رسم خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب، يوم الجمعة الماضي 20 غشت 2021، معالم شراكة جديدة مبنية على الاحترام المتبادل مع إسبانيا، وأنهى ضبابية “مستقبل” العلاقة التي تجمع الجارتين.
وقد بسط الملك محمد السادس يده نحو إسبانيا، مُعلنًا اعتزام المغرب مواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز، من أجل تدشين “مرحلة جديدة وغير مسبوقة”، في العلاقات بين البلدين الجارين، مما أعطى إشارات تفيد أن المغرب دولة ذات سيادة ترغب في التعامل مع جوارها الأوروبي على أساس منطق “رابح-رابح”.
رد إيجابي سريع من إسبانيا
الرد كان سريعا وايجابيا من الجارة الشمالية إسبانيا، إذ أكد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، يوم السبت الماضي، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ68 لثورة الملك والشعب، يشكل “فرصة سانحة” لإعادة تحديد الركائز والمعايير التي تؤطر العلاقات بين إسبانيا والمغرب.
وقال سانشيز، في لقاء صحفي، بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل: “أعتقد أنه مع كل أزمة تتولد فرصة. وأعتقد أن خطاب جلالة الملك يشكل فرصة سانحة لإعادة تحديد العلاقات بين البلدين والركائز التي تقوم عليها”.
وأكد شانسيز، “في الواقع، فإنه “على الثقة والاحترام والتعاون، الحاضر والمستقبلي، يمكننا بناء علاقات أقوى من التي تجمعنا حاليا”، مشددا على تفرد وعمق العلاقات التي تجمع المغرب وإسبانيا.
أصل الأزمة
تأججت الأزمة الدبلوماسية بين مدريد والرباط، على خلفية دخول زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي إلى الأراضي الإسبانية قصد العلاج، واستخدامه جواز سفر مزور تحت اسم “بن بطوش”.
وقد عبر حينها، المغرب بشكل رسمي عن أسفه لموقف إسبانيا التي تستضيف على ترابها إبراهيم غالي، المتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
الموقف الرسمي للمملكة، أصدرته، وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والتي اعتبرت أن “جذور المشكلة في الواقع تتمثل في الثقة التي انهارت بين الشريكين”، مردفة أن “الأصول الحقيقة للأزمة تعود إلى الدوافع والمواقف العدائية لإسبانيا في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة”.
وفي هذا السياق، قال الملك محمد السادس في خطابه: “صحيح أن هذه العلاقات مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها، إلا أن “المغرب اشتغل رغم ذلك مع الطرف الإسباني بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية”.
مرحلة جديدة