يقرأ حاليا
حقوقي: التطبيع مع الاعتداء على الأطفال في “المسيد” يُشجع على اغتصابهم في صمت
FR

حقوقي: التطبيع مع الاعتداء على الأطفال في “المسيد” يُشجع على اغتصابهم في صمت

خلف فيديو تم تداوله عبر تطبيق “واتساب”، موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أظهر “فقيه” عمد على ضرب أطفال/”حفظة القرآن”، بشكل مبرح في أحد الكتاتيب القرآنية، بمنطقة باب تازة ضواحي شفشاون.

 

وفي هذا السياق، اعتبر الناشط الحقوقي، نورالدين عثمان، أن هذا الحادث المؤسف والمتمثل في تعنيف أطفال بشكل عنيف جدا إلى درجة السادية، لا يمكن تصنيفه إلا في خانة الاعتداء على السلامة الجسدية والنفسية للأفراد والمجرم بمقتضى الدستور المغربي والمواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب خصوصا في الشق المتعلق باتفاقية حقوق الطفل التي أقرتها الأمم المتحدة سنة 1989 والتي صادق عليها المغرب سنة 1990 ودخلت حيز التنفيذ سنة 1993 ، هذه الاتفاقيات الدولية حرمت بشكل قاطع أي انتهاك لحقوق الأطفال”. 

وأبرز الحقوقي ذاته، في تصريح هـاتفي لـ“نقاش 21”، أن “المغرب قطع أشواطا كثيرة في تنزيل اتفاقية حقوق الطفل على مستوى القوانين، لكن للأسف رغم ترسانة القوانين المهمة في هذا المجال ،فإن حوادث الاعتداء على الأطفال مازالت مستمرة، وهذا يطرح إشكالية تفعيل القوانين ومتابعة تنفيذها على أرض الواقع، بل يكشف هشاشة الدولة والمجتمع في التعاطي مع هذه الحوادث المؤلمة والمؤسفة. 

“نحن أمام انتهاك صارخ لحقوق فئة الأطفال، وهذا الفيديو المتداول، يقول نورالدين عثمان، “ما هو سوى تلك الشجرة التي تخفي غابة من الانتهاكات الجسيمة لأبسط حقوق الطفولة، فلا يمكن لعاقل أن يبرر هذا العنف البشع إلى درجة السادية، والذي يسبب آثار نفسية عميقة وجروح غائرة لدى الأطفال المعتدى عليهم”. 

وشدد المتحدث ذاته، أن “التساهل مع هذه الحوادث أو الاستهانة بها يؤدي إلى استمرارها وتزايدها والتطبيع معها، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى جرائم الاغتصاب، لأن الطفل، وبسبب الخوف قد يستسلم بسهولة إلى الشخص الذي مارس عليه العنف دون حسيب أو رقيب، ولدينا كحقوقيين قضايا ابتدأت بالعنف وانتهت بالاغتصاب والتي سبق وأن تطرقنا إليها في تقارير متعددة”. 

ودعا الحقوقي الدولة والمجتمع، إلى مراقبة جميع الأماكن التي يتعلم بها الأطفال منها المساجد العتيقة أو ما يعرف بـ”المسيد” ولا يجب أن تبقى هذه الأماكن خارج المراقبة تحت أي ذريعة كانت ،لأن الهدف من المراقبة هو حماية الأطفال من العنف والسادية والاغتصاب. 

كما شدد رئيس المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان أن “الفقيه يجب أن يحاسب على فعلته بأقصى العقوبات، حتى يكون عبرة للآخرين”.

إقرأ أيضا

هذا وقد تمكنت  عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، مساء أمس الثلاثاء، من توقيف شخص يبلغ من العمر 44 سنة، وذلك بعدما ظهر في شريط فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو بصدد تعريض أطفال قاصرين للإيذاء العمدي داخل قاعة للتعليم العتيق.

وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن “مصالح اليقظة المعلوماتية كانت قد رصدت شريط فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه إمام مسجد بمنطقة باب تازة التابعة إداريا لإقليم شفشاون، وهو يستخدم العنف في حق قاصرين يتابعون دروسا في التعليم العتيق.

وأضاف المصدر ذاته، أن المعني بالأمر سيتم تسليمه لمصالح الدرك الملكي المختصة ترابيا، وذلك تنفيذا لتعليمات النيابة العامة المختصة.

انتقل إلى أعلى