يقرأ حاليا
موجات “حارقة” تجتاح العالم.. وغابات مغربية وجزائرية تحت ألسنة النيران
FR

موجات “حارقة” تجتاح العالم.. وغابات مغربية وجزائرية تحت ألسنة النيران

تشهد عدد من المناطق المتفرقة عبر العالم اندلاع حرائق، أتت على مساحات شاسعة من الغابات، وتسببت في خسائر مادية وبشرية بالجُملة؛ أصابع الاتهام تشير إلى الاضطرابات المناخية، التي بدأت بالخروج عن السيطرة، إذ ضربت موجة حارة غير مسبوقة عدد من الدول.

ودق تقرير أولي أعدته الأمم المتحدة ناقوس الخطر، مُحذرا من موجات حرارة حارقة، وجفاف وحرائق ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، معتبرا أن هناك مناطق في العالم تُعد “مركزا للتغيير المناخي”، وما النيران التي تعيش على لهيبها غابات متفرقة من العالم، سوى دليلا على ذلك.

التقرير الذي من المقرر نشر خلاصاته النهائية في شهر فبراير المقبل، أكد أن سكان منطقة المتوسط البالغ عددهم مليار، يواجهون حِدة المخاطر المناخية المرتبطة أساسا بالمناطق الغابوية. ويعد المغرب، واحدا من الدول المعنية بهذه التحذيرات المتصاعدة، وهو ما يجعله يُلامس دائرة التهديدات بخصوص كل من الأمن البيئي والغابوي.

15 هكتار التهمته النيران

حرائق وُصفت بـ”الخطيرة” التهمت ما قُدر بـ 15 هكتارا من أشجار النخيل، أتت على ما يُقارب 2350 نخلة، إذ قضت ألسنة اللهب على مساحات كبرى، بكل من واحة تمزموط، التابعة إداريا لدائرة أكدز، وواحة “مزكيطة” بإقليم زاكورة، قبل أن تتمكن عناصر الوقاية المدنية من إخمادها.

بحسب مصادر لـ”نقاش 21″ إن مصالح الوقاية المدنية والسلطة المحلية والدرك الملكي وجدت صعوبة كبيرة في إخماد هول الحرائق، فلم تستطع السيطرة عليه بشكل سريع، خاصة بعد هبوب رياح قوية، وغياب مسالك طرقية وسط المناطق المتضررة.

أما ساكنة المناطق المُحترقة، أكدت أن النيران تسببت في خسائر مادية للعشرات من الفلاحين، إذ كانت جل الأشجار المحترقة مُثمرة، ولم يكن يتبقى على موسم جني المحاصيل سوى أيام قليلة، الشيء الذي طالب على إثره المتضررين، التدخل والحصول على تعويضات من الجهات المسؤولة.

ويُسجل المغرب، في صيف كل سنة، حصيلة ثقيلة من حرائق الغابات، نتيجة تغير المناخ، مما يؤدي إلى تكبد البلاد لخسائر مادية كبيرة؛ إذ شهدت البلاد خلال الفترة ما بين يناير ويوليوز من العام الجاري 129 حريقا غابويا، اعتبرت فيه منطقة صفرو الأكثر تضررا، حيث أتت النيران على 820 هكتارا موزعة ما بين منطقة إعزارن بـ350 هكتارا ومنطقة العناصر بـ470 هكتارا.

درجات الحرارة سترتفع !

بلغة الأرقام، فقد المغرب خلال 8 أشهر من سنة 2020، مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي قُدرت بـ1277 هكتارا؛ وبحسب المندوبية السامية للمياه والغابات فإن حوالي 19 في المائة من المساحة الإجمالية للغابات بالمغرب تتهددها أخطار الحرائق الموسمية خلال فصل الصيف، أي ما يعادل مليون هكتار.

وتوقعت المديرية العامة للأرصاد الجوية، اليوم الأربعاء، أن تتميز الحالة الجوية عامة بطقس حار نسبيا بكل من الجنوب الشرقي للبلاد والمنطقة الشرقية والسايس والمناطق الواقعة غرب الأطلس. وسيلاحظ تشكل سحب منخفضة كثيفة مصحوبة بكتل ضبابية أو بقطرات مطرية جد خفيفة محليا، فوق السواحل الشمالية والوسطى، فضلا عن الواجهة المتوسطية.

كما أن الرياح معتدلة القوة ستهب من القطاع الشمالي بجنوب البلاد، ومن القطاع الجنوبي بالجنوب الشرقي والمنطقة الشرقية، بينما ستكون متقلبة الاتجاه وضعيفة القوة بباقي أنحاء المملكة.

وستتراوح درجات الحرارة الدنيا ما بين 23 و 30 درجة بالجنوب الشرقي والمنطقة الشرقية وأقصى جنوب البلاد، وستكون ما بين 17 و 23 درجة على العموم بباقي ربوع المملكة، فيما ستتأرجح درجات الحرارة العليا ما بين 40 و 43 درجة بالجنوب الشرقي ووادي ملوية والمنطقة الشرقية، ما بين 35 و 40 درجة بكل من الريف والسايس والسهول الداخلية وأقصى جنوب المملكة وما بين 22 و29 درجة بالقرب من السواحل، وستكون ما بين 28 و 35 درجة فيما تبقى من أرجاء البلاد.

إقرأ أيضا

حرائق مُهولة تجتاح الدول

على غرار المغرب، عدد من الدول تشهد حرائق مهولة، تسببت في خسائر بشرية ومادية، من قبيل الجارة الجزائرية حيث ازداد بها الوضع سوءا، في غضون الساعات القلية الماضية، فبلغ عدد الحرائق التي تعمل فرق الحماية المدنية على إخمادها، 31 حريقا في 14 ولاية، تبقى “تيزي وزو” أكثرها تضررا، إذ أعلنت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع حصيلة القتلى في هذه الحرائق إلى 65 ضحية، من بينهم 28 عسكريا و37 مدنيا، جلهم ينحدرون من ولاية تيزي وزو، مضيفة أن 12 عسكريا يتواجدون في حالة حرجة.

وكانت الحماية المدنية الجزائرية قد أوضحت عبر حسابها الرسمي على الفيسبوك، في ساعة متأخرة من يوم الاثنين المنصرم، أن توزيع الحرائق التي تُكافح لأجل إخمادها موزعة كالآتي: 10 حرائق في تيزي وزو، وأربعة في جيجل، وحريقان في كل من البويرة وسطيف وخنشلة وقالمة وبجاية، وحريق واحد في ولايات برج بوعريريج، وبومرداس، وتيارت، والمدية، وتبسة، والبليدة وسكيكدة.

وغير بعيد عن الجزائر، تشهد تونس، بحسب المعهد الوطني للرصد الجوي، درجة حرارة قياسية بلغت 49 درجة مئوية وسط موجة حارة تجتاح البلاد.

وفي أقصى شرق المتوسط، مست الحرائق عدد من الولايات بجنوب وجنوب غرب تركيا، وأنطاليا وأضنة وموغلو وميرسن وعثمانية، وهي من المناطق التي أعلنت السلطات التركية كونها منكوبة؛ فيما كابدت جزيرة إيفيا اليونانية موجة من الحرائق التي أتت على مساحات شاسعة من غابات الصنوبر، ودمرت العديد من المنازل، فجعلت مئات السكان مُجبرين على النزوح.

انتقل إلى أعلى