يقرأ حاليا
الصحراء المغربية.. تحركات إسبانية تثير الكثير من التساؤلات
FR

الصحراء المغربية.. تحركات إسبانية تثير الكثير من التساؤلات

تحركات غير مسبوقة يقودها وزير الخارجية الاسباني “خوسيه منويل ألباريس” في ملف الصحراء المغربية. آخرها لقاء يجمع بين ألباريس والمبعوث الأممي الخاص للصحراء، ستيفان دي ميستورا، ظهيرة اليوم. وليست هذه المرة الوحيدة التي تطرح فيها قضية الصحراء المغربية داخل أجندة الحكومة الإسبانية، بل سبقتها زيارة وزير الخارجية الاسباني لـ “أنطونيو بليكين”، وزير الخارجية الأمريكي، الثلاثاء المنصرم، ليتم الاتفاق على “توحيد الجهود” لحل نزاع الصحراء.

 

اهتمام بملف الصحراء وطرحه داخل الأجندة السياسية لإسبانية، خطوة غير مسبوقة تضعنا أمام العديد من التساؤلات الجوهرية، والمتمحورة حول دوافع التحركات الإسبانية في ملف الصحراء المغربية وما هي الآثار المحتملة لهذا التدخل؟

في هذا الإطار يؤكد محمد شقير، خبير في العلاقات الدولية أن “التوتر الأخير الذي كان بين المغرب واسبانيا بعد زيارة “بن بطوش” ورد المغرب العنيف اتجاه هذا السلوك سواء من خلال بلاغات وزارة الخارجية، التي ركزة على ضرورة إعادة النظر في التعامل الاسباني، أو بعد الخطاب الملكي الذي ركز على ضرورة خروج الشركاء الأوربيين من المنطقة الرمادية، جعل من الضروري اتخاذ خطوات إيجابية في القضية.

“لكن رغم كل الإشارات الإيجابية لإسبانيا بغية تخفيف الوثر لا يزال المغرب لم يرجع سفيرته بمدريد الشيء الذي شكل ضغط كبير للجانب الاسباني، لإعادة النظر في قضية الصحراء”، يقول شقير.

فحسب المتحدث ذاته، فإن “إسبانيا تحاول استغلال زيارة المبعوث الأمني من أجل إظهار حسن النوايا واستجابتها بشكل مبطن لمطالب المغرب”.

كما أنه “لا يمكننا أن نغفل عن الاجتماع الذي جمع بين مستشار الألماني ورئيس الحكومة الاسباني، والذي عكست من خلاله ألمانيا موقفها بشكل واضح والذي ركزت فيه عن دعمها بمبادرة الحكم الذاتي. وبالتالي فهذه كلها عوامل تركت الجانب الاسباني يقتنع بضرورة تغيير موقفه من القضية الوطنية، وهذا ما جعل اسبانيا تتخذ هذه الخطوتين التي تطرح من خلالها قضية الصحراء داخل أجنداتها، وهذه رسالة سياسية تدل على أن الجانب الاسباني مستعد لطيي صفحة الخلاف وبدء صفحة جديدة”، يقول شقير.

وأشار خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، أن هذه خطوات ترمي لإعادة التعاون بين البلدين خاصة الجانب الاسباني الذي يعد المتضرر الأول من انقطاع العلاقات سواء على المستوى الاقتصادي، أو السياحي، أو المالين ومنه فإسبانيا تبذل قسار جهدها لإعادة العلاقات مع المغرب. وأضاف المتدخل أن هذه خطوات ربما تتبعها خطوات أخرى لإظهار حسن النوايا وإقناع المغرب بالرجوع والتعامل من اسبانيا فالخطوات الملموسة هي التي يطلبها المغرب وهذه تبقى مجرد خطوات لإظهار حسن النوايا”. 

إقرأ أيضا

بدوره اعتبر المحلل السياسي، عبد العزيز كوكاس، في تصريح هاتفي لـ”نقاش21″ أن الخطوات الإسبانية الأخيرة هدفها الأساسي هو ترميم الصدع الذي وقع في العلاقات بين البلدين سواء من خلال إعفاء وزيرة الخارجية الإسبانية أو تبادل رسائل الود بين المغرب واسبانيا. 

وفي نفس الاتجاه شدد المتدخل على أن هذه الخطوة في صالح المغرب، “فاستحضار اللقاء الاسباني الألماني والاسباني الأمريكي وعمل دي ميستورا على أن يحط رحاله في اخر جولة تفاوضية بإسبانيا، يجعل الأمر في صالح المملكة المغربية الذي يرغب في وجود وضوح أكثر. 

وأكد المتدخل، عبد العزيز كوكاس، أنه “يجب تعضيد هذا المسار كما لا يجب أن نشكك في النوايا الى أن تبرز حقائق المواقف فيما بعد وقياس التصريحات الصادرة سواء من طرف رموز الدولة الإسبانية سواء الملك الاسباني أو من رئيس وزراء الحكومة الإسبانية أو الخارجية فكل هذه خطوات لا يمكن النظر إليها بشكل سلبي كما أن اسبانيا ليس في مصلحتها اليوم أن تزيد من تعميق الهوة بينها وبين شريكها الاستراتيجي جنوب المتوسط”.

انتقل إلى أعلى