يقرأ حاليا
حوار: كوكاس يصدر “البوليساريو” الصعود نحو الهاوية ويكشف مستجدات ملف الصحراء
FR

حوار: كوكاس يصدر “البوليساريو” الصعود نحو الهاوية ويكشف مستجدات ملف الصحراء

 بطريقة مغايرة ومختلفة عن الأدبيات الكثيرة، قام الكاتب والإعلامي المغربي، عبد العزيز كوكاس، بتناول موضوع النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، في كتابه بعنوان: “جبهة بوليساريو في “الصعود نحو الهاوية”، النسخة الثالثة.

 

وقد تجنب الكاتب  كوكاس  عن قصد الخوض في التاريخ البعيد وتحاشى مناقشة أطروحات خصوم الوحدة الترابية أو استدلالات المغرب على حقوقه في إثبات ارتباط الأقاليم الصحراوية بالوطن الأب المملكة المغربية، كما قام بمجهود غريب، يحاكي عمليات التشريح الطبي الدقيق التي يقوم بها الأساتذة الكبار لمعالجة خلايا الدماغ البشري والأنسجة الدقيقة. 

كوكاس في كتابه الذي قدمه، السفير المغربي محمد ماء العينين، لم يذهب بعيدا في التاريخ بل اعتمد بالأساس المواقف والأحداث المفصلية ما بين سنة 1970 وسنة 1973 وهي جزء من التاريخ الحديث”.

وللخوض أكثر في التطورات  التي يعرفها ملف الصحراء بعد المستجدات التي عرفها على الأرض، خصوصا بعد الموقف الأمريكي، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، والموقف “التاريخي” لإسبانيا، والتحول في موقف برلين”، قام “نقاش 21” بطرح ثلاثة أسئلة محورية على الكاتب كوكاس وجاءت الأجوبة كالتالي:

أولا: هل التغيرات التي عرفها ملف قضية الصحراء على الأرض (موقف أمريكا، إسبانيا، ألمانيا. .) تقود إلى طي هذا الملف؟

هناك أولا حلحلة الملف، بدلا من إبقائه في حالة جمود دائم، وضع الستاتيكو الذي يبدو مريحا لأغلب الأطراف، هذا أقدم ملف للصراع الموروث من الحرب الباردة، ولا يجب فقط النظر إلى البعد السياسي والاستراتيجي في قضية الصحراء المغربية، هناك جانب إنساني من شقين، شق مرتبط بوجود عائلات من أبناء أقاليمنا الصحراويين مفصولين، هنا وهناك، منهم أبناء العائلة الواحدة، ثم هناك الجانب الإنساني الذي لا يُلتفت إليه عادة وهو الوضع غير الإنساني للمحتجزين الصحراويين في مخيمات تندوف.

ثم هناك شق نرتبط بحق البلدان المتورطة أو المعنية بالصراع التفرغ للتنمية لصالح مواطنيها بدل التسابق نحو التسلح وتخصيص أموال طائلة للوبيات الأجنبية ولوسائل الإعلام لدعم ومناصرة هذا الطرف أو ذاك، لا يمكن للشعب الجزائري أن يستمر في أداء فاتورة على قضية لا تدخل في حقل اهتمامه، كذلك من حق أبنائنا في المخيمات ألا يظلوا رهينة لقيادة بوليساريو التي تتاجر في مآسيهم، بالإضافة إلى حق شعوب المنطق في السلم والتعاون، بدل التجييش وزرع الأحقاد، فلذلك نعتبر أن الخطوات التي عرفها الملف منذ بدء العديد من الدول في سحب اعترافها بجبهة بوليساريو وعودة المغرب إلى حاضنة البيت الإفريقي، وسياسة الملك محمد السادس في القارة السمراء والتي لا تتوجه لدعم الأنظمة الحاكمة بالجيش والسلاح وإنما بمشاريع اقتصادية واجتماعي ذات طابع إنساني بالإضافة إلى الشراكات الاقتصادية وفق معادلة رابح-رابح…

-لكن كيف يمكن لهذه التطورات الأخيرة أن تحل مشكل الصحراء؟

ما أنجزه المغرب دبلوماسيا خلال خمس سنوات في ملف الصحراء يعادل أكثر من ثلاث عقود منذ وقف إطلاق النار عام 1991، ولكن بانتصارات أكبر، فالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب والموقف الإسباني التاريخي حول دعم مقترح الحكم الذاتي، وقبله الموقف الألماني، هو طريق أولي في الاتجاه الصحيح لحل المشكل بطريقة سلمية وديمقراطية وحضارية.

إقرأ أيضا

-في كتابك تحدثت عن كيف تحول البوليساريو من حركة تحريرية إلى انفصالية. وهنا هل تقصد أن هناك أيادي جزائرية هي من تحركت لتقلب الموازين؟

حين ظهرت الأنشطة الأولى لنواة جبهة “بوليساريو” كانت تتشكل من مغاربة أغلبهم من أبناء جيش التحرير وحركة المقاومة، ومن شباب مغربي ولد في الصحراء ودرس أغلبهم في الرباط، كانوا مشبعين بالأطروحات اللينينية الماركسية، وبحركات التحرير في فيتنام وكوبا والحركة الماوية، كان الهدف الأساسي هو تحرير الصحراء المغربية من المستعمر الإسباني وإتمام مهام جيش التحرير، وتحويلها إلى بؤرة ثورية لتحرير باقي المغرب في ظل تصورات تلك المرحلة.

لكن حدثت أخطاء مع قمع أوفقير لانتفاضة طانطان المنددة بالمستعمر الإسباني في الصحراء ودخول القذافي على الخط الذي مد الشبان الصحراويين بالسلاح والمال الذي لم يكونوا يحلمون به، وبعدها دخلت الجزائر على الخط، وتبنى بومدين في إطار صراع النظامين السياسيين بوليساريو كليا في إطار مطامحه في المحيط الأطلسي ووضع حصى في حذاء غريمه الحسن الثاني وردا على ما كان يسميه بن بلة “حكرة المراركة”، رغم أنه كان أكبر “مروكي” في الجزائر. بل إن هذه الأخيرة تورطت بشكل مباشر في حرب امكالة التي تلقت فيها شر هزيمة، حتى قيل إنها الهزيمة الثانية للجزائر بعد حرب الرمال، وبسبب فائض البترول والاتجار برأسمال ثورة المليون ونصف شهيد، لعب حكام الجزائر في تحريك الكثبان الرملية بالصحراء.

انتقل إلى أعلى