يقرأ حاليا
سياسيون مغاربة يُعلقون على قرار الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب
FR

سياسيون مغاربة يُعلقون على قرار الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب

اجتمعت أراء سياسيين مغاربة على رأي موحد، حول قرر إعلان الجزائر قطع كل العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، إذ أكدوا في تصريحات متفرقة لـ”نقاش21″، على أنها “محاولة للتغطية على الأزمة الداخلية التي تعيشها الجارة الشرقية، والاستثمار حول “عدو” خارجي.

وقد قررت الجزائر يوم أمس الثلاثاء بشكل أحادي، قطع علاقاتها مع المغرب، وهو ما اعتبره المغرب في تعليق رسمي لوزارة الخارجية أنه “ غير المبرر تماما ولكنه متوقع، بالنظر الى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، فإنه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها”.  

عادل بنحمزة: قرار موجه للداخل!

أكد عادل بنحمزة القيادي في حزب الاستقلال، أن “قرار النظام الجزائري قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، إنما هو قرار موجه للداخل لعدة اعتبارات منها، أولا  كون “العلاقات بين البلدين عمليا شبه مقطوعة إذ لا يوجد هناك تعاون يذكر في أكثر القضايا أهمية، وهي القضايا الاقتصادية والأمنية، التي عادة ما تتجاوز طوق الأزمات السياسية بين الدول بل حتى محاربة الإرهاب ليس هناك أي تعاون بين البلدين.

واعتبر الناطق الرسمي السابق لحزب “الميزان، في تصريح لـ”نقاش21″، أن “هذا القرار هو بمثابة إطلاق نار عشوائي على المبادرات المغربية لتصفية الأجواء، لأن تلك المبادرات تحرج النظام الجزائري داخليا وخارجيا”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “القرار يندرج ضمن أجندة داخلية للنظام الحاكم تقوم أساسا على الاستثمار في “عدو” خارجي مفترض، هذا “العدو” المثالي بالنسبة لأركان النظام هو المغرب، فالقيادة الجزائرية غارقة في سرديات الحرب الباردة، وأمام عجزها عن تلبية مطالب الشعب الجزائري الاقتصادية والاجتماعية، فإنها بحاجة إلى الاستثمار في الصراع مع المغرب لتصويغ مبررات موجة قمع شرسة قادمة في الجزائر”. 

وأشار بنحمزة إلى أن “الوضع في الجزائر يوجد في عنق الزجاجة وقد حذرت تقارير دولية مما أسمته “القنبلة الجزائرية” التي من شأن انفجارها أن يفرض تحديات كبرى على المغرب وبلدان الجوار، فالحالة الجزائرية تشبه بشكل كبير الحالة السورية لهذا على المغرب أن يكون حذرا مما يمكن أن تحمله الشهور المقبلة”.

البراهمة: طريقة للتنفيس عن الأزمة!

أكد مصطفى البراهمة الكاتب الوطني لحزب “النهج الديمقراطي”، أن القرار الجزائري بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، هي محاولة لخلق أزمات خارجية لتنفيس الأزمة الداخلية، لأنها أزمة حكم وأزمة نظام شامل”.

واعتبر البراهمة، أن “القرار الجزائري سُلوك مرفوض، وسيعمق أزمة التباعد الجغرافي بين الشعبين الجزائري والمغربي الحاملين في قلوبهم شعار “خاوة خاوة”، مؤكدا على أنه “لامحيد من وحدة الشعوب المغاربية، التي تجمعها وحدة المصير المشترك، وهو ما يمنحها القوة الكاملة. 

واعتبر البراهمة أن “قطع العلاقات واستمرار إغلاق الحدود، ستكون له “تأثيرات اجتماعية خطيرة على الشعبين، خصوصا وأن “هناك عائلات وأسر قسمتها الحدود، طرف منها  في المغرب والطرف الأخر في الجزائر”.

وأطلق البراهمة أسهم انتقاداته على النظام الجزائري، مؤكدا على أن “الجنرالات الجزائرية الحاكمة للبلاد، تتحرك ضدا على إدارة الشعب الجزائري، وهي تقوم بردود أفعال تخدم مصالحها فقط”.

وختم البراهمة حديثه مع نقاش 21″، موضحاً أن “النظام الجزائري لم يعطي أية أهمية للتنمية الداخلية، والآن لم يعد قادرا على مواجهة المخاطر وآخرها أزمة الحرائق، لكنه اختار الحل الأسهل هو رمي الاتهامات في اتجاه المغرب”.

المحلل شقير:  أمريكا وإسرائيل السبب!

محمد شقير، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي،  اعتبر أن القرار الجزائري بقطع العلاقات الدبلوماسية، هو في حقيقة الأمر تجسيد لوضعية التوتر السياسي، الذي يقوم على علاقات العداء السياسي التي تكنها الجزائر لجارتها المغرب”.

وأوضح شقير في تصريح هاتفي لـ”نقاش21″، أن الجزائر تعتبر “المغرب كعدو أساسي منذ القدم، وما يؤكد ذلك، ما جاء على لسان وزير الخارجية الجزائري في اللقاء الصحفي، حيث سرد حرب 1963”.

 وأبرز شقير أن “توزيع مذكرة عمر هلال، واتهام المغرب في إشعال الحرائق إلى جانب قضية التجسس، هي فقط مبررات سياسية لقطع هذه العلاقات الثنائية. لكن العامل الأساسي يتمثل في إبرام المغرب لتحالف سياسي وعسكري مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث اعتبره النظام الجزائري تهديدا مباشرا لوضعيته كقوة إقليمية، الشيء الذي اعتبره مؤثراً على ميزان القوى في المنطقة”، يقول شقير.

انتقل إلى أعلى