يقرأ حاليا
تحليل: أزمة أوكرانيا وتداعياتها.. هل تُدق طبول الحرب العالمية الثالثة؟
FR

تحليل: أزمة أوكرانيا وتداعياتها.. هل تُدق طبول الحرب العالمية الثالثة؟

نفذ بوتين أخيرا غزوه العسكري على أوكرانيا، ضاربا عرض الحائط جميع التعهدات الدولية السابقة وغير آبه بتهديدات الدول الغربية، وحلف الناتو بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.

 

مع اليوم الثاني للغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، يطرح “نقاش 21” مجموعة من الأسئلة الأساسية، على خبراء في العلاقات الدولية، والتي تتمركز أساسا حول  طموحات بوتين في أوروبا والعالم، وهل سيقتصر الغزو على أوكرانيا أم يستهدف مناطق أخرى في شرق أوروبا؟ وهل يتجه العالم نحو حرب عالمية ثالثة؟ وما هي نتائج الحرب على الاقتصاد والسياسة الدولية؟.

“بوتين خطط لسنوات لهذه اللحظة التي تعيد أمجاد الإمبراطورية الروسية”

وفي هذا السياق، قال حسن بلوان الخبير في العلاقات الدولية، إن “حسابات بوتين معقدة لكنه خطط لسنوات لهذه اللحظة التي تعيد أمجاد الإمبراطورية الروسية في تحد كبير ومباشر لأقوى حلف عسكري في العالم يمثله الناتو، مما يضع أعضائه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية في موقف العاجز الذي لا يستطيع نصرة حليف استراتيجي مثل أوكرانيا، باستثناء فرض عقوبات اقتصادية ومالية سيكون لها الأثر البالغ على روسيا على المدى المتوسط والبعيد”.

وأشار بلوان، في حديثه مع “نقاش 21” إلى أن “السياق الدولي الذي جاءت فيه الحرب ونتائجها المحتملة، يمكن اعتبار طريقة الغزو الروسي لأوكرانيا بداية لإعادة ترتيب العلاقات الدولية ورسم معالم النظام العالمي متعدد الأقطاب، الذي تحدث عنه الرئيس الصيني خلال لقائه بوتين على هامش الألعاب الأولمبية في الصين التي قاطعتها معظم الدول الغربية”.

“اقتناع روسيا بأن تكلفة الحرب ستكون مدمرة اقتصاديا، خاصة مع العقوبات التي تفرضها الدول الغربية”

الحرب العالمية الثالثة

ورغم المخاطر التي يمكن أن تنجم عن هذه الحرب ، إلا أنه من المستبعد قيام حرب عالمية ثالثة لمجموعة من الاعتبارات، يقول بلوان، أولها هو اقتناع روسيا بأن تكلفة الحرب ستكون مدمرة اقتصاديا، خاصة مع العقوبات التي تفرضها الدول الغربية التي تتحكم في أكثر من نصف الاقتصاد العالمي، مع حرص روسيا على عدم ارتكاب أخطاء قد تورط دولة عضو في الناتو في الحرب، وبالتالي تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها”

وأضاف بلوان أن من بين الأسباب كذلك هو أن “الصين رغم كونها هي المستفيد الأكبر من هذه الحرب، إلا أنه ليست هناك مؤشرات تدل على وقوفها ميدانيا إلى جانب الطرف الروسي حيث اكتفت بتفهم مخاوفها مع الحفاظ على سيادة الدول واستقلالها”.

“هذا النزاع بين روسيا وأوكرانيا، لن “يصل إلى حرب عالمية ثالثة”

من جانبه، أشار المحلل السياسي، محمد شقير أن “الأزمة الأوكرانية الروسية والتي اتخذت شكل نزاع مسلح بعدما قصفت القوات العسكرية الروسية مناطق من المدن الأوكرانية، ستؤدي إلى إصطفافات دولية وإقليمية، حيث سيكون من جهة الحلف الغربي بزعامة كل من الولايات المتحدة وبريطانيا المنتصر الأوكرانية في حربها مع الانفصاليين المساعدين من طرف روسيا وحلفاؤها من بعض دول أوروبا الشرقية بيلاروسيا وكذا الصين”.

إقرأ أيضا

“لكن هذا النزاع، يوكد شقير في تصريح لـ”نقاش 21″،  لن “يصل إلى حرب عالمية ثالثة، على غرار الحربين العالميين، نظرا لمخاطر أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها كل من روسيا والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية حيث يقتصر الأمر على قصف جوي واستخدام صواريخ مضادة لضرب مناطق محددة”.

“ستكون لهذه الحرب بلا شك تداعيات على مستوى ارتفاع أسعار الطاقة خاصة النفط والغاز وكذا أسعار القمح”

تداعيات اجتياح أوكرانيا

“من الصعب الحديث عن تغيير كبير أو استراتيجي في ميزان القوى العالمية، يقول الخبير بلوان، مشيرا إلى أن “نتائج هذه الحرب ستحدد قواعد جديدة للنظام العالمي، خاصة إذا حققت روسيا أهدافها المعلنة وفرضت شروطها غير المعلنة من هذا الغزو، وبالتالي يمكن أن نتحدث عن دخول العالم في حرب باردة جديدة متعددة الأقطاب، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين الذين يفرضون استمرار واقع تصطدم به أحلام بوتين في إعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي بالحديد والنار”.

ومن جهته، أكد شقير أن “تداعيات هذه الحرب  ستؤدي إلى تقوية النفوذ الروسي في المنطقة، وسوف تقوم بوقف أي امتداد لحلف الناتو على مناطق النفوذ الروسي، كما ستكون لهذه الحرب بلا شك تداعيات على مستوى ارتفاع أسعار الطاقة خاصة النفط والغاز وكذا أسعار القمح، مما سينعكس على دول مستوردة أوروبية وإفريقية وعربية بما فيها المغرب لهذه المواد وتأثير ذلك على فاتورة اقتناء هذه السلع”.

انتقل إلى أعلى