلوان.

تطور الأزمة

أكد بلوان أنه “من الصعب التكهن في اتجاهات الأزمة المغربية التونسية، وهل يمكن أن تتطور الى ما لا تحمد عقباه، لكن بالنظر الى الضغوط الكبيرة التي تمارسها الجزائر، اعتقد أن الأمور تتجه نحو التعقيد أكثر، خصوصا اذا استحضرنا العجرفة والنرفزة والغموض الذي يطبع به الرئيس التونسي الحالي مجموعة من قراراته الداخلية والخارجية”.

“لذلك هناك مؤثرات داخلية وأخرى خارجية، طبعت التصرفات التونسية الأخيرة اتجاه المغرب منذ تصويتها غير الودي في مجلس الأمن مرورا بحضور المناورات العسكرية جنبا الى جنب مع زعيم الانفصاليين وصولا الى استقباله على هامش منتدى ايكاد 8 المنعقد في تونس”.

إقرأ أيضا

وحول المؤثرات الداخلية، يشير بلوان أن الخطوة الأخيرة لقيس، تفسر بالتصدع الداخلي الذي تعيشه تونس وسببه القرارات الفردية والأحادية التي اتخذها الرئيس الحالي، مما ساهم في تفكك المؤسسات التونسية القوية، والتي ما كانت لتسمح بمثل هذا الاستفزاز أن يمر”.

 كما تفسر هذه الخطوة العدائية، من الناحية الخارجية، بحجم الضغوط والتغول الجزائري داخل تونس خاصة بعد الزيارات والتصريحات المتبادلة بين قصر قرطاج والمرادية والتي انتهت بنسف تاريخ طويل وحافل من العلاقات المغربية التونسية، كما ساهمت في القضاء على ما تبقى من احلام المغرب الكبير، ناهيك عن زيادة الشقاق بين الدول العربية التي تعرف مجموعة من الأزمات أصلا” على حد تعبير بلوان”.

انتقل إلى أعلى