يقرأ حاليا
هل انتصرت الدبلوماسية المغربية في تغيير موقف روسيا من قضية الصحراء المغربية؟
FR

هل انتصرت الدبلوماسية المغربية في تغيير موقف روسيا من قضية الصحراء المغربية؟

في ظل استعدادات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة ملف الصحراء في 20 من أبريل الحالي، تتوجه الأنظار مجددا نحو روسيا، وما يمكن أن تتبناه من مواقف بخصوص هذا الملف. فهي عادة ما كانت تصطف إلى جانب الموقف الجزائري.

 

ولكن هذه المرة الوضع يختلف خاصة مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وما تشهده القضية من تطورات على الميدان. ومع ما عرفه المغرب من نزوح نحو موقف أكثر حيادا من هذه القضية.

وقد بدأ المغرب تحركاته الدبلوماسية التي تسبق انعقاد الاجتماع في هذا الشهر، حيث التقى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، بسفير المغرب لدى موسكو، لطفي بوشعرة. وتطرق الجانبان إلى الحرب في أوكرانيا علاوة على الحديث عن قضية الصحراء، والمثير للاهتمام هو تأكيد ممثل موسكو على أن حل هذا الملف “لا يمكن أن يكون إلا عبر الوسائل السلمية”، متجاهلا مسألة الاستفتاء ودون الانسياق وراء ادعاءات الجزائر بوجود حرب في المنطقة.

وفي ظل هذه المعطيات يبقى السؤال المطروح يتمحور حول مدى إمكانية تغيير الموقف الروسي التقليدي من قضية الصحراء المغربية أو على الأقل تبني موقف أكثر حيادا؟

التقارب المغربي الروسي

 أكد المحلل السياسي، حسن بلوان، في تصريح لجريدة “نقاش21” على أن “هذه المواقف الإيجابية الروسية تأتي في إطار التقارب المغربي الروسي الذي بدأ منذ الزيارة التي قام بها العاهل المغربي إلى روسيا ولقائه المثمر مع الرئيس بوتين، حيث بدأ موقف روسيا أكثر توازنا من قضية الصحراء المغربية، رغم الضغوط الجزائرية على الكرملين إذا ما استحضرنا أن روسيا حليف استراتيجي للجزائر وموردها الأساسي للأسلحة”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن نهج المغرب لسياسة الانفتاح على أكثر من محور عزز مكانته لدى القوى المؤثرة في مجلس الأمن خاصة مع روسيا والصين، مع الحفاظ على علاقاته القوية مع شركائه الغربيين التقليديين خاصة فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

إقرأ أيضا

وأردف المتكلم في تصريحه على أن المغرب “يعيش دينامية دبلوماسية كبيرة تنبني على أسس جديدة تتناسب مع دوره الإقليمي. وتحافظ على سيادته، وتعيد ضبط علاقاته الخارجية بنوع من السيادة والاستقلال. وفي هذا السياق جاء موقفه المتوازن من الحرب الدائرة في أوكرانيا، حيث لم يدن روسيا مع الدعوة للحفاظ على الوحدة الترابية لأوكرانيا”.

وأضاف موضحا أن الموقف الحيادي جعل روسيا تصنفه ضمن الدول الصديقة، بل دعت إلى تمتين التعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين، ومن المتوقع أن تؤثر هذه الأجواء الإيجابية على الموقف الروسي من قضية الصحراء، وستدفعه أكثر إلى تبني الحياد الإيجابي، وأعتقد أن اجتماع مجلس الأمن بعد يوم غد سيسير في نفس مسارات الاجتماعات السابقة التي تحافظ على الوضع القائم، مع بذل جهود اضافية لتشجيع الحوار بين الأطراف الأربعة، خاصة مع تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء.

وختم المحلل السياسي قوله بأن “المغرب يبذل جهودا مضنية لحل هذا النزاع المفتعل، حيث دخل في دينامية سريعة جعلت معظم الدول المؤثرة تنحاز إلى المطالب المغربية المشروعة، وأعتقد أن روسيا شريك أساسي في الحل النهائي. رغم تأثير الحرب في أوكرانيا التي وضعت أولويات وتحديات أخرى على طاولة المنتظم الدولي”.

انتقل إلى أعلى