يقرأ حاليا
فيروس “أوميكرون”.. خبير يكشف 10 معلومات حول “متحور جنوب إفريقيا”
FR

فيروس “أوميكرون”.. خبير يكشف 10 معلومات حول “متحور جنوب إفريقيا”

في ظل استباق الزمن لمحاربة موجة أخرى من فيروس كورونا، تفاجأ العالم بظهور  متحور جديد من الفيروس في جنوب أفريقيا يحمل اسم “أوميكرون”، حيث يقول العلماء وفقًا لتقرير موقع “thehealthsite”، إنه مصدر قلق بسبب ارتفاع عدد الطفرات فيه وانتشاره السريع بين الشباب، تم تحديده حاليًا فى جنوب أفريقيا، كما تم العثور على المتغير الجديد في بوتسوانا وهونج كونج بين المسافرين من جنوب أفريقيا.

 

 وفي هذا السياق، سيقدم البروفيسور عزالدين الابراهيمي، مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية، وعضو اللجنة العلمية، تفسيرات وأجوبة لأبرز الأسئلة التي يطرحها المغاربة حول هذا الفيروس الجديد “المتحور”.

1- متى ظهرت السلالة اول مرة؟

تبين شجرة نشوء و تطور السلالات (أنظر المرفق) أن السلالة ظهرت منذ مدة. فهذه السلالات لا تنحدر من فيروسات “متحورة” تم تحديدها مسبقًا و أقرب ارتباط تطوري لها هو فيروسات مارس من سنة 2020.

2- أين ظهرت أول مرة؟

في تقديري الشخصي أن حديثنا في تحديد هويته و بالتزامن في جنوب إفريقيا وبوتسوانا وملاوي ومصر(2 على ما يبدو الآن) يعني أنه كان متواجدا في بقاع متعددة من العالم و هو “يطير تحت الرادار” في بلدان ليست لها القدرة الكبيرة لتحديد التسلسل الجينومي و بوتيرة منتظمة تمكن من اكتشافه مثل جنوب أفريقيا والتي دقت ناقوس الخطر… فالحقيقة أن الدول الأوروبية اكتشفته فقط في المسافرين بعد تحذير جنوب إفريقيا ودول أخرى منه ، ربما يعني أن العديد من الحالات لم يتم اكتشافها حتى الآن…

3- هل ينفي ذلك ظهوره في جنوب إفريقيا؟

أبدا و قد تحدثنا كثيرا عن “كوفريكا”… السلالة التي تنتجها إفريقيا في غياب عدالة تلقيحية دولية… ولاسيما في دول الجنوب الإفريقي المعروفة بوجود الكثيرين من “فاقدي المناعة” بسبب مرض السيدا و الذين يمكن أن يكونوا خزانا للسلالات لأن الفيروس يتعايش بداخلهم لشهور عدة ولاسيما إذا لم يلقحوا… التدوينة مع المرفقات.

4- هل تنتشر هذه السلالة بسرعة؟

أرقام جنوب إفريقيا ترنو لذلك كما يتضح في المبيان… و لكننا نحتاج أولاً إلى معرفة مدى انتشاره… وتحديد مؤشر توالده… و ما هي قدرته في مواجهة و تعايشه مع دلتا… أسئلة تبقى معلقة إلى حين…

5- هل ستصل هذه السلالة إلى المغرب؟

بصراحة جارحة… بلادنا ليس استثناء و الجائحة كونية… و بما أن المنحور الجديد تم تسجيل وصوله إلى أوروبا… فإذن الخطر جد قريب وجِدّ وارد… و إن لم نتخذ الإجراءات اللازمة فستصبح مسألة وصوله… فقط مسألة وقت… ولن تتعدى بضعة أيام أو بضعة أسابيع…

6- ماذا نعرف عن أوميكرون؟

يتميز هذا المتحور بالعدد الكبير من الطفرات و الذي يمكن أن يجعله أكثر قابلية للانتقال… يتوفر أوميكرون و إسمه العلمي “B.1.1.529” على أكثر من 30 طفرة في جزء من الفيروس يسمى “بروتين سبايك”، وهو هيكل يستخدمه الفيروس التاجي لدخول الخلايا التي يهاجمها… و هذا العدد يوازي تقريبا ضعف الطفرات عند دلتا… و هذا العدد الكبير من الطفرات قد يجعل المتحور ينتشر بسرعة و يقلل من فعالية اللقاحات…

أمثلة على ذلك… الطفرة E484A التي تساعد الارتباط بمنطقة RBD… و طفرتي  Q498R و S477N و اللتين تحسنان من الارتباط بالمستقبلات ACE2… كل هذا إضافة للطفرات الموجودة لدى السلالات الأخرى مثل طفرة N501Y – ألفا و بيتا و دلتا و H655Y – جاما و N679K – جاما و دلتا و T478K و P681H – ألفا و K417N بيتا و N440K B.1.628 و P681R دلتا… و الطفرات كثيرة….

إقرأ أيضا

7- هل هناك هروب مناعي للسلالة؟

لا يمكن الإجابة علميا و بدقة عن هذا السؤال لأن التجارب قيد الإنجاز… المحاكاة التي أجريت لحد الأن تبين أن بعض المستضدات التي استعملت لتطوير اللقاحات الجديدة قد تضررت… ولكن أذكر أن لقاح سينوفارم الأكثر استعمالا في المغرب طور ضد أجزاء مختلفة من الفيروس و ليس فقط الشوكة البروتينية و أظن أنه سيحتفظ بنجاعته… و قد أثبتت كل اللقاحات لحد الأن نجاعتها ضد الكوفيد وضد كل السلالات وبنجاعة تفوق السبعين وعلى أرض الواقع… و سننتظر النتائج التي ستصدر قريبا…

8- ماذا عن غير الملقحين؟

نعرف أن الكثير ممن طوروا هذه السلالة في جنوب إفريقيا لم يكونوا ملقحين و أن حامليها من مصر إلى بلجيكا في نفس الوضعية… و إذا كان بإمكاننا التنبؤ و التجريب علميا بالنسبة لمناعة الملقحين لأننا نعرف نوع اللقاح المستعمل و الكمية التي أعطيت و المؤشرات المناعاتية بدقة ووو… علميا فإننا لا يمكن أن نتكهن ولا ننجز أعمالا مختبرية بالنسبة لغير الملقحين… لأن لكل شخص غير ملقح مناعة مختلفة تملي استجابتهم لإصابة و تطوير المرض…

9- هل تسبب الإصابة بأوميكرون مرضا أفتك؟

لا ندري إن كان يتسبب في مرضً أشد و أفتك… يمكن أن يكون للملقحين أمل أكبر في التشافي و عدم تطوير الحالات الحرجة ما دام التلقيح يرفع من مستويات المناعة الخاصة و العامة… كل اللقاحات و في جميع البلدان و ضد جميع السلالات أثبتت نجاعتها بنسبة أكثر من 95 في المئة ضد الحالات الحرجة…

10- هل الشباب محميون منه؟

لا ندري… 

و في الأخير وعلى ضوء كل هذا… ما العمل و ما يجب أن نفعله حتى لا نضيع كل مكتسباتنا و لا نساعد في اندلاع موجة وبائية على مستوى عالي من الخطورة… الجواب موجود وقد أكدنا عليه مرارا… الحل في التعاقد الاجتماعي الذي يجمع الدولة بالمواطنين… فعلى مدبري الأمر العمومي حماية حدودنا من خلال التقليل من خطر توافد المتحور و دعم و تكثيف المراقبة الجينومية و الوبائية و توفير جميع اللقاحات للمواطنين… و الذين من جانبهم العودة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية الشخصية والتي ورغم تبخيس الكثيرين لها تبقى علميا ناجعة… و بالطبع التلقيح و الذي يمكننا أن لا نقتنع به و نشكك فيه و لكن يبقى على أرض الواقع ناجعا وفعالا كما يظهره المبيان و الذي يربط بين عدد الوفيات ونسبة الملقحين بأوروبا و بطريقة علمية واضحة… أما نحن فلن نهين و لن نستهين في التواصل معكم حتى نخرج إلى بر الأمان… أوفياء لمقاربتنا العلمية وبمعطياتها ودون شعبوية… لأنه ليس  لدينا أي تضارب للمصلحة العامة و الخاصة… فنحن فقط متطوعون من أجل الوطن.

انتقل إلى أعلى