يقرأ حاليا
تقرير: خلفيات حضور زعيم “البوليساريو” للقمة الأوروبية الإفريقية 
FR

تقرير: خلفيات حضور زعيم “البوليساريو” للقمة الأوروبية الإفريقية 

تم يوم أمس الجمعة، اختتام القمة السادسة للاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي أشغالها، وذلك بالتوافق على مبادرات جديدة ووعد بشراكة متجددة من شأنها تمكين القارتين من قيادة مستقبلهما المشترك في تضامن وأمن وسلام وتنمية مستدامة، غير أن حالة حضور غالي لهذا الاجتماع أثارت الكثير من الجدل.

 

وخلال هذه القمة، خلق حضور ممثل الجبهة الوهمية “البوليساريو”، المدعو إبراهيم غالي، في هذا المحفل الدولي، في بروكسل، موجة من الانتقادات للمكون الأوروبي، وذلك بعد السماح له بحضور هذه الفعاليات، بحيث أعرب النواب المغاربة أعضاء اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، الذين يمثلون كافة التوجهات السياسية الممثلة في برلمان المملكة،   عن “استغرابهم الكبير ” للنوايا الأوروبية بالسماح لغالي للحضور.

وفي رسالة موجهة إلى النواب الأوروبيين، دعا لحسن لحداد، رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، نظراءه الأوروبيين إلى “التنديد بهذه المناورات الرامية إلى الإضرار بالدينامية الإيجابية التي تطبع العلاقات بين المملكة والاتحاد الأوروبي”.

ودعا حداد إلى عدم السماح باتخاذ أوروبا مطية لدعم أجندة طغمة عسكرية، على حساب شراكة شاملة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، تحترم سيادة الطرفين والمواثيق القانونية الدولية، التي تربطها ليس فقط بأوروبا ولكن بالمجتمع الدولي بأسره، وفقا للاتفاقيات الدولية ذات الصلة، والتي التزم بها المغرب التزاما كاملا.

“الاتحاد الأوروبي أوضح أنه لم يقم باستدعاء إبراهيم غالي، و أنه لا يعترف بشيء اسمه الجمهورية الصحراوية، وهي حقيقة ثابتة”

الخلفيات

كشف نوفل البعمري، محامي وخبير في قضايا الصحراء، عن خلفيات حضور زعيم “البوليساريو” لهذه القمة، مؤكدا بأن إبراهيم غالي حضر بدعوة من الاتحاد الإفريقي الذي مازالت الجزائر حاضرة فيه إلى جانب جنوب أفريقيا بقوة”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “الاتحاد الأوروبي أوضح أنه لم يقم باستدعاء إبراهيم غالي، و أنه لا يعترف بشيء اسمه الجمهورية الصحراوية، وهي حقيقة ثابتة”.

“الاتحاد الأوروبي أكد على محورية الدور المغربي في أفريقيا وبالنسبة لأوروبا”

 وأشار الخبير في شؤون الصحراء، أن ” المغرب عندما عاد للاتحاد الأفريقي كان واضحا، هو عاد وهو يعلم أن “البوليساريو” عضوة به، و معترف بها من طرفه، و أن هدف عودته طبعتها الواقعية،” موضحا أن المغرب عاد من أجل “سد الفراغ الذي كان حاصلا في هذا التكتل الإقليمي الإفريقي، و يكفي انه في هذه السنوات القليلة لعودة المغرب استطاع المغرب وقف البيانات والقرارات المنحازة بشكل سافر “للبوليساريو” والتي كان يصدرها الاتحاد الإفريقي”.

كما أوضح البعمري أن “الاتحاد الأوروبي تفادى في تصريحه أي سوء فهم مع المغرب، وأكد على محورية الدور المغربي في أفريقيا و بالنسبة لأوروبا، و على موقفه الثابت من القضية الوطنية المبني لقرار 2602 وللعملية السياسية وفقا لمضامينه. 

ونبه البعمري، إلى تجنب خلق أزمة مع الاتحاد الأوروبي، أثناء التعاطي مع الموضوع، لأن هذا اكثر ما تتمناه الجزائر و “البوليساريو” يقول البعمري، مشيرا إلى أنه “يكفي أن إبراهيم غالي لم يجد أي مسؤول أوروبي في استقباله و ظل مشردا بالمطار، يعبر البساط لوحده باحثا عمن يلتقط له الصور”.

إقرأ أيضا

“مشاركة رجل ومنظمة مسؤولين عن ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واختلاس المساعدة الأوروبية”

رفض 850 منظمة غير حكومية

عبرت أزيد من 850 منظمة غير حكومية صحراوية ناشطة في مجال حقوق الإنسان والتنمية المستدامة عن رفضها الشديد لمشاركة القائد العسكري لـ”البوليساريو” في قمة الاتحاد الأوروبي -الاتحاد الإفريقي المقرر عقدها يومي 17 و18 فبراير الجاري في بروكسيل، مثيرة في الوقت نفسه انتباه المسؤولين الأوروبيين إلى وضعية السكان الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف.

وأعربت هذه المنظمات غير الحكومية، في رسالة موجهة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وإلى الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، وإلى رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، عن استغرابها ورفضها مشاركة “رجل ومنظمة مسؤولين عن ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واختلاس المساعدة الأوروبية” في قمة الاتحاد الأوروبي- الاتحاد الافريقي.

وقالت المنظمات غير الحكومية الـ 850 التي وقعت الرسالة- العريضة الموجهة إلى كبار المسؤولين الأوروبيين، مستنكرة، إنه “بالنسبة لنا، هذا أمر غير مفهوم ومدان بشدة”.

واغتنمت المنظمات غير الحكومية الصحراوية هذه المناسبة للفت الانتباه إلى وضعية الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف بجنوب الجزائر، قائلة: “نحن قلقون لأن أقاربنا المحتجزين في مخيمات تندوف معرضون لخطر كبير، ومعتقلون في مخيمات ذات طابع عسكري تفتقد للمرافق الصحية وللفضاءات التي تمكنهم من التمتع بحقوقهم الأساسية”.

انتقل إلى أعلى