يقرأ حاليا
عيد الأضحى.. احتفالية دسمة وأضرار صحية خطيرة
FR

عيد الأضحى.. احتفالية دسمة وأضرار صحية خطيرة

يحل عيد الأضحى، وتتغير معه العادات الغذائية اليومية للمغاربة، فالكثير من أفراده يقبلون على أكل الحلويات واللحوم الحمراء بشراهة، فيما يتم الاستغناء عن الخضروات والفواكه بشكل شبه كلي. قد تكون لهذا أعراضا ومضاعفات صحية خطيرة خاصة عندما يتعلق الأمر بأمراض مزمنة كالسكري وضغط الدم، فيما قد تكون هذه مناسبة للإصابة بمجموعة من الأمراض خصوصا المتعلق منها بالجهاز الهضمي.

 

في هذا السياق أكد الدكتور لطفي الزغاري، خبير في مجال التغذية وعلوم الرياضة، في تصريحه لجريدة “نقاش21” أن “من بين أهم العادات الغذائية الخاطئة أثناء مناسبة عيد الأضحى، هو تغيير الإنسان المغربي لنظامه الغذائي والمرور إلى ما يمكن تسميته بـ “نظام غذائي لحم”.

وأوضح المتحدث أن هذه الخطوة ستشكل مشكلا على مجموعة من المستويات، وأولها يتعلق بتغيير النظام الغذائي بحيث أنه في الأيام العادية لا نستهلك اللحوم الحمراء إلا مرتين أو ثلاث في الأسبوع، إلا أنه خلال هذه الفترة يتم استهلاكها بشكل يومي، وقد تصل إلى ثلاث أو أربع مرات في اليوم الواحد. مما يسبب مجموعة من المشاكل منها ما هو لحظي، مثل حدوث بعض المشاكل الهضمية أو ارتفاع مستوى “الكوليسترول” أو مجموعة من الدهون في الجسم خصوصا بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون في الأصل من هذه المشاكل.

أما المستوى الثاني فيتمثل أساسا في غياب التنوع الغذائي، فعادة ما نعمل على تناول الخضر والفواكه علاوة على بعض مصادر البروتينات ومن بينها اللحوم الحمراء لكن خلال هذه الفترة لا يتم تناول مجموعة من المواد الغذائية، خاصة الخضر الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية.

وأردف المتحدث ذاته، أن هناك مجموعة من الّأمراض يمكن أن يتسبب فيها التغيير الحاصل في النظام الغذائي غالبيتها ما تكون أمراض لها علاقة بالجهاز الهضمي. فهضم اللحوم الحمراء على وجه الخصوص يكون صعب على الجهاز الهضمي خاصة مع ارتفاع الوتيرة التي يتم التناول بها هذه المادة خلال هذه الفترة.

وفي إجابته عن سؤال يتعلق بخطورة ارتفاع استهلاك اللحوم الحمراء خلال هذه الفترة على مرضى السكري، حذر المختص في مجال التغذية وعلوم الرياضة “الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة كمرض السكري بالإضافة إلى أمراض القلب والشرايين، ومن يعانون من السمنة من الإكثار من اللحوم الحمراء، وخاصة لحم الخروف الغنية بالدهنيات. والتي قد تتسبب في ارتفاع مجموعة من العناصر الخطيرة في الجسم من بينها ثلاثي الغليسيريد “الدهون الثلاثية” والكولسترول.

إقرأ أيضا

وأضاف لطفي في تصريحه، أن مرضى السكري هم حالة خاصة، بحكم أن الأجهزة الحيوية لديهم تكون أكثر عرض لظهور أمراض أخطر من مرض السكري، على اعتبار أن هذا المرض بإمكانه أن يكون بوابة لمجموعة من الأمراض والمشاكل الصحية.

خطورة تزداد مع عدم اتباع نظام غذائي صحي أو عدم اتباع ما يقدمه الطبيب من استشارة طبية، علاوة على المماطلة في ممارسة الرياضة. مما يمكن أن يسبب بعض الأمراض الأخرى كأمراض القلب والشرايين أو الكلي، بالإضافة إلى إمكانية الإصابة بمرض النقرس الذي يعد الاستهلاك المفرط للبروتينات من أهم أسبابه. “وبالتالي من الواجب علينا تناول هذه المادة بانتظام وتوازن ومحاولة إرفاقها بما لونه أخضر “الخضروات”، على اعتبار أنها غنية بالألياف الغذائية التي تساهم في التخلص من مجموعة من العناصر المضرة أو مرور بعض الدهنيات إلى الدم مما يساهم في التنقيس من مخاطرها”.

وخلص المتحدث ذاته، إلى أن أهم ما يمكن تقديمه من نصائح بهدف الحصول على نوع من التوازن الصحي هو محاولة عدم تغيير النظام الغذائي وتناول الخضروات بشكل كافي، فهي تساعدنا على تجنب مخاطر الاكثار من اللحوم. مع محاولة تنويع مصادر البروتينات مثلا استهلاك السمك أو الدجاج وبالتالي مساعدة الجسم للحفاض على صحته. أما فيما يخص المصابين بأمراض مزمنة لابد من استشارة الطبيب للكشف عن مدى استقرار جسم الشخص من جهة، ومعرفة كميات اللحوم المسموح بتناولها.

انتقل إلى أعلى