يقرأ حاليا
“غنيمة حرب”.. كتاب يكشف كيف أثر الطب الحديث على صنع وعي المغاربة
FR

“غنيمة حرب”.. كتاب يكشف كيف أثر الطب الحديث على صنع وعي المغاربة

من المرتقب، أن يصدر خلال الأيام القادمة كتاب تحت عنوان “غنيمة حرب.. الطب الحديث بالمغرب 1888 – 1940″، للكاتب والصحافي المغربي لحسن العسيبي، والذي تناول فيه مقاربة تاريخية بحثية عن كيف دخل هذا الطب الحديث مع الاستعمار الفرنسي والاسباني للمملكة.

 

وللكشف عن تفاصيل هذا الكتاب، الصادر عن دار النشر “المركز الثقافي للكتاب” ببيروت، أجرى “نقاش 21” حورا مع الكاتب العسيبي، والذي يبرز فيه صاحب الكتاب وضع الطب في المملكة في عصرنا وما مدى تصالح المغاربة مع الأطباء والطب عموما، في وقت مازال الطب الشعبي يهمين.

وأكد العسيبي في خلاصة ما جاء على لسانه، أن دخول الطب الحديث إلى المغرب مع الاستعمار خلق لدى المغاربة وعيا جديدا بالصحة، معتبراً أن “تلك المعلومات الجديدة (إلى جانب معلومات أخرى) هي التي غيّرت من سلوك الفرد فعلياً أكثر من الشعار السياسي”.

س: ما خلاصة فكرة كتابك؟

 فكرة الكتاب عموما هو الجواب على سؤال كيف دخل الطب الحديث إلى المغرب؟ وهل دخل مع الاستعمار أم هو سابق عن الاستعمار؟ والمؤكد أنه لم يدخل  المغرب إلى مع صدمة الاستعمار.

والنقطة الأساسية التي يعالجها الكتاب كذلك، هو ما الذي أحدثه دخول الطب الحديث للمغرب، على الوعي العام للفرد المغربي؟.”

 الغاية من الكتاب هو التركيز على زاوية تاريخية، تستند على مرجعين، هو مدرسة “الحوليات” الشهيرة، والتي تنتصر للتاريخ  الاجتماعي للدول، وليس التاريخ السياسي، وأنا مع هذا الطرح. والمرجع الثاني هو كتابات الكاتب المغربي جرمان عياش، والتي يقول دائما أن “ما يبني الحقيقة التاريخية ليست الأحداث السياسية فقط، ولكن ما ينتجه البشر فوق الأرض  من انتاجات ثقافية وحضارية وسياسية واقتصادية. وبالتالي ما الذي أحدثه دخول الطب للمغرب في تغيير الوعي المغاربة؟.

اعتقد انه احدث تغييرا جذريا، في نمط الوعي وفي السلوك المغربي بفضل نوعية المعلومات الجديدة التي أصبحت تؤطر رؤيته لذاته وللعالم. بحيث أن امتلاك المعلومة يفضي إلى المعرفة، وأن المعرفة تؤدي إلى بلورة الموقف المتجه صوب التغيير والإصلاح.

س: هل تعتبر ان المغرب اصبح يعطي أولوية للقطاع الصحي بعد الجائحة؟

التحدي الذي طرحته جائحة كورونا، أمام كل البشرية، هو التصالح  مع العلم، لأنها تيقنت أن ما يواجه المخاطر الصحية ليس الدجل والخرافة، بل العلم والعلماء، وبالتالي المغرب واحد من الشعوب التي نجحت في الانتصار لإلزامية تغير السياسة الصحية بالمغرب”. وما يعزز هذا الأمر، هو شعار  السيادة الصحية الذي رفعته السلطات الرسمية.

السيادة الصحية، حاول المغرب تعزيزها خلال الأزمة الصحية وانتشار الوباء، وذلك أولا عن طريق الوقاية، وثانيا مواجهة الاخبار الزائفة، وثالثا النجاح في معركة التلقيح إلى جانب الـ10 الأوائل حول العالم، والتي كانت معركة شرسة بين الدول”. 

إقرأ أيضا

ومن جهة أخرى، تم تعزيز الترسانة الصحية، فقبل الجائحة المغرب يتوفر على مختبرين لتحليل الفيروسات، واليوم نتوفر على أكثر 30 مختبر حول المغرب، وكذا انتقل المغرب من 600 سرير الإنعاش للحالات الخطيرة، إلى أكثر من  4000 سرير في ظرف سنة ونصف”.

س: خلاصة بعض الدراسات السوسيولوجية، تقول إن المواطن المغربي يسلك طريق البحث عن العلاج بالطب الشعبي والخرافة أولا وآخر ما يلج إليه هو الطبيب العصري.. هل تم التصالح مع الطب والطب بصفة عامة،  بعد الأزمة الوبائية؟

الشيء الإيجابي الذي قدمته الجائحة في المغرب، هو أنها أعادت الثقة بين مهنة الطب، وبالخصوص المؤسسة الطبية العمومية والمواطن المغربي، لأنه للأسف في 25 سنة الأخيرة، فقدت الثقة اطلاقا بين المواطن المغربي ومؤسساته الصحية، وأن مصداقية الطب والطبيب فقدت لأنه تسربت لمجال الطب أفتين خطيرتين، الأولى أن المغاربة يحملون تمثلات حول المؤسسة الطبية العمومية كونها مؤسسة فاشلة.

الأمر الثاني، هو دخول المال للمجال الطبي، بحيث أصبح الطب عبارة عن تجارة واستثمار، وهذه الصورة تم ترسيخها كذلك في وعي المغاربة، وهذا هو الأمر الذي أدى إلى فقدان الثقة، وبالتالي المغربي حينما يريد ان يتعالج يرجع إلى ذاكرته الشعبية “الطب الشعبي” رغم خطورة الأمر على صحته.

اليوم هناك نوع من العودة للمغربي للمؤسسة الطبية، بدليل تجاوب المغاربة مع عملية التلقيح، وهذا أمر مهم يجب ان يستثمره الجسم الصحي، وأن يعززه من خلال الرفع من قيمة الخدمة الطبية المقدمة بالمغرب.”

انتقل إلى أعلى