يقرأ حاليا
اتهامات واستفزازات متكررة.. المغرب شمّاعة “قصر المرادية” لتعليق فشله
FR

اتهامات واستفزازات متكررة.. المغرب شمّاعة “قصر المرادية” لتعليق فشله

هذه السرعة التي تسير بها الجارة الشرقية “الجزائر” في كيل الاتهامات للمغرب، واستفزازاه، وفي المقابل الرزانة واللامبالاة التي تُقابل بها المملكة كل هذا التخبط، تُعزز فعلياً مقولة المغفور له الحسن الثاني في إحدى خطبه، حين قال “ليعلم الناس مع من حشرنا الله بالجوار”.

 

هو مسلسل متواصل للعداء الجزائري للمغرب في الأشهر الأخيرة، بحيث جاء الإعلان الجزائري عن مقتل 3 من مواطنيها، بعد أيام فقط من قرارها وقف ضخ الغاز الجزائري إلى المغرب.

كما قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، في غشت الماضي، وتهمته بارتكاب “أعمال عدائية”، وهو ما نفته الرباط، ويليه قطع الخط الجوي الجزائري على الطائرات المغربية المدنية والعسكرية.

اتهامات واهية

الاتهامات الأخيرة، التي حاولت قنوات وحسابات “فيسبوكية” جزائرية الدعاية له قبل الرواية الرسمية، هي استهداف القوات المسلحة الملكية المغربية لثلاثة جزائريين في الأراضي الموريتانية، لكن الأخيرة خرجت عبر مؤسستها العسكرية لتنفي الخبر بالبث والمطلق.”

ومن جهة المغرب، نفى مصدر مغربي رفيع المستوى شن القوات المسلحة الملكية المغربية غارة على أهداف مدنية أو عسكرية في الأراضي الموريتانية أو الجزائرية.كما أوضح أن ما حدث يتلخص في أن” الشاحنتان الجزائريتان عبرتا حقلا ملغوما في المنطقة الغازلة، وسائقاهما الجزائريان كانا يحملان عتادا عسكريا لجبهة البوليساريو” حسب تصريح “للعربية. نت”.

الجزائر أعلنت نواياها في افتعال الحرب مع المغرب، وأن حدث مقتل 3 جزائريين، لن يمر دون عقاب، لترد المغرب وتؤكد على أنها لن تنجر مع مساعي الجزائر، وخوض الحرب مع الجارة الشرقية”.

قرار 2602

وفي هذا السياق، قال نوفل البعمري خبير في قضايا الصحراء، ومحامي، إن” العسكر يريدون إشعال المنطقة بعد قرار 2602، ويريدون دفع الأمم المتحدة لإعلان انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، ولو بدفع مدنيين جزائريين إلى الانتحار هذا إن كانوا فعلا مدنيين و لم يكونوا ناقلين للسلاح بشاحناتهم لمليشيات “البوليساريو” الذين يلعبون دور الشبيحة في المنطقة”.

” المغرب يرفض الحرب، و لا يريد الانجرار إليها ليس ضعفا، يوضح البعمري، “بل لأن المغرب يقوده ملك عاقل مقابل مجنون ماسك للزناد بالجزائر”، وعندما يرفض المغرب الحرب لا يرفضها بمنطق الضعيف، بل بمنطق الحفاظ على الأرواح والحفاظ على السلم و الأمن في المنطقة” يقول البعمري.

نأمل أن يرتدع المجانين في قصر المرادية

في السياق، نفسه أكد الصحفي، مصطفى بن الراضي بالصحيفة الدولية العربي الجديد، مصطفى ابن الراضي، قال” إن” التعبير الصريح من الدولة المغربية عن أنها لا تريد حربا مع الجزائر، وأنها غير معنية بأي تصعيد، وأن “المغرب لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات”، يتضمن مستوى عاليا من المسؤولية وتقديرا رفيعا لمصلحتي الشعبين، في ظل السياق الجزائري المتسم بكثير من العدوان”.

وأكد الراضي في تدوينة له على فيسبوك أن” النظام الجزائري دخل منذ مدة حالة من الهستيريا، ويبدو أنه استلذ العنتريات واستهوته لعبة التصعيد، مشيراً إلى أن الموقف المغربي ليس تعبيرا عن أي ضعف، ولا يقرأ أي مراقب أنه يصدر عن جهة ضعيفة، بل هو موقف يقدّر المصلحة ويتفادى مجاراة الحمقى، ويعمق مرة أخرى المسافة الواسعة بين دولة واثقة وبرؤية واضحة، ونظام تائه مشلول حُشر في الزاوية ولا ينتج إلا ردود الأفعال بانفعال واضح”.

إقرأ أيضا

وعبر الراضي عن امله في أن “يرتدع المجانين الذين يحكمون قصر المرادية، وأن يتفادوا الإقدام على أية حماقة، لأن البلد الذي لم يتأخر، أمام تعقيدات الوضع، عن التعبير الصريح عن رفض الحرب، لا يتوقع معه أن يصمت على أي عدوان”.

إحباط ويأس

قال عمر الشرقاوي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، “لقد بدا واضحا من خلال ردود فعله المتسنجة والعصبية أن نظام “الكابرانات” قد انتابته مشاعر الإحباط واليأس ويحاول في فرصة أخرى فاشلة، أن يقامر بآخر أوراقه لنقل النزاع إلى ساحة الوغى”.

“الجزائر تدرك قبل غيرها أنها خسرت كل المعارك الديبلوماسية، وفقدت مقومات الصدقية التي تمكنها من المناورة ضد السيادة المغربية، يضيف الشرقاوي” مما زاد من طوق عزلتها الإقليمية والدولية، لكنها تحاول جاهدة الرجوع بطرق بشعة وبلعب خشن اتجاه جار جغرافي متزن قاسى لعقود من جنون حكامها”.

وأبرز المحلل السياسي، أنه “في المحصلة، نجح المغرب بموقفه الرزين والمتعقل أمام العالم، وكسب تعاطف وتضامن الدول في الوطن العربي والمنتظم الدولي، ووضع الأطروحة الانفصالية والدولة الجزائرية في الركن الضيق المعزول إلى حين أن يدرك الكابرانات أن اوهامهم الديبلوماسية، وحتى العسكرية في المس بوحدة المغرب، كالذي يحاول أن يرسم في الماء أو ينفخ حبلا”.

انتقل إلى أعلى