يقرأ حاليا
وصف إسرائيل بـ”المحتل”.. خبيرة: المغرب لا يقايض عودة علاقاته مع تل أبيب بفلسطين
FR

وصف إسرائيل بـ”المحتل”.. خبيرة: المغرب لا يقايض عودة علاقاته مع تل أبيب بفلسطين

خلف الموقف الذي تبنته المملكة المغربية على إثر ما يجري من مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، وذلك عقب اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، اهتمام الصحافة العبرية. حيث كان وقع هذا الموقف ومواقف الدول التي استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل أكثر وقعا بمقارنة مع باقي الدول العربية الأخرى.

 

بعدما كان متتبعو العلاقات الإسرائيلية المغربية ينتظرون موقفا أكثر “اعتدالا” خاصة بعد توقيع اتفاقية أبراهام. المملكة وضعت حدا فاصلا بين علاقتها مع تل أبيب وما يخص القضية الفلسطينية. فأرسلت رسائل قوية لإسرائيل احتجاجا على اقتحام القوات الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى واصفتا إياها بـ “المحتل” معتبرة أن هذا الهجوم يشكل “اعتداء صارخا واستفزازا ممنهجا”.  

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج في بلاغ لها، إن “المملكة المغربية التي يرأس عاهلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لجنة القدس الشـريف التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، تعرب عن إدانتها الشديدة واستنكارها القوي لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصـى، وإغلاق بواباته والاعتداء على المصلين العزل داخل المسجد وفي باحاته الخارجية، مما خلف عددا من المصابين”.

وللكشف عن  أسباب تبني المغرب لمثل هذا الموقف؟ وكيف يكشف الموقف المغربي، عن الاختلاف الحاصل في اتفاقية أبراهام الموقع بين المغرب وإسرائيل بالمقارنة مع باقي الدول العربية؟ نقل نقاش أسئلته إلى خبيرة في العلاقات الدولية.

عودة العلاقات بشروط

أكدت كريمة غانم  المختصة في العلاقات الدولية، في تصريح لجريدة “نقاش 21″، على أن “المغرب من خلال موقفه يجدد التزامه اللامشروط الذي عبر عنه دائما بنصرة القضية الفلسطينية، ويفند كل التشويشات التي تلت إعادة علاقاته مع إسرائيل. هي أيضا مواقف عبرت عنها دول أخرى لديها علاقة سلام أو شراكة مع إسرائيل كمصر وتركيا. كما أن المغرب لديه علاقة قوية مع إسرائيل ومع فلسطين ويمكن أن يلعب دورا هام في الدفع بعملية السلام”.

وأردفت المتدخلة موضحة أن ” العلاقات بين المغرب وإسرائيل رغم قوتها على المستوى الاقتصادي والسياسي، إلا أن هذا لا ينفي ولا يلغي المواقف الثابتة للمغرب من القضية الفلسطينية. فالمغرب يدعم قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأن أي سعي لإسرائيل للمساس بهذا المشروع، من خلال السعي إلى تهويد القدس أو المساس بالهوية المقدسية ستكون له طبعا ردود قوية من المغرب”

“هذا الموقف، توضح غانم أنه “يترجم خصوصية العمل الديبلوماسي المغربي، واستقلالية وسيادة مواقفه إزاء القضايا الكونية بناء على قناعاته. مشيرة إلى أن “المغرب يحافظ على علاقاته الاستراتيجية والجيوسياسية مع الجميع بناء على العقلنة والبراغماتية لكنه لا يسمح بالمساس بقراراته السيادية ولا يلجأ إلى ضغوطات الشركاء”.

وأضافت كريمة غانم في معرض تصريحها أن ” الاحتجاج لدى مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط هو ممارسة في الأعراف الدبلوماسية، عبر من خلالها عن تنديده بالأحداث الأخيرة بالقدس. وهذا شيء طبيعي لا يمكن أن نقرأه على أنه ازدواجية في الخطاب، وإنما تعبير عن موقف سيادي. وأظن أن إسرائيل تعتمد على البراغماتية في علاقاتها الاقتصادية والسياسية وستتفهم موقف المغرب كما فعلت الولايات المتحدة وباقي الشركاء إزاء موقف المغرب من الحرب الروسية الأوكرانية بعدم الاصطفاف الى جانب أي حليف أو معسكر معين”.

إقرأ أيضا

اتفاقية أبراهام

أوضحت المحللة السياسية، أن “المغرب لم يوقع على اتفاقية أبراهام كما تمت بالشكل مع الإمارات والبحرين وغيرها. وهذا يتجسد أيضا في كيفية استقبال الشارع الاسرائيلي لعودة العلاقات مع المغرب بخلاف دول أخرى. لا ننسى أن جلالة الملك اتصل مباشرة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس لإعادة تأكيد المملكة المغربية من موقفها الثابت من القضية الفلسطينية. فالمغرب له قيم كونية وقيم تاريخية ثابتة، ولم ولن يبيع أي قضية عادلة مقابل قضية أخرى. 

كما أن المغرب من حقه الدفاع عن مصالحه وتنويع شركاته والدفاع عن قضيته الأولى الصحراء المغربية ومطالبة الشركاء بالوضوح وعدم ازدواجية الخطابات كما يعبر عنها دائما في جل القضايا وبالرغم من التشويش على مواقفه، فالمغرب يحظى باحترام كبير من طرف دول العالم ومن كل من الفلسطينيين والإسرائيليين” تقول غانم.

وشددت الخبيرة ذاتها، على أن المغرب “يدعم القضية الفلسطينية انطلاقا من المعاهدات الموقعة من إسرائيل نفسها كمعاهدة أوسلو. وبهذا يذكر أيضا إسرائيل بالتزاماتها من أجل الدفع بعملية السلام وإقامة دولة فلسطين”.

وجذير بالذكر أن المغرب من أكبر الداعمين للتنمية في القدس من خلال لجنة القدس التي يرأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي أفرزت عدة مشاريع كبرى في مجالات التعليم والصحة وغيرها.

انتقل إلى أعلى