يقرأ حاليا
عيد الأضحى.. مهن موسمية تُنعش “جيوب الشباب” وتحارب البطالة مؤقتاً
FR

عيد الأضحى.. مهن موسمية تُنعش “جيوب الشباب” وتحارب البطالة مؤقتاً

على غرار باقي الدول العربية فلا حديث هذه الأيام، سوى عن عيد الأضحى الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى يومين. مناسبة لا تمر إلا وتنتعش معها عدة مهن موسمية، وتوفر مدخولا لأصحابها تعينهم على تحمل مصاريف العيد وقضاء أغراضهم الشخصية، خاصة مع زيادة الطلب على مثل هذه الخدمات والمنتجات خلال هذه الفترة. مهن تساهم في إنعاش الحركة التجارية وتنقضي مع انتهاء العيد لتضرب موعدا آخرا لأصحابها مع الموسم القادم.

 

فالسوق المغربية اليوم تشهد انتشار للوازم إعداد الأضحية سواء داخل المحلات التجارية أو على جانب الأرصفة، تعرف أزقة مدن المملكة بمهن موسمية من بينها بيع علف أو التبن الذي يتم تخصيصه لإطعام أضحية العيد، وسخان الحديد، والفحم الخشبي، بالإضافة إلى بيع مواد مساعدة على إشعال النار والكوانين، علاوة على تواجد معدات أخرى كأكياس البلاستيك من أجل التجميد. فداخل الأسواق بإمكاننا أن نجد كل ما يحتاج له المستهلك لترتيب يوم العيد وما بعده.

سعيد شاب من مدينة تمارة يعمل على نصب رواق يبيع فيه الفحم الخشبي وعلف الماشية علاوة على سن السكاكين لذبح الأضحية، يقول في تصريحه لـ “نقاش21” إن “هذه هي المهنة التي يتم الإقبال عليها خلال هذه الفترة على الرغم أنني لا أشتغل بها سنويا، موضحا أنه يبحث عن رزقه خاصة وأن مدة الرواج قصيرة لا تتجاوز الأسبوع”.

فالفحم الخشبي “الفاخر” يتم الاقبال عليه بشكل متزايد خلال هذه الفترة، حيث نجد أن مجموعة من القرى تعمل على انتاجه بواسطة جذوع الأشجار وفروعها التي تتهاوى على مدار السنة، فيتم جمعه وتسويقه بالمدن، فالعيد “الكبير” فرصة مميزة للمزارعين من أجل بيع ما تبقى لهم من التبن والعلف.

ومن جهته، قال الشاب، عبد اللطيف أنه اعتاد كل سنة القيام إلى جانب مجموعة من أصدقائه، بتنظيف رؤوس الأغنام التي يتم ذبحها صبيحة العيد ”تشواط الريوس”، لجني مبالغ مالية تتراوح بين 300 إلى 500 درهم لليوم. ويضيف الشاب في تصرح لجريدة “نقاش21” أن كسب مثل هذه المبالغ في يوم واحد هو أمر جيد خاصة وأنه في بعض الأعمال القارة التي يشتغل بها لا يجني هذا المبلغ إلا بعد الاشتغال لأسبوع كامل ولساعات أطول.

ليست هذه المهن فقط التي تنتعش مع اقتراب حلول عيد الأضحى، بل إن النقل هو الآخر يعرف انتعاشا فمجموع من سائقي دراجات ثلاثية العجلات والشاحنات الصغرى لنقل البضائع يعملون على إيصال الأكباش إلى منازل أصحابها.

إقرأ أيضا

وفي نفس هذا السياق أكد الخبير والمحلل الاقتصادي، محمد الجدري، في تصريح لـ “نقاش21” أن “الاقتصاد الوطني يعيش اليوم موجة من التضخم غير المعهودة والتي أثرت بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين، وعليه، فإنه من المرتقب أن يحقق عيد الأضحى لهذه السنة رقم معاملات يناهز 13 مليار درهم “.

وأردف المتدخل أنه سيتم من خلاله خلق مئات الآلاف من المهن الموسمية المرتبطة بالعيد، من نقل، جزارة، حدادة، كنس، شواء، وغيرها من المهن. والتي سوف تساعد لا محالة العديد من الأسر من سد رمق العيش وكذلك، التخفيف الظرفي لهذا الغلاء غير الطبيعي في مجموعة من السلع والخدمات.

وأوضح المصدر ذاته أن “عيد الأضحى يكتسي أهمية بالغة لدى المجتمع المغربي لدوافع دينية، ثقافية وأخرى اجتماعية، وبالتالي، فإن عدد كبير جداً من الأسر المغربية لا يمكنها أن تستغني عن شراء أضحية العيد، وبالتالي، سيرتفع الطلب على كل الخدمات المرافقة لهذه الشعيرة الدينية، مهما كلفها الأمر، حتى لو اقتضى أخذ سلفات عائلية أو أخرى لدى مؤسسات التمويل”.

مهن موسمية تنتعش، مستوعبة أعدادا كبيرة من الشباب أياما قليلة قبل عيد الأضحى وهو أمر يمكن ملاحظته داخل جل الأحياء خاصة الشعبية منها، لكن ما يطرح العديد من التساؤلات هو مصير هؤلاء الشباب مع انتهاء هذه المناسبة الدينية خاصة للعاطلين منهم.

انتقل إلى أعلى