يقرأ حاليا
تحليل: المغرب يتصدر مؤشر القوة الناعمة.. سلاح سلمي تجني المملكة ثماره
FR

تحليل: المغرب يتصدر مؤشر القوة الناعمة.. سلاح سلمي تجني المملكة ثماره

أصدرت المؤسسة البريطانية (Finance Brand) مؤخرا تقريرا حول مؤشر القوة الناعمة لهذه السنة. احتلت من خلاله المملكة المغربية الصدارة في المنطقة المغاربية. ويشمل هذا التصنيف 120 دولة.

 

وقد تم تصنيف هذه الدول حسب ركائز محددة وهي الأعمال والتجارة، والعلاقات الدولية، والحكومة، بالإضافة إلى ما له علاقة بالتراث والثقافة، والإعلام والاتصال، والتعليم والعلوم، والأشخاص والقيم، وكيفية تعامل الدول مع فيروس كورونا.

وحصل المغرب في هذا التصنيف الذي اعتمد على الحضور الدولي للدول وسمعتها، ومدى تأثيرها على المستوى العالمي، على الرتبة 46 عالميا متقدما ب رتبتين مقارنة مع السنة الماضية.

في حين تصدر تصنيف المملكة، الدول المغاربية بحصوله على الرتبة الأولى متبوع بالجزائر، التي تم تصنيفها الثانية مغاربيا والخامسة والسبعين عالميا وحسب المصدر عينه فالجزائر تراجعت برتبة واحدة مقارنة بالسنة الماضية عكس تونس التي جاءت في الرتبة الثالثة مغاربيا والسادسة والسبعون عالميا وبالتالي فقد تقدمت ب ثمان رتب بالمقارنة مع السنة الماضية.

 أما إفريقيا حل المغرب في المرتبة الثالثة بعد كل من مصر “المرتبة الأولى إفريقيا والواحدة والثلاثون عالميا” وجنوب أفريقيا التي حصلت على الرتبة “الثانية افريقيا و الرابعة والثلاثون عالميا”.

وعلى المستوى العربي فإن المغرب حلت في المرتبة السادسة في ما يخص مؤشر القوة الناعمة لهذه السنة، بعد كل من الإمارات العربية المتحدة “المرتبة 15 عالميا”، والمملكة العربية السعودية التي “المرتبة 24 عالميا”، علاوة على قطر التي حصلت على المرتبة 26 عالميا، ثم مصر”31 عالميا”، والكويت في المرتبة ” 36 عالميا”.

القوة الناعمة وتحقيق الأهداف

أكدت كريمة غانم، رئيسة المركز الدولي للدبلوماسية ومؤسسة افريقيا بيتنا، في تصريح لـ“نقاش21”، أن “القوة الناعمة مكنت العديد من الدول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق الأهداف الاستراتيجية للسياسة الخارجية وإحداث تغيرات مهمة خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي آنذاك وكذلك في العالم العربي.”

وأبرزت المتحدثة ذاتها، أن “القوة الناعمة هي القدرة على التأثير وجذب الآخرين بالإقناع وليس بالإكراه إلى المسار الذي يخدم مصالح الدولة وكيانها باستخدام وسائل تواصل تعتمد على الدبلوماسية الثقافية والاقتصادية والشعبية على الخصوص”، موضحة أن “القوة الناعمة هي السلاح السلمي للدبلوماسية العامة من أجل التأثير على مجتمعات خارجية لتمرير أهداف السياسة الخارجية واقناعهم بتغيير مواقفهم أو سلوكياتهم إزاء قضايا معينة”.

وحول التصنيف الجديد للمملكة فيما يخص مؤشر القوة الناعمة، أوضحت غانم أنه “مؤشر جد إيجابي مقارنة مع الأعوام الفارطة، بحيث أن السياسة الداخلية والخارجية للمغرب عرفت العديد من المتغيرات في الثلاث سنوات الأخيرة خصوصا في فترة جائحة كورونا”.

وأوضحت المتدخلة أنه “إذا ما نظرنا الى التقرير الأخير للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية حول سمعة المغرب في العالم سنة 2021 فإن المغرب يتمتع بصورة إيجابية على المستوى الدولي وتم تصنيفه ضمن 30 دولة ذات أفضل سمعة من بين دول مجموعة السبع + روسيا، إذ احتل المرتبة 27 من أصل 72 دولة التي تم تقييمها”.

 “وقد سجل المغرب تقدما ما بين 2019 و2ّ020 في هذا المؤشر وأعتقد أن هذا راجع لكل الجهود المبذولة من طرف المغرب لتدبير جائحة كورونا. واللافت للنظر أن التكنولوجيا والابتكار كانتا من بين الأشياء التي ساهمت في تحسين صورة المغرب خصوصا وأن المملكة اعتمدت عليهما خلال الجائحة هذا بالإضافة إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي لولوج أكبر للخدمات العمومية وتوفير اللقاحات وإطلاق مشروع تصنيعها إلى غير ذلك”.

إقرأ أيضا

وأشارت رئيسة المركز الدولي للدبلوماسية أن المغرب استفاد من العديد من الأزمات الدبلوماسية السابقة وأقر استراتيجية محكمة للتعامل مع الأزمات الحالية اتسمت بالنضج والرزانة والحكمة والوضوح وعدم الانحياز ومنطق المصلحة المشتركة رابح رابح والبراغماتية في التوجهات الجيوسياسية والاقتصادية.

استثمار القوة الناعمة

أوضحت غانم، أن المغرب من خلال توحيد جهوده والتنسيق مع جميع الفاعلين، استطاع أن يستثمر القوة الناعمة، سواء من خلال الدبلوماسية الاقتصادية أو الثقافية أو الشعبية للتعريف بالمؤهلات المغربية خصوصا فيما يتعلق بالسيادة الصحية، الأمن الغذائي، الاقتصاد الأخضر والانتقال الطاقي والطاقات البديلة وسياسة المشاريع الكبرى كأنبوب الغاز المغربي النيجيري الذي يشكل محورا جيواستراتيجيا.

وأبرزت المتحدثة ذاته، أن الحضور الإعلامي للمغرب من خلال احتضان مؤتمرات استراتيجية وأنشطة أخرى ذات الأهمية الدولية مثل الوساطة الليبية، مناورات الأسد الإفريقي، استئناف العلاقات مع إسرائيل، افتتاح القنصليات بالأقاليم الجنوبية هذا بالإضافة الى دبلوماسية رقمية رسمية وغير حكومية للدفاع عن المغرب وعدالة قضاياه ساهم في تغيير مهم لمواقف الدول تجاه المغرب تلاه تغيير جذري في الموقف الإسباني بعد تأكيده لأول مرة على جدية الحكم الذاتي كحل واقعي لتسوية النزاع حول الصحراء.

وأكدت رئيسة المركز الدولي للدبلوماسية، أن “المغرب أصبح واعي بأهمية القوة الناعمة كأساس للدبلوماسية العامة إضافة لأهمية الدبلوماسية الشعبية والثقافية في تكسير الجليد حول العديد من القضايا ذات الحساسية.

وجذير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية، تربعت على عرش الترتيب باحتلالها المرتبة الأولى عالميا في ما يخص مؤشر القوة الناعمة، تلتها بريطانيا في الرتبة الثانية، ثم ألمانيا في الرتبة الثالثة، في حين تذيلت كل من الهندوراس وجنوب السودان ودولة ترينداد وتوباغو الترتيب بحصولهم على المراكز الأخيرة.

انتقل إلى أعلى