يقرأ حاليا
بمكاسب كبيرة.. دبلوماسية الشراكات الاستراتيجية تؤتي ثمارها بفضل القيادة الملكية
FR

بمكاسب كبيرة.. دبلوماسية الشراكات الاستراتيجية تؤتي ثمارها بفضل القيادة الملكية

 بفضل القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل المغرب حصد النجاحات الدبلوماسية، الواحدة تلو الأخرى، على المستويات الإقليمية والقارية والدولية، من خلال نهج سياسة خارجية قائمة على دينامية الشراكات الاستراتيجية على الأمد الطويل.

فالرؤية الملكية ما فتئت ترفع سقف الطموحات، بحيث إن النهج الاستراتيجي متعدد الأبعاد للشراكات التي أقامتها المملكة في شتى أصقاع العالم أضحى يحمل بصمة الدبلوماسية المغربية.

وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، أبانت الدبلوماسية المغربية عن دينامية ملموسة على عدة جبهات، ترمي إلى الدفاع عن المصالح العليا للمملكة، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، وترسيخ إشعاع المغرب عالميا وتعزيز شراكاته متعددة الأبعاد.

وفي ما يتعلق بقضية الصحراء، صادق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في أكتوبر 2022، على القرار 26-54 الذي يكرس مركزية ووجاهة المخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد لهذا النزاع الإقليمي، وذلك في إطار الوحدة الترابية للمملكة.

وفي السياق ذاته، كان رئيس الدبلوماسية الأمريكية، أنتوني بلينكن، قد أكد، في مارس الماضي، دعم بلاده للمخطط المغربي للحكم الذاتي لإنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء بشكل نهائي، مبرزا أن الولايات المتحدة “تواصل” اعتبار هذا المخطط “جادا وذا مصداقية وواقعيا”.

ويأتي اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه كآخر مكتسب تحققه الدبلوماسية المغربية، تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك، في ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة.

وأعلن بلاغ للديوان الملكي، أمس الاثنين، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس -نصره الله- توصل برسالة من رئيس وزراء دولة إسرائيل، فخامة السيد بنيامين نتنياهو، رفع من خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى العلم السامي لصاحب الجلالة قرار دولة إسرائيل “الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية”.

وعلاوة على ذلك، نجح المغرب في توسيع دائرة البلدان التي قررت فتح تمثيليات قنصلية لها في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وفي هذا الصدد، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، زكرياء أبو الذهب، أن الدبلوماسية المغربية حققت، في سنتي 2022 و2023، نجاحات “ملموسة” على أكثر من صعيد، ليس فقط في ما يتعلق بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وإنما أيضا “من خلال عدد من الشراكات متعددة الأبعاد مع بلدان مؤثرة على الساحة الدولية”.

وعلى مستوى العلاقات الثنائية، عززت المملكة شراكتها مع المملكة المتحدة، من خلال تنظيم عدة اجتماعات توجت بانعقاد الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين البلدين، في ماي الماضي بالرباط.

وبهذا الخصوص، قال السيد أبو الذهب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الهدف من هذه الدورة تمثل في تقديم محتوى “ملموس وعملي” لاتفاقية الشراكة المبرمة بين البلدين في أكتوبر 2019، والتي دخلت حيز التنفيذ في 1 يناير 2022.

وعلاوة على ذلك، سجلت العلاقات الاستراتيجية المغربية-الإسبانية نقلة نوعية، مع الاجتماع الـ 12 رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، الذي عقد في فبراير 2023 بالرباط، والذي كان فرصة للبلدين للتعبير عن “التزامهما باستدامة العلاقات الممتازة التي جمعتهما على الدوام”، كما جددا التأكيد على “رغبتهما في إثرائها باستمرار”.

وفي السياق نفسه، أشاد المغرب وألمانيا بالعلاقات الوثيقة والودية القائمة بين البلدين، وكذا بالدينامية الإيجابية التي تميز العلاقة الثنائية منذ اعتماد الإعلان المشترك في غشت 2022، والذي يشكل خارطة طريق لتعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات.

وبمناسبة زيارة العمل التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى ألمانيا في 6 يوليوز الجاري، أكد البلدان على إرادتهما المشتركة لتعميق العلاقات الثنائية طويلة الأمد، بغية إقامة شراكة معززة تتطلع إلى المستقبل.

كما يعد توقيع المغرب وإيطاليا، في 5 يوليوز 2023 بروما، على خطة العمل من أجل تنفيذ الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد بين البلدين مثالا آخر على نجاحات الدبلوماسية المغربية.

من جهة أخرى، يواصل المغرب الاضطلاع بدور فعال في الحوار الليبي. فقد أعلنت اللجنة المشتركة المكلفة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين (6+6) بإعداد القوانين الانتخابية، في يونيو المنصرم ببوزنيقة، عن توافق أعضائها بشأن القوانين المنظمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة نهاية السنة الجارية، وذلك بعد نحو أسبوعين من الاجتماعات التي احتضنها المغرب.

وأشار أبو الذهب إلى أن المملكة أحرزت تقدما، كذلك، في علاقاتها متعددة الأطراف على مستوى عدد من المسلسلات الإقليمية.

إقرأ أيضا

وفي هذا الإطار، على سبيل المثال، تندرج مشاركة المغرب في قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا، التي نظمت ما بين 13 و15 دجنبر الماضي بواشنطن، والتي أشادت بها وزارة الخارجية الأمريكية.

وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي في مكتب الشؤون الإفريقية، روبرت سكوت، في تصريح للصحافة على هامش هذه القمة، إن “وجود المغرب هنا (في قمة واشنطن) أمر بالغ الأهمية”.

وعلى صعيد آخر، وقع المغرب والاتحاد الأوروبي اتفاقية الشراكة الخضراء بمناسبة زيارة نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، فرانس تيميرمانس، للمغرب يومي 18 و19 أكتوبر 2022.

ويتعلق الأمر بأول مبادرة من نوعها للاتحاد الأوروبي مع بلد شريك في إطار البعد الخارجي للميثاق الأخضر لأوروبا.

كما يكرس تنظيم عدة اجتماعات ذات بعد دولي بالمغرب، من قبيل منتدى تحالف الحضارات الذي عقد في دجنبر الماضي بفاس، مركزية المغرب على مستوى عدد من القضايا الكبرى على المستوى الدولي.

وفي هذا الصدد، قال   أبو الذهب إن “كل هذه الإنجازات وغيرها الكثير تؤكد أن المغرب أضحى قوة مؤثرة وذات مصداقية ولها وزن وصوت مسموع في الساحة الإقليمية والقارية والعالمية”.

وسجل أنه بفضل حكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حقق المغرب اختراقات دبلوماسية مهمة، مسجلا أن الأشهر القليلة الماضية مكنت من تكريس مكانة المغرب على المستوى الدولي وترسيخ روابطه مع بلدان صديقة ذات أهمية استراتيجية.

(محمد توفيق الناصري)

انتقل إلى أعلى