يقرأ حاليا
تحليل: القمة الأوروبية الأفريقية.. رؤية استراتيجية جديدة يشكل فيها المغرب محط أنظار العالم
FR

تحليل: القمة الأوروبية الأفريقية.. رؤية استراتيجية جديدة يشكل فيها المغرب محط أنظار العالم

تنطلق اليوم الخميس 17 فبراير الجاري، أشغال قمة الاتحاد الأوروبي-الاتحاد الأفريقي في دورتها السادسة، بالعاصمة البلجيكية بروكسل. وذلك بحضور العديد من رؤساء وممثلي بلدان التكتلين.

 

وتعرف القمة حضورا مغربيا، برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، الذي سيشارك في العديد من الموائد المستديرة، إلى جانب قيادات أوروبية وأفريقية. هدفها مناقشة مواضيع تهم التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى الأنظمة الصحية وإنتاج اللقاحات والتعليم والهجرة والسلامة والأمن. علاوة على الرغبة في تحقيق نوع من التكامل الاقتصادي بين القارتين. وبالتالي فالقمة تعد فرصة مناسبة لوضع أسس وتعميق العلاقات بين الطرفين لأعلى مستوى. 

ومن المرتقب أن تكون المملكة المغربية حاضرة بقوة داخل هذه الموائد، خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن والهجرة، نظرا لحاجة اتحاد القارة العجوز للمملكة في هذا الاتجاه. 

وحول الإضافة التي سيقدمها المغرب بمشاركته في هذه القمة، نقل “نقاش 21” سؤالين اثنين لمحللين، أولا: ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب داخل القمة؟ وثانيا: كيف يمكنه المساهمة في تحقيق أهدافها؟ 

حسن بلوان، المحلل السياسي، أكد في تصريح هاتفي لـ“نقاش 21”، أن “سياق انعقاد القمة خاص، خصوصا مع التنافس المحموم بين مجموعة من القوى حول القارة الإفريقية، التي تزخر بالمواد الطبيعية وثروات بشرية هائلة أضحت تشكل سوق مهم. علاوة على زيادة الطلب العالمي على مجموعة من المواد الأولية. وبالتالي هنالك تنافس بين الاتحاد الأوروبي الذي أطلق ما يعرف بالبوابة العالمية، والصين التي أطلقت خط الحرير.

وأردف المتحدث ذاته، أن العلاقات بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي لها جذور تاريخية قديمة وراسخة، موضحا بأن دول القارة العجوز اقتنعت بأن الولوج للقارة السمراء لا يمكن أن يم إلا من خلال المرور عبر البوابة المغربية.

المغرب منصة واعدة

وشدد الخبير السياسي، على أن “المغرب أصبح منصة واعدة في مجال جلب الاستثمارات ورؤوس الأموال. إضافة إلى أنه شريك موثوق به داخل حوض البحر الأبيض المتوسط، ولعل هذا ما أكدته رئيسة المفوضية الأوروبية خلال زيارتها للمملكة.”  فالمغرب شريك استراتيجي يعول عليه على المستوى الاقتصادي والأمني بالإضافة إلى قضايا الهجرة.

وأوضح خبير العلاقات الدولية، حسن بلوان، على أن خيار المغرب في تنويع شركائه، هو خيار لا محيد عنه كما أنها رؤية طموحة واستراتيجية أطلقاها جلالة الملك محمد السادس، منذ مدة، وبالتالي “لا أعتقد أن المملكة سوف تتراجع عن الاتفاقيات التي أبرمها سواء مع الصين أو مجموعة من الدول خارج التكتل الأوروبي. لكن في الوقت نفسه لا يمكنه التفريط في شركائه التقليديين داخل أوروبا. مضيفا أن المملكة يمكنها جني مجموعة من المكاسب، خاصة عند الحديث عما أصبحت تشهده المملكة من تحول في المجال الرقمي أو الطاقات المتجددة”.

إقرأ أيضا

وبنفس الرؤية، اعتبر محمد شقير، محلل سياسي وخبير في العلاقات الدولية، أن “الظرفية السياسية التي عقد فيها المؤتمر، حساسة سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي”. وما يشهده العالم من تغيرات جيوستراتيجية، وتنافس بين الدول الكبرى على القارة السمراء خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا، مما يجعل الاتحاد الأوروبي يسعى جاهدا من أجل الحفاظ على مكتسباتها داخل القارة.

وأضاف شقير،  في حديثه مع “نقاش 21”، أن للمغرب دور جيوستراتيجي مهم، سواء من خلال موقعه الجغرافي أو تنامي قوته العسكرية أو تزايد إشعاعه الإقليمي. مما جعله شريك يعول عليه ومحطة للقيام بمجموعة من الاستثمارات والتصدي لتهديدات الهجرة والتهريب والإرهاب، وبالتالي فالمملكة أصبحت دعامة أساسية لإعادة ترتيب الأوراق الأوروبية داخل أفريقيا.

وتجدر الإشارة إلى أن كل من دول الاتحاد الإفريقي والأوروبي خصصوا هذه القمة تحت عنوان “أفريقيا وأوروبا قارتان برؤية مشتركة حتى 2030″، كما أن أول قمة أفريقية أوروبية عقدت، كانت سنة 2000 بالعاصمة المصرية القاهرة.

انتقل إلى أعلى