يقرأ حاليا
ناطق غير رسمي.. باسو يتحدث مع “نقاش21” حول الخطوط الحمراء والرقابة الذاتية -حوار
FR

ناطق غير رسمي.. باسو يتحدث مع “نقاش21” حول الخطوط الحمراء والرقابة الذاتية -حوار

أثارت عودة البرنامج الساخر “ناطق غير رسمي” للكوميدي محمد باسو، تفاعلا كبيرا داخل أوساط المتابعين على منصة “يوتيوب” محققا نسبة مشاهدة كبيرة، وردود أفعال إيجابية بين متابعي البرنامج نظرا لقدرته العالية على تقمص شخصية “المتحدث باسم الحكومة” وتناوله لمواضيع تهم المجتمع.

 

وتتناول فكرة “ناطق غير رسمي” مجموعة من المواضيع الاجتماعية والسياسية في قالب هزلي ساخر، فاستطاعت هذه الكبسولات على موقع “يوتيوب” حصد ملايين من المشاهدات. 

محمد باسو، خص موقع “نقاش 21” بحوار تحدث من خلاله عن هذه التجربة، وعن العوامل التي ساهمت في بروز برنامجه الساخر. 

هل ساهمت النشأة الاجتماعية لـ “محمد باسو” في بروز فكرة برنامج “ناطق غير رسمي”؟

البرنامج جاء نتيجة لمجموعة من العوامل، ويمكن القول إن الانتماء لمنطقة الجنوب الشرقي، وما تتميز به من مناخ، وقساوة العيش والفقر أعطى هذه التركيبة. الطريقة التي يتم بها تناول المواضيع الفكاهية يكون منطلقها التنشئة الاجتماعية والبيئة التي عشت وترعرعت بداخلها، وهذا نجده لدى جميع الفكاهيين وليس فقط محمد باسو، بالإضافة إلى التنشئة التي تمنح أسلوب في الكتابة وطريقة في نقاش المواضيع، نجد أيضا التكوين الأكاديمي والسفر والانفتاح على ثقافات أخرى، فهذه كلها عوامل تساهم في امتلاك أسلوب خاص في مناقشة المواضيع المطروحة داخل المجتمع. 

كيف ساهم الفنانان إدريس ومهدي في نجاح البرنامج؟

ساهم الفنان إدريس ومهدي في نجاح البرنامج، نظرا لتواجدهم في خلية كتابة المواضيع، ومن المعروف أن إدريس ومهدي أضحوا اليوم كتاب سيناريو، وبالتالي بحضورهم سواء في خلية الكتابة أو طريقة طرح الأسئلة كان له أثر كبير على مستوى نجاح وقيمة البرنامج. 

هل تمارس الرقابة الذاتية أثناء اشتغالك على برنامجك؟

“معلوم”، فأي فنان كوميدي مغربي من الضروري أن يمارس الرقابة الذاتية، في أي موضوع يتم تناوله. نظرا لوجود العديد من الخطوط الحمراء، لتجنب الوقوع في أي منزلق معين، وبالتالي فالرقابة الذاتية أمر ضروري. في المغرب يتم طرح العديد من الأسئلة “نتا تتكتب وتطرح العديد من الأسئلة، هذه دايزة وهذه مديزاش، هذه واش تقال واش يمكن تفهم غلط”. 

خصوصا وأن الاشتغال على برنامج “ناطق غير رسمي” ليس هدفه “البوز”، لكن تناول مواضيع اجتماعية وسياسية بطريقة ساخرة تحمل في طياتها نسبة كبيرة من الجدية. 

هل تحد “الرقابة” من ابداعك الفني؟

إن أخذنا الأمور بهذا المنطق لا يمكن أن يكون هناك ابداع. الفنان مثل الطباخ عليه الاشتغال بما له من مكونات، وتقديم محتوى كوميدي، فيتم تقديم محتوى حسب طبيعة المجتمع، هذا عملنا ولا يمكننا الاختباء وراء الخطوط الحمراء، أو ما شابه. ورغم القيود إلا أنه هنالك مواضيع ومساحات كبيرة للاشتغال “كاين ميتقال ومايدار” ما يلزم فقط، هو حكمة في انتقاء المواضيع وفي طريقة تناولها. 

هل ممارسة الرقابة الذاتية على نفسك لم يكن سببا في توقف البرنامج فيما مضى؟

لا، العكس على اعتبار أنني مدرك لطبيعة المواضيع التي يتم تناولها وطريقة الخوض فيها. والأسباب الأولى لتوقف البرنامج هو “التزامي بالتصوير”، وتحضير الحلقة يستلزم بعض الوقت، وأنا لدي عدة التزامات أخرى، “كالتصوير، والدراسة علاوة على الالتزامات العائلية” وكل هذا لا يترك لي الوقت الكافي للقيام بمثل هذه الأعمال. 

ففي آخر المطاف أنا لست “فنان اليوتيوب” ولا أملك الوقت الكافي لمنحه إياه، لكن عندما تتاح لي الفرصة أقوم بالكتابة والتصوير. 

هل لدينا فكاهة ساخرة في المغرب محمد باسو؟

الفكاهة الساخرة حاضرة منذ زمن طويل سواء من خلال الثنائيات أو “الحلقة” رغم أنها فلكلور شعبي. واليوم لا تزال حاضرة صحيح أنها ليست بنفس القوة، لكن حينما تجد موضوع ومساحة للاشتغال تحضر الفكاهة الساخرة. فإن لم تحضر فوق الخشبة يمكننا ايجادها في “الكاريكاتير، والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي”. فالسخرية ليست رهينة بوقت أو جغرافية معينة فهي تبقى حاضرة دائما رغم اختلاف طرق تناولها. 

إقرأ أيضا

هل ترى أن الأرضية مناسبة لظهور مثل هذا النوع من الفن؟

“معلوم” فهناك مواضيع سياسية واجتماعية، يمكن أن تنهال منها وتناولها بشكل ساخر.

محمد باسو، من المعروف أنك من بين الفنانين المثقفين في المغرب، إذا كيف ساهمت الدراسة واهتمامك بالثقافة في إغناء زادك الفني؟

ليست الدراسة وحدها من تعطي شخصية محمد باسو فوق الخشبة، لكن هنالك تداخل بين التكوين الاجتماعي وتركيبتك. فقبل الدكتورة كنت أمارس الفكاهة وبنفس الطريقة. لكن ربما أن التكوين يساعد في أشياء بعيدة عن الخشبة. 

فمن الممكن أن نجد مجموعة من الفكاهيين الناجحين بدون تكوين أكاديمي. كما أن التكوين يظل اختيار شخصي وتأثيره على الفكاهة بطريقة غير مباشرة يبقى أمر طبيعي. 

تجربة “ايموراجي”، أين وصلت وما سبب توقفها؟

“إموراجي” وجميع التجارب المسرحية تم توقيفها بسبب كورونا، فالعودة رهينة بزوال الفيروس. وهناك دائما أمل عودة فرقة “إيموراجي” فوق الخشبة، هل سيعود معها محمد باسو أم لا؟ سؤال يظل رهين الوقت والزمن

ما هو جديد محمد باسو الفني خلال هذه السنة؟

نعم، هناك مجموعة من الأعمال التي سيتم تقديمها خلال شهر رمضان، فمع توقف العروض تظل الشاشة الصغيرة هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تتواصل من خلالها مع الجمهور، ومن ضمن هذه الأعمال ستكوم مع هشام الجباري، وسلسلة كوميدية مع إلهام العلمي، إضافة إلى فيلم تلفزي”.

انتقل إلى أعلى