يقرأ حاليا
تقرير: صناعة الأسلحة الإسرائيلية في المغرب.. تطوير العلاقات العسكرية بين تل أبيب والرباط
FR

تقرير: صناعة الأسلحة الإسرائيلية في المغرب.. تطوير العلاقات العسكرية بين تل أبيب والرباط

شهدت العلاقات المغربية الإسرائيلية ديناميكية متسارعة منذ التوقيع على اتفاق أبراهام الثلاثي بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، حيث عمل البلدين على تعزيز علاقاتها الثنائية في شتى المجالات وعلى رأسها المجال الاقتصادي والعسكري والأمني.

 

بعد سنتين ونصف تقريبا من توقيع الاتفاق الثلاثي، تمكنت المملكة المغربية من تصدير ما قيمته 9.76 مليون دولار من البضائع لإسرائيل، شملت الأسماك الجاهزة، والخضار المصنعة وغيرها، فيما استورد المغرب من إسرائيل ما قيمته 11.2 مليون دولار من المنتجات ارتكزت أساسا على الطائرات والمروحيات ومعدات فضائية وغيرها.

وخلال زيارة رسمية لوزير الدفاع الإسرائيلي للرباط، عمل الجانبان على توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون الأمني والعسكري.

علاقات استراتيجية لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أعلن المكلف بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب شاي كوهين، خلال الأيام القليلة الماضية، عن عزم الشركة الإسرائيلية المتخصصة في مجال أنظمة الدفاع، “إلبيت سيستيمز”، فتح فرعين لها بالمملكة المغربية لإنتاج الأنظمة الدفاعية، موضحا أن أحد الفروع سيتم افتتاحها في مدينة الدار البيضاء”، دون ذكر أي تفاصيل أخرى تتعلق بالمشروع أو موعد إطلاقه.

رغبة شركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية في فتح مصنعين لها لإنتاج الأنظمة الدفاعية في المغرب، اعتبرها خبير الشأن السياسي والاستراتيجي، هشام معتضد، أنها تترجم رغبة القيادة الإسرائيلية للدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مزيد من التعاون الاستراتيجي على المستوى الأمني والدفاعي.

وأوضح المتحدث لـ “نقاش21“، أن “التوجه الإسرائيلي في بناء منصات للاستثمارات اللوجستية، ذات الأبعاد العسكرية في علاقاتها الاستراتيجية مع المغرب، يندرج في إطار الرؤية الجديدة للرباط وتل أبيب في دعم الانخراط المندمج لمؤسسات البلدين، من أجل خلق تكتل حيوي قادر على مواجهة التحديات المشتركة، وبناء جبهة دفاع تستجيب للتدبير الفعَّال للرهانات الجيوستراتيجية في المنطقة”.

افتتاح مصنعين إسرائيليين لإنتاج الأنظمة الدفاعية، خطوة حسب ما أكده المحلل السياسي، ستساهم في نقل الخبرة الإسرائيلية المتطورة في صناعة الأنظمة الدفاعية، إلى الخبراء والمهنيين المغاربة في مجال الصناعات الحربية، وذلك بهدف تنقيح خبراتهم العلمية والمهنية وفتح المجال أمامهم للدفع بالصناعة الحربية المغربية إلى مزيد من التنوع والتطور التقني.

وأضاف خبير الشأن السياسي والاستراتيجي، هشام معتضد، قائلا إن “إقبال المغرب على هذه الخطوة، يعد أيضًا جزءاً مهما من سياسته المرتبطة بتنمية وتطوير وتنويع الصناعة الحربية التي انخرطت في دعمها القيادة المغربية”.

“وذلك من أجل خلق مناخ تنافسي واستراتيجي يمكن الرباط من الحفاظ على التنافسية الدفاعية على المستوى الأمني والعسكري في المنطقة، وخاصة للحفاظ على وزن المغرب الاستراتيجي كفاعل أساسي للاستقرار السياسي والأمني على مستوى شمال إفريقيا والساحل والصحراء”، يقول هشام معتضد.

وفي معرض تصريحه شدد المتحدث ذاته، على أن “التعاون العسكري والدفاعي المغربي الإسرائيلي، يعد المنصة الصلبة والاستراتيجية في الدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين لتقوية الروابط الاستراتيجية بينهما، خاصة بعد عودة العلاقات السياسية”.

إقرأ أيضا

وفي ختام تصريحه أشار، هشام معتضد، إلى أن “رهان كل من القيادة المغربية والإسرائيلية، على الدفاع والأمن كقطاعين استراتيجيين في بناء العلاقات بين البلدين، يرتبط أساسًا بأهداف الرؤية المشتركة وتحديات السياق الإقليمي والدولي لكل منهما”.

وتعد “إلبيت سيستيمز”، من أبرز الشركات المعروفة عالميا في مجال أنظمة الدفاع الإلكتروني، وإنشائها لمصنعين داخل المملكة سيساعد في تعزيز القدرات العسكرية للجيش المغربي.

وللإشارة فالمغرب وإسرائيل وقعتا قبل سنة، اتفاقا لإنشاء إسرائيل مصنعين بالمغرب متخصصين في صناعة طائرات عسكرية بدون طيار “درون”.

جدير بالذكر أن رئيس “الكنيست” الإسرائيلي، أمير أوحنا، قد أكد خلال زيارته الأخيرة للمغرب أن مشاورات جدية تجري بين المسؤولين الإسرائيليين من أجل الاعتراف بمغربية الصحراء، مما سيساهم في الرفع من منسوب التعاون بين الدولتين مع ترقية العلاقات بين الجانبين، مع احتمال إبرام اتفاقية تجارة حرة في المستقبل. 

انتقل إلى أعلى