يقرأ حاليا
تحليل: “مرحلة جديدة”.. حكامة في تدبير الأزمة وطي صفحة “الخلافات” بين الرباط ومدريد
FR

تحليل: “مرحلة جديدة”.. حكامة في تدبير الأزمة وطي صفحة “الخلافات” بين الرباط ومدريد

جاءت زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، لتعلن رسمياً طي صفحة الخلافات بين الرباط ومدريد، والتي ارتفعت حدتها عقب دخول زعيم الجبهة الانفصالية البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى الأراضي الإسبانية في 18 أبريل 2021 بوثائق مزورة.

 

وأكد البيان المشترك، بين البلدين إثر الزيارة سانشيز للمغرب، يوم أمس الخميس، أن إسبانيا “تعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وبالجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل متوافق بشأنه”.

وأشار البيان، إلى أن إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع، وعلى هذا الأساس تتضمن خارطة الطريق الدائمة والطموحة التي يعتزم البلدان وضعها هذا الموقف الإسباني”.

وشدد المصدر نفسه على أنه “وعيا من إسبانيا والمغرب بحجم وأهمية الروابط الاستراتيجية التي تجمعهما، والتطلعات المشروعة لشعبيهما للسلام والأمن والرخاء، فإنهما يدشنان اليوم بناء مرحلة جديدة في علاقاتهما الثنائية، وفضلا عن استنادها إلى مبادئ الشفافية والحوار الدائم والاحترام المتبادل واحترام وتنفيذ الالتزامات والاتفاقات الموقعة بين الطرفين”.

وفي هذا السياق، أوضح محمد  شقير الخبير في العلاقات الدولية، أن “الزيارة التي قام بها  سانشيز توجت ببيان مشترك يرسم التوجهات الجديدة للعلاقات بين البلدين التي تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة، التي تعني بالنسبة للمغرب أن تلتزم السلطات الإسبانية بموقف صريح من قضية الصحراء، وعدم استخدامها كورقة ابتزاز سياسي ضد سيادة المغرب على صحراء والتحالف مع الجزائر فيما يتعلق بهذه القضية، فكما التزم المغرب بعدم مساندة أي حركة انفصالية إسبانية فينبغي على السلطات الإسبانية الالتزام بنفس الشيء”.

ومن جهته اعتبر أحمد نورالدين المتخصص في العلاقات الدولية، أن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الرباط،  تأتي لِتُتوج سلسلة من الاتصالات والرسائل والخطابات والخطوات التي أفضت إلى توافق البلدين على طيّ أزمة دبلوماسية اندلعت شرارتها بعد استقبال مدريد في جنح الظلام لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية بهوية مزورة وبتنسيق مع دولة تعلن عداءها الرسمي للمملكة المغربية”.

الحكامة في تدبير الأزمة

 وأوضح احمد نورالدين في تصريح لـ“نقاش 21”، ” البلدان عرفا كيف يُدبّران علاقاتهما بالحكمة والهدوء والمسؤولية التي تترجم الثقل الحضاري والتاريخي لمملكتين جارتين لهما إرث دبلوماسي يمتد لقرون”، مشيرا إلى أنه “بعيداً عن أعين المراقبين انطلقت مشاورات لإعادة بناء العلاقات الثنائية على أسس متينة تُحول المشكلة العابرة إلى فرصة سانحة للارتقاء بالتعاون بين ضفتي مضيق جبل طارق إلى مستويات أعلى وأعمق مما كانت عليه إلى حدود اليوم”.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن “العاهل المغربي قد أفصح  في خطاب ثورة الملك والشعب أنه أشرف شخصياً على تلك المباحثات، وفي ذلك إشارة إيجابية من ضمن إشارات أخرى تمّ تبادلها بين الطرفين، وأذكر منها على سبيل التخصيص إقالة وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا لايا، بعد أقل من ثلاثة شهور على الحادثة الدبلوماسية، وتصريحات رئيس الحكومة الإسبانية التي تكررت في كلّ خرجاته الإعلامية مؤكداً فيها الأهمية الاستراتيجية التي يوليها كلا البلدين لبعضهما البعض”. 

صحافة إسبانيا: مرحلة جديدة

أكدت الصحيفة الإسبانية  “لاراثون”، إلى أن الهدف من زيارة سانشيز قد تحقق، وهو إطلاق خارطة الطريق المدعمة للعلاقة الجديدة، “خارطة طريق طموحة تليق بدولتين جارتين وشريكين استراتيجيين”.

إقرأ أيضا

وفي هذا السياق، سجلت “إل باييس” أن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب “مكنت من تفعيل المصالحة بين الجارتين بعد 10 أشهر من الأزمة الدبلوماسية”.

وأوضحت صحيفة “إل باييس” أن إسبانيا والمغرب يدشنان “مرحلة جديدة” في علاقتهما، موضحة أن بيدرو سانشيز وصاحب الجلالة الملك محمد السادس اتفقا على تنفيذ خارطة طريق من شأنها توجيه “بناء مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية”.

المغرب يحدد مسار العلاقة

أوضح محمد شقير، المتخصص في العلاقات الدولية في تصريح لـ“نقاش 21”، أن  من أهم أسباب التوتر بين المملكتين هي انعدام الثقة المتبادلة وغياب الشفافية التي ركزت عليها الدبلوماسية المغربية في سياق استضافة السلطات  الاسبانية لغالي، حيث أصدرت وزارة الخارجية بالمغرب بلاغا تحدد فيه الأسس التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات المستقبلية بين البلدية وضرورة الخروج من المنطقة الرمادية التي أشار إليها العاهل المغربي”.

وأكد شقير على أن ” التعاون الصريح والتشاور الدائم هو الذي ينبغي أن يؤطر  أرضية العلاقات الجديدة بين البلدين في كل الأمور السياسية والاقتصادية والامنية، حيث لا ينبغي كما عليه في السابق أن تكون هذه العلاقات الاستراتيجية، رهينة التجاذبات السياسية الداخلية الانتخابية بين مكونات النخب السياسية الإسبانية.

انتقل إلى أعلى