يقرأ حاليا
محلل سياسي يكشف خلفيات إعلان الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب
FR

محلل سياسي يكشف خلفيات إعلان الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب

أكد العديد من المتابعين للشأن السياسي الدولي، أن قرر إعلان الجزائر القطيعة الدبلوماسية مع المغرب، سببه الأول والأخير، جعل المملكة شماعة لتعليق فشل النظام، في إخراج البلاد من الأزمة، وملاذ لتبرير كل الإخفاقات والتطاحنات الداخلية التي تشهدها الجارة الشرقية.

إعلان القطيعة اليوم الثلاثاء من طرف الجزائر، جاء بعد أقل من شهر على الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش في ذكراه الـ22، والذي مد فيه العاهل المغربي مرة أخرى يده للجزائر من أجل الحوار، وفتح الحدود، ولكن الجارة اختارت القطيعة وسياسة الهروب للأمام.

وجاء في الخطاب الملكي أن “الحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول، التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام، من أطروحات مغلوطة، بأن المغاربة يعانون من الفقر، ويعيشون على التهريب والمخدرات”.

أسباب القطيعة 

وفي هذا السياق، أكد نوفل البعمري المحلل السياسي، والمختص في الشؤون الصحراء، أن قطع العلاقة الدبلوماسية مع المغرب من طرف النظام الجزائري، كانت منتظرة، ومتوقعة بالنَّظر للتصعيد الإعلامي، والسياسي الكبير الذي تعرض له المغرب من طرف النظام الجزائري خاصة في المدة الأخيرة، والتي كان يهدف من خلالها إلى جر المغرب لمواجهة إعلامية لتبرير موقفها هذا، وهو ما لم ينجر إليه المغرب إذ لم يقم بالرد على كل الاتهامات بل ظل الخطاب المغربي متسما بروح من الهدوء و المسؤولية اتجاه الجارة.

وأوضح البعمري، في تصريح لـ”نقاش 21″، أن موقف النظام الجزائري يعكس أزمة سياسية لهذا النظام، إذ لم يعد يجد ما يقدمه للمنطقة ولا للشعب الجزائري نفسه غير التوتر، والتصعيد وتأزيم المنطقة والوضع، وموقف النظام الجزائري اليوم يدخل في هذا السياق، سياق تصدير الأزمة خاصة مع حلحلة العلاقة المغربية الإسبانية، وتجاوز كل الأسباب التي أدت لتوتر العلاقة بينهما”.

كما أنه بالإضافة لهذا العامل أي عامل الحوار المغربي الإسباني الذي يقوده جلالة الملك، هناك عامل آخر أساسي برز في الندوة الصحفية لوزير خارجية الجزائر من خلال حديثه عن قضية الصحراء و استهدافه للحكم الذاتي، هذا الاستهداف يعكس أن أزمة النظام الجزائري أصبحت اليوم مع الدعم الواسع للمبادرة المغربية دوليا و أمميا”، يقول البعمري.

الصحفي عبد المجيد أمياي من منطقة الشرق المغربية، في تدوينة “فيسبوكية” له، أكد أن “سبب إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، يرجع أساسا إلى  حجم السخط الشعبي، والتذمر العام في الجزائر، والذي وصل مدى خطير جدا، وهو الأمر الذي دفع هذا النظام للبحث عن متنفس أرحب، ولم يكن سوى قطع علاقاته مع المغرب.”

وختم أمياي تدوينته قائلا: “هو في كل الأحوال قرار متوقع؛ وهو منتهى سياسة الهروب من الواقع؛ بعده لن يكون للنظام  الجزائري من خيار سوى مواجهة شعبه بالرصاص والدبابات”.

انتقل إلى أعلى