يقرأ حاليا
أرقام مقلقة حول حياة الشباب المغربي.. محلل سوسيولوجي يوضح لـ”نقاش”
FR

أرقام مقلقة حول حياة الشباب المغربي.. محلل سوسيولوجي يوضح لـ”نقاش”

أرقام مهمة تخصّ الحياة الاجتماعية والاقتصادية للشباب كشف عنها تقرير المرصد الوطني للتنمية البشرية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تتعلق بارتفاع نسبة العزوف عن الزواج، وتعبير أزيد من 60 بالمئة من شباب المغرب عن رغبتهم في الهجرة.

 

وبينما أكد التقرير أن نسبة عزوف الشباب عن الزواج ارتفعت من 42 بالمائة سنة 2011 إلى 70 في المائة سنة 2019، قال محمد بنزاكور، الباحث السوسيولوجي في اتصال مع “نقاش21″، أن هذا الرقم غير دقيق، إلا أنه لم ينفي تصاعد الظاهرة داخل المجتمع المغربي”، موضحا أنه “خلال السنوات الأخيرة وبالنظر للظروف الاجتماعية المعاشة، وارتفاع نسبة البطالة وخصوصا في صفوف حاملي الشهادات العليا وقلة فرص الشغل بالإضافة إلى ما نتج عن أزمة كوفيد  وتغير نظرة المجتمع للزواج فقد  تراجع الإقبال على تأسيس هذه المؤسسة”.

الفردانية

وأكد الباحث أن تغير عقلية المجتمع ساهم في انتشار هذه الظاهرة أكثر، فبينما كانت الثقافة المغربية المجتمعية تهيء الفتاة  لمنزل زوجها، أضحت الأمور اليوم لصالح بعد آخر وهو استقلالية المرأة من الناحية المالية، وهو ما دفع الأسر إلى “الاستثمار” في بناتها، وليس من أجل الزواج لكن من أجل الاستقلال المالي والفكري وإتباث الذات، وبالتالي فإن العقلية المغربية تجاه المرأة تغيرت لصالح المرأة مما جعلها تفكر كذات في مستقبلها ولا تبقى تابعة للرجل.

ومن جهة أخرى يضيف بنزكور، هنالك فئة مجتمعية رافضة للزواج نظرا لتغير الأوضاع الاجتماعية والثقافية بشكل لم نهيئ له بعد، حيث أصبح الزواج عبارة عن عبء ولم يعد ينظر له بالمنظور التقليدي باعتباره أساس الاستقرار والبحث عن العشرة واستمرار النسب، فكل هذه القيم تغيرت اليوم لحساب قيم الفردانية، بحيث أصبح الأفراد يبحثون عن المتعة الذاتية دون اللجوء إلى الآخر والعمل على تجنب ما يمكن أن يترتب عن الزواج من مشاكل، خصوصا وأن الحياة الجنسية أصبحت متاحة في إطار ما يسمى بـ”العلاقات الرضائية” بحيث لم يعد الجنس هو محور البحث عن الزواج. دون إغفال وجود فئة ليس لها الاستعداد الكافي لمشاركة حياتها مع الآخر.

سعداء خارج الوطن

أوصى التقرير المذكور بضرورة “إعادة النظر في الأولويات الاجتماعية والاقتصادية للمغرب في ضوء الصدمة الصحية والاقتصادية المزدوجة، وتحديد العوائق المحتملة أمام تنميته في المستقبل”.

وأوضح أن الشباب هم الفئة الأكثر تعرضا للأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحالية، وهي إحدى الفئات الاجتماعية في المغرب التي تواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية.

وكشفت الوثيقة ذاتها،  أن 7 من كل 10 شباب مغاربة يرغبون في الهجرة، وهو أعلى رقم في المنطقة العربية، كما أن 68 بالمائة من الشباب المغربي يتوقعون سعادة أكبر إن هم هاجروا.

بالنسبة لبنزكور، فإن الأخطر هو أن هذه الأرقام  تعبر عن رغبة، والرغبة في المفهوم النفسي الاجتماعي لها دلالات كبيرة، إذ تشير لإسقاطات مستقبلية بمعنى أنه بعد 10 سنوات ستترجم على أرض الواقع إن لم يكن هناك تغير في الأوضاع السوسيو اقتصادية، فالشباب المغربي يرغب في الهجرة لأسباب موضوعية منها ما هو متعلق بالبحث عن العمل ومنه ما هو متعلق بالبحث عن المصداقية  نظرا لارتفاع المستوى الثقافي لدى الشباب حيث أصبح يصرح ببعض الأمور التي لم يعد يتحملها.

إقرأ أيضا

وبالتالي فإن الرغبة في الهجرة لم تعد تقتصر في البحث عن عمل لكن أيضا الابتعاد عن المعاملات المبنية على الاقصاء، الرشوة، وغياب الثقة وتدني العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى رغبة الشباب في إثبات الذات و في الصعود على مستوى السلم الاجتماعي بكل شفافية.

وتعليقا على تدبير الحكومة الحالية خلال بداية هذه الولاية التشريعية، وإن كان يصب في صالح خلق مناخ الثقة للدفع بالشباب نحو الاستقرار ببلدهم، قال الباحث، أنه لأجل تحليل وضعية ما بعد 8 شتنبر فمن الواجب الاستناد على وقائع، مبرزا أن حدثين هامين صاحبا الحكومة وكانا بمثابة صفعتين قويتين لفكرة الثقة والاستقرار والاحساس بالسعادة، “الأولى تجلت في تحديد سن الولوج لوظيفة التعليم ونحن نعلم أن الشاب المجاز والمعطل في المغرب يقارب المليون وتبقى الآفاق بالنسبة لهم، هي وظيفية التعليم، أما الثاني فيتعلق بإجبارية التلقيح وما خلفه القرار من صدمة، جعل مواطنين يفكرون في فكرة البديل المنتظر الذي صوتوا لأجل خلال الاستحقاقات الأخيرة.

 

 

انتقل إلى أعلى