يقرأ حاليا
مناورات “الأسد الإفريقي” بالمحبس.. خبير: تعزيز الموقف الأمريكي حول الصحراء وتقوية مكانة المملكة إقليمياً
FR

مناورات “الأسد الإفريقي” بالمحبس.. خبير: تعزيز الموقف الأمريكي حول الصحراء وتقوية مكانة المملكة إقليمياً

للسنة الثانية على التوالي، يُجرى جزء من المناورات العسكرية “الأسد الإفريقي” على أرض الصحراء المغربية (انطلقت يوم أمس الإثنين)، وبشكل خاص منطقة المحبس، حيث من المرتقب أن تقام تدريبات ميدانية بالمنطقة الحدودية الواقعة بالجنوب الشرقي للمملكة.

 

وستشمل مناورات “الأسد الإفريقي 2022” العسكرية، التي ستستمر حتى 30 يونيو الجاري، مدن أكادير وتارودانت وبن جرير وطانطان والقنيطرة، بمشاركة أكثر من 7 آلاف جندي من المغرب والولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى من بينها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وتونس وغانا وحلف الناتو.

وفي هذا السياق، أكد محمد شقير، الخبير في الشأن الأمني والعسكري، في تصريح لـ“نقاش21”، أن  مشاركة الدول في هذه المناورات “يعزز مكانة المغرب كقوة إقليمية تتوفر فيها كل مقومات الريادة الإقليمية من استقرار سياسي، وسلطة قوية، وجيش قوي ومتمرس، يمكن الاعتماد عليها في منطقة هشة تواجه خطر تحدد الحركات الإرهابية المتطرفة والتي أصبحت تتمركز خاصة بدول الساحل

ومن جهة أخرى، اعتبر شقير أن “تنظيم هذه المناورات هذه السنة في منطقة المحبس يعتبر تعظيما سياسيا واعترافا أمريكيا بمغربية الأقاليم الصحراوية، وهذا يتقاطع مع الاعتراف الذي أعلن عنه الرئيس السابق دونالد ترامب وخليفه الرئيس الحالي جو بايدن”.

وأشار شقير، إلى  أنه قد سبق خلال مناورات الأسد الإفريقي في السنة الماضية أن شمل تنظيم هذه المناورات المنطقة نفسها، التي تدخل ضمن الأقاليم الصحراوية، الشيء الذي جعل إسبانيا تعتذر عن المشاركة متحججة بالصعوبات اللوجستيكية، فيما أن الأمر كان مرتبط برفض السلطات الإسبانية أن يشمل التنظيم منطقة تعتبرها متنازع عليها”.

الاعتماد على المغرب لمواجهة الإرهاب

أوضح شقير أن “الاعتراف الذي كرسه “الاتفاق الابراهيمي”، يتضمن ضمن مقتضياته فتح قنصلية أمريكية بالداخلة، مما يؤكد أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الأقاليم الصحراوية هو اعتراف شمولي، لا يهم فقط الجوانب السياسية، بل أيضا الجوانب العسكرية بدليل تنظيم مناورات الأسد الإفريقي، التي ستشارك فيها أكثر من عشر دول وحوالي 30 منظمة دولية هو تأكيد أمريكي الأوروبي وأفريقي على  مغربية الأقاليم الصحراوية بما فيها منطقة المحبس وتأكيد سيادة المغرب عليها. 

ولعل هذا الاعتراف الأمريكي يدخل ضمن استراتيجية التحالف العسكري والسياسي، بين المغرب والولايات المتحدة التي ترى في تنظيم مناورات الأسد الإفريقي كل سنة بالإقليم المغربية بما فيها الجنوبية هو تعزيز لمكانة المغرب كقوة إقليمية تتوفر فيها كل مقومات الريادة الإقليمية من استقرار سياسي وسلطة قوية وجيش قوي ومتمرس، يمكن الاعتماد عليها في منطقة هشة تواجه خطر تحدد الحركات الإرهابية المتطرفة والتي أصبحت تتمركز خاصة بدول الساحل وكذا عدم الاستقرار التي تعاني منها أغلب دول شمال إفريقيا، كالتي تعاني من عدم إرساء مؤسسات مركزية كتونس والجزائر اللتين تواجهان حركات سياسية، واضطرابات اجتماعية عميقة.

إقرأ أيضا

المغرب يرحب المشاركين

ورحب الجنرال دوكور دارمي، بلخير الفاروق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، في كلمته الافتتاحية، بمختلف الوفود المشاركة قبل التذكير بأهداف هذا الموعد السنوي. كما سلط الضوء على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وبين المغرب والدول الشريكة، التي تتقاسم نفس المثل العليا للسلام والأمن.

وقال إن “التحديات الأمنية تدعونا لاستخلاص الدروس من مختلف الأوضاع، وتضافر المقاربات في ما يتعلق بالفائدة من التدريبات العسكرية المشتركة، وتجويد إدماج الأطر ضمن القيادات العليا متعددة الجنسيات وتجاوز المعيقات الثقافية واللغوية والإجرائية من أجل تعاون أكثر تنسيقا”.

وسجل أن “هذا التمرين يندرج ضمن هذه المقاربة، في انسجام تام مع تطلعات بلداننا واحتياجات الالتزامات الحديثة، وهي فرصة سانحة لإبراز المستوى العالي من القابلية للتشغيل العملياتي والتقني والإجرائي، وإدماج الرجال، ودمج الوسائل، وأساسا تقييم موضوعي لكل وضعية لتسهيل اتخاذ القرار”. من جانبه، أبرز الجنرال دو ديفيزيون الأمريكي أندرو روهلينغ، قائد (SETAF-AF) أهمية هذا الحدث، الذي يمثل مناسبة لتبادل الخبرات بين البلدان الشريكة وتعزيز التعاون العسكري بما يضمن الأمن والاستقرار الإقليمي.

انتقل إلى أعلى