يقرأ حاليا
خبير في علم المناخ يوضح أسباب حرائق الغابات
FR

خبير في علم المناخ يوضح أسباب حرائق الغابات

على غرار حرائق الغابات التي شهدتها الغابات بإقليم زاكورة، المتواجدة في الجنوب الشرقي للمغرب، والتي تمت السيطرة عليها وإخمادها، عدد من المناطق المتفرقة عبر العالم تعيش على وقع اندلاع حرائق “خطيرة” أتت على مساحات شاسعة من الغابات، وتسببت في خسائر مادية وبشرية بالجُملة.

وتعيش الجارة الجزائرية على وقع حداد وطني، حيث بلغ عدد الحرائق التي تعمل فرق الحماية المدنية على إخمادها، 31 حريقا في 14 ولاية، تبقى “تيزي وزو” أكثرها تضررا، إذ أعلنت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية، يوم أمس الأربعاء، عن ارتفاع حصيلة القتلى في هذه الحرائق إلى 65 ضحية، من بينهم 28 عسكريا و37 مدنيا، جلهم ينحدرون من ولاية تيزي وزو، مضيفة أن 12 عسكريا في حالة حرجة.

وفي أقصى شرق المتوسط، مست الحرائق عدد من الولايات بجنوب وجنوب غرب تركيا، وأنطاليا وأضنة وموغلو وميرسن وعثمانية، وهي من المناطق التي أعلنت السلطات التركية كونها منكوبة؛ فيما كابدت جزيرة إيفيا اليونانية موجة من الحرائق التي أتت على مساحات شاسعة من غابات الصنوبر، ودمرت العديد من المنازل، فجعلت مئات السكان مُجبرين على النزوح.

من المتسبب في حرائق الغابات؟

تتوجه أصابع الاتهام إلى الاضطرابات المناخية، التي بدأت بالخروج عن السيطرة، إذ ضربت موجة حارة غير مسبوقة عدد من الدول.

ويرى محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك بالدار البيضاء، وعضو فريق الخبراء الحكومي حول تطور المناخ، أن “ارتفاع درجات الحرارة يُؤدي إلى اندلاع الحرائق الطبيعية في الغابات، وهذا شيء عادي جدا بل إنه ضروري لتجديد الغابات”.

“هنا أتكلم عن الحرائق العادية الطبيعية، وأضع جانبا الحرائق البشرية سواء منها الإجرامية أو الناتجة عن أخطاء”، يوضح قروق في حديثه لـ”نقاش 21″، مؤكدا أن ارتفاع حرارة الأرض بفعل ما يسمى بالتحول المناخي، يؤدي الآن إلى تسريع وارتفاع حدة الحرائق.

ويؤكد قروق، أن الحرارة الآن أصبحت مرتفعة والنظام النباتي القائم غير آلف على هذا النوع من الحرارة المرتفعة، بالتالي سنلاحظ أن الحرائق تندلع بوتيرة أعلى مما كانت عليه، وهذا مهم جدا بيئيا، لكنه إذا صادف أن تواكبت هذه الحرائق مع الرياح فإن الموضوع يصبح معقدا جدا، لأن الرياح تسرع وترفع من حدة الحرائق وتنشرها بسرعة، وتعرقل كل عملية لإخماد الحرائق.

ودق تقرير أولي أعدته الأمم المتحدة ناقوس الخطر، مُحذرا من موجات حرارة حارقة، وجفاف وحرائق ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، معتبرا أن هناك مناطق في العالم تُعد “مركزا للتغيير المناخي”، وما النيران التي تعيش على لهيبها غابات متفرقة من العالم، سوى دليلا على ذلك.

إقرأ أيضا

وأوضح أستاذ علم المناخ أنه لا بد من التهيؤ للتقليل من الحرائق بكل من الناحية التقنية والبيداغوجية، بالقول: “يجب الرفع من وسائل المراقبة، واليوم لدينا المراقبة عبر الأقمار الاصطناعية، وهي مفيدة جدا، ويمكن من خلالها تتبع ارتفاع درجة الحرارة في الحرائق، والتهيؤ للأماكن التي من الممكن أن تندلع بها”.

“الحرارة أصبحت مرتفعة أكثر من المعتاد، والنبات المتواجد في الغابات عبر العالم، موروث عن نظام جوي لم يعد قائما منذ نهاية القرن الماضي، لهاذا تؤدي الحرارة إلى احتراق الذبال الذي يتساقط من الأشجار، وكذلك الأشجار القديمة الميتة” يضيف قروق.

ويؤكد المتحدث ذاته لـ”نقاش 21″ أنه “فيما يخص الناحية الإجرائية، من الأفضل أن تكون الغابة معزولة، عبر ممرات ومعابر تقوم بدورين، يمكن من خلالها لرجال الحماية والوقاية الولوج عبرها” مردفا “بالتالي إن هذه الممرات والمعابر تساهم في منع انتقال الحريق من مكان إلى آخر”.

“أخطر شيء في الحرائق هو أن يندلع الحريق في مكان وينتشر بطريقة سريعة جدا لأماكن أخرى، لأن النبات والأشجار ملتصقة ببعضها، إذن يجب فصلها ليسهل التغلب على الأماكن التي بها حريق ومنها من الانتقال نحو أماكن أخرى، وهذه العملية ممكنة لكن يجب أن تكون هناك إرادة لذلك” يختم قروق.

انتقل إلى أعلى