يقرأ حاليا
تقرير: علاقة تاريخية ربطت المغرب وبريطانيا والاقتصاد عمودها الفقري
FR

تقرير: علاقة تاريخية ربطت المغرب وبريطانيا والاقتصاد عمودها الفقري

وسط احتفال مهيب، “تقشعر له الأبدان”، بعاصمة الضباب لندن، وداخل أسوار كنيسة “ويستمنستر”، العريقة، توج تشارلز الثالث ملكا لبريطانية ضمن مراسم اتسمت بالفخامة، وعرفت حضور كبار شخصيات وقادة دول العالم. وعلى رأسهم الأميرة لالة مريم، التي حضرت تمثيلا للملك محمد السادس، في مراسم هذا التتويج العريق الذي يعود تاريخه إلى ألف عام.

 

حضور المملكة المغربية خلال هذه المناسبة، تجسيد لعمق الروابط التاريخية التي تربط المملكة المغربية ونظيرتها البريطانية. علاقة تظهر بالملموس إذا ما تحدثنا عن مختلف الاتفاقيات التي تجمع البلدين في مختلف المجالات على وجه الخصوص المجال الاقتصادي.

روابط كشفها الملك محمد السادس ضمن رسالته لعاهل المملكة المتحدة، حيث عبر الملك عن عميق اعتزازه بما يربط المملكتين من أواصل الصداقة المتينة والتعاون المثمر والتضامن البناء.

وللحديث عن تاريخ العلاقات المغربية البريطانية، ومدى صلابتها، أوضح الأكاديمي والباحث السياسي عباس الوردي، أن تاريخ العلاقات المغربية البريطانية يعود لسنة 1213 حينما قام الملك جون بإرسال بعث بعثة دبلوماسية إلى السلطان ناصر، في عهد الدولة الموحدية، وذاك بهدف تعزيز رؤى التعاون الدبلوماسي بين البلدين”.

وأكد المتحدث ضمن تصريح لـ “نقاش21”، أن “الوضع استمر في اتجاه ترسيخ علاقات متينة بين الدولتين، قائم أساسا على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك والبناء في العديد من المجالات وعلى رأسها الاقتصادية والتنموية وغيرها من الأجندات التي تخدم أجندة البلدين”.

واعتبر أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، “دعوة الملك من لدن عاهل المملكة البريطانية، تشارلز تحمل إشارة قوية، تجسد المكانة التي تحظى بها المملكة المغربية، كما أن بعث العاهل المغربي، للأميرة لالة مريم من أجل حضور حفل التنصيب، يحمل هو الآخر رسالة واضحة مفادها أن العلاقات، هي علاقات متينة واستراتيجية وضاربة في عمق التاريخ”.

وذكر المتحدث بوفاة الملك إليزابيث الثانية، والحضور المغربي من أجل تأبين الراحلة، والمشاركة في مراسيم العزاء والدفن.

“العلاقات المغربية البريطانية لم تتوقف في إطار بناء جسر من التعاون المبني على خلق وحدة تعاونية استراتيجية في إطار العالم الجديد” يورد الوردي، قبل أن يستدرك بأن “تاريخ بدأ العلاقات يؤكد على عمقها التاريخية”.

وأشار المدير العام للمجلة الافريقية للسياسات العامة، إلى أن الخلف يسير على رسل السلف في بناء علاقات استراتيجية، وعلى رأسها تبادل الزيارات بين رؤساء وملوك البلدين، ولعل أبرزها زيارة الملكة إليزابيث للمغرب، حيث تم استقبالها من قبل الملك الحسن الثاني، ونفس الأمر قامت به المملكة البريطانية حينما خصصت استقبال كبير على شرف المغفور له الملك الحسن الثاني، من قبل الملك إليزابيث.

إقرأ أيضا

واعتبر المتحدث أن “جميع المؤشرات تؤكد عمق العلاقات بين الدولتين، فالتاريخ لم يسجل يوما وجود صراع بينها، بل إنها تسير في دائما في اتجاه الاحترام المتبادل والتعاون المثمر والبناء”.

وشدد المتحدث في ختام تصريحه أن المملكة المتحدة لطالما ربطتها بالرباط، “مواقف إيجابية إزاء العديد من القضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية وغيرها من القضايا، وبالتالي هذا التاريخ المتجذر يؤشر على خلق نهضة تعاونية في الوقت الحاضر والمستقبل بين الدولتين”.

ووقعت كل من المملكة المتحدة ونظيرتها البريطانية العديد من الاتفاقيات، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولعل مشروع الكابل البحري الهادف إلى نقل الطاقة النظيفة انطلاقا من أقاليم الصحراء المغربية باتجاه إنجلترا خير دليل.

جدير بالذكر أن آفاق تنمية التعاون الثنائي في القطاع الفلاحي، شكل محور لقاء انعقد، بين وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي، ووزير التنوع البيولوجي والشؤون البحرية والقروية للمملكة المتحدة، اللورد ريتشارد بنيون، وذلك على هامش النسخة 15 من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب.

انتقل إلى أعلى