يقرأ حاليا
فاعل بيئي يكشف الأسباب الكامنة وراء نفوق مئات الأسماء بواد النفيفيخ بالمحمدية
FR

فاعل بيئي يكشف الأسباب الكامنة وراء نفوق مئات الأسماء بواد النفيفيخ بالمحمدية

يعيش واد النفيفيخ المتصل بشرق مدينة المحمدية، وضعاً بيئياً متدهوراً وصل إلى حدود نفوق مئات الأسماك، ما أثار استغراب عدد من الساكنة في المنطقة باعتباره وضعا أضحى يشكل إزعاجا للساكنة والجمعيات الناشطة في مجال البيئة، مما جعلهم يحذرون من تفاقم الوضع والحث على وجوب التدخل العاجل لمعالجة الوضع.

 

وللكشف عن الأسباب الكامنة وراء وقوع هذه الكارثة البيئية أكد الفاعل البيئي، سحيم محمد السحيمي، في حديثه مع “نقاش21” على أن “الأسباب تنقسم بين أسباب بشرية والتي تمثل نسبة كبيرة يمكن حصرها في 90 بالمئة وأخرى طبيعية يمكن حصرها في 10 بالمئة”.

وأوضح المحدث ذاته في تصريحه، على “أن العوامل البشرية تمثلت في استنزاف المياه عبر مسار واد النفيفيخ، الذي يصب في شاطئ الصابليط الفارق بين بنسليمان والمحمدية. هذا المصب منذ 5 سنوات بدأ يعطي إنذارا بعدم وصوله إلى الشاطئ، مما تسبب في تغير المسار الأصلي للمصب لكن المشكل الأكبر هو عدم وصول المياه لمصب للواد، فأصبح محاصرة في جهة واحدة. كما أن المياه القادمة من المنبع لا تصل مما جعل من الواد عبارة عن بحيرة راكدة”.

وأرجع الفاعل البيئي، هذا المشكل لاستنزاف المياه عبر مساره، نتيجتا لتواجد منازل ودواوير وضيعات جدد تستنزف المياه عبر مساره. أسباب تنضاف لأخرى طبيعية والمتمثلة في ضعف الصبيب بسبب الجفاف، علاوة على ارتفاع درجة الحرارة مما أدى إلى عدم وصول الأكسجين إلى الأسماك.

وأردف المتحدث، قوله بأن تلوث الواد بالمياه العادمة أمر وارد أيضا خاصة مع تواجد بعض مقاطع الفيديو التي توثق لوجود حفر ترمي المياه العادمة مباشرة في الواد، لكن الخطورة هنا تكمن في إمكانية تواجد شركات ترمي نفاياتها الصناعية بالواد، أما بالنسبة للمواد العضوية البشرية، صحيح أنها ملوثة لكنها ليست بالشكل الذي يجعل الأسماك تنفق بهذا الشكل. وأكد سحيم محمد السحيمي أنه “لو كان الواد في مساره الصحيح والطبيعي مع وصول مياه المنبع للمصب فإن تأثر هذه المياه العادمة سيكون أقل ضررا”.

وفي حديثه عن تفاعل الجهات المعنية مع الحادث ذكر المتدخل أنه “كانت نداءات منذ 5 سنوات من طرف الفاعلين جمعويين من أجل مراقبة مصار الواد مع التأكيد على أن واد النفيفيخ، لم يعد يلامس الشاطئ، لترفع مطالب بالتدخل من أجل حل هذا المشكل”.

إقرأ أيضا

ليختم الفاعل البيئي، سحيم محمد السحيمي، قوله إنه بعد نفوق الأسماك استجابت السلطات لتقوم بجمعها. لكن هذا ليس بحل دائما، بل مؤقت. مما يستوجب تضافر الجهود من أجل إيجاد حلول واقعية، إضافة إلى وجوب مراقبة مسار الواد لمعرفة إن كان هناك استنزاف للمياه والتأكد من فرضية رمي بقايا بشرية وصناعية وهذا أمر مخول للسلطات المعنية.

وللإشارة فقد ظهرت في الأيام القليلة الماضية صور ومقاطع فيديو توثق لهذه الكارثة البيئية المهددة للثروة السمكية، من جهة والمنطقة من جهة أخرى.

انتقل إلى أعلى