يقرأ حاليا
مغربية الصحراء الشرقية تثير غضب الجزائر.. خبير: الحقائق التاريخية لا يمكن إنكارها
FR

مغربية الصحراء الشرقية تثير غضب الجزائر.. خبير: الحقائق التاريخية لا يمكن إنكارها

أثارت تصريحات مديرة الوثائق الملكية بالمغرب، بهيجة سيمو، ومقال جريدة “ماروك إبدو”، المتعلق بمغربية الصحراء الشرقية، جدلا واسعا في الأوساط الجزائرية، أدت إلى خروج رسمي للسلطات الجزائرية من أجل الرد، كما شنت حملة إعلامية على المملكة التي لم تسرد سوى حقائق تاريخية.

 

وفي أول رد اعتبر رئيس المجلس الشعبي الجزائري، إبراهيم بوغالي، أن تصريحات مديرة الوثائق الملكية المغربية، هدفها التشويش على الجزائر، وبلغة تهديدية أكد البوغالي، أن الجيش الجزائري مستعد للدفاع عن “حدودنا وبسط السكينة، والطمأنينة في ربوع البلاد”.

بدوره اعتبر المحلل السياسي، حسن بلوان، أن “ما عبرت عنه بهيجة السمو مديرة مديرية الوثائق المغربية حول الصحراء الشرقية هي حقيقة تاريخية أقر بها المؤرخون الجزائريون وكتب عنها المؤرخين المغاربة كما أنها محفوظة في الأرشيف الفرنسي ومجموعة من الدول الأوروبية”.

وأضاف المتحدث أن “منطقة تندرار ومنطقة توات وبشار وجميع المناطق المحيطة بالصحراء الشرقية، تاريخيا هي مناطق مغربية، وهذا تاريخ لا يمكن أن يمحى، خاصة مع وجود رسائل سلطانية منذ ق 19 تراسل عمال هذه المناطق ويعبرون مبايعتهم للسلاطين المغاربة”.

وأكد المحلل السياسي على وجوب الاعتراف بأن “العلاقات الدولية والأمم المتحدة لا تعترف إلا بالحدود الموروثة عن الاستعمار، وبالتالي هنالك ثنائية المشروعية التاريخية، والمغرب على الرغم من تحفظه فيما يتعلق بهذه القوانين بالنظر لاقتطاع الاستعمار الفرنسي أجزاء مهمة من أراضيه لصالح دول مجاورة، إلا أن الملك الحسن الثاني دخل في مفاوضات مع الجانب الجزائري من أجل ترسيم الحدود، وهو ما تم سنة 1972 وتم المصادقة عليه سنة 1992 وبالتالي هناك حقائق لا يجب أن ننكرها”.

وتابع خبير السياسي، أن “هنالك حقائق لا يمكن إنكارها مهما حاولت الجزائر الالتفاف عليها وموثقة قانونا، لكن مع الأسف مبدأ التوارث الدولي هو المبدأ السائد في العلاقات الدولية وذلك لمجموعة من الاعتبارات سياسية وإقليمية لحل مجموعة من النزاعات داخل المستعمرات السابقة”.

واستغرب المحلل السياسي من “الهجمات الشرسة التي تقودها الجزائر كلما تعلق الأمر بوقائع تاريخية حقيقية أجمع عليها مختلف المؤرخين”.

وفسر المتحدث هذا الهجوم بأن الجزائر تهدف إلى “خدمة أهداف سياسية داخلية موجه للشعب الجزائري، الذي تتغنى قياداته بالذاكرة وتتخذها ذريعة لاستمرار السيطرة على الشعب المحروم من أبسط شروط العيش الكريم، على الرغم من أنهم دولة بترولية، وفي المقابل يتم إنفاق أموال ضخمة على مشروع وهمي انفصالي ضد المملكة المغربية”.

وأردف المتحدث قوله بأن “التاريخ موثق والأهم أن المملكة تحترم القانون الدولي وليست لها رغبة الدخول في أي مواجهة، وكل ما يهمها الآن هو الاستمرار في مسلسل التنمية”. 

واستبعد بلوان، نشوب أي انفلات أمني جراء هذه التصريحات والخرجات الإعلامية مؤكدا أن مثل هذه النقاشات المطروحة من قبل الجزائر لها أهداف على المستوى الداخلي، والمغرب لا يلتفت إليها سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.

وفي حديثه عن بعض النقاشات داخل مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالتراث سواء المغربي أو الجزائري شدد المتحدث على أن “الشعب المغربي والجزائري إخوة وبالتالي من العادي أن تكون هنالك مجموعة من النقاط المشتركة خاصة على المستوى الثقافي والاجتماعي”.

إقرأ أيضا

وتابع: “المغرب حكم مناطق واسعة من الجزائر منذ الدولة الإدريسية وبالتالي مجموعة من المدن الجزائرية الآن هي مغربية في الأصل مما يجعل من الطبيعي أن تكون هناك عادات وتقاليد وثقافة مشتركة”.

وأردف حديثه بالقول إن “ما استغربه هو الجهل التاريخي الذي “يعشش” في مخيلة النظام الجزائري”، موضحا أن “هذه الهجمات لا يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية، لكن الخطر يأتي من قضية الصحراء وما تعده الجزائر في هذا السياق من خلال إدخال أطراف خارجية في هذا الصراع”.

وفي معرض حديثه تحدث المحلل السياسي، حسن بلوان عن سبب الهجوم مؤكدا أن “سبب الهجوم هو أن الجزائر تعيش عقدة “الاستغرافية” المؤسسة للدولة الجزائر، فالسؤال المطروح هو متى تأسست الجزائر هل مع الدولة العثمانية كولاية، أم تأسست مع دخول الاستعمار الفرنسي أم تأسست بعد الاستقلال، وفي المقال نجد تاريخ ثقيل للمملكة المغربية يمتد لأزيد من 12 قرن”.

وفي ختام تصريحه شدد المتحدث على أن “هذه العقدة تؤدي بالنظام الجزائري إلى الهجوم الشرس على المملكة المغربية”.

جدير بالذكر أن مديرة الوثائق الملكية بالمغرب، بهيجة سيمو، قالت في إحدى تصريحاتها إن “الوثائق التاريخية المحفوظة تؤكد “مغربية الصحراء الغربية، كما تؤكد أيضا مغربية الصحراء الشرقية”.

انتقل إلى أعلى