يقرأ حاليا
البيجيدي حائر.. من صوت ضدّ من ولصالح من في انتخابات المستشارين؟!
FR

البيجيدي حائر.. من صوت ضدّ من ولصالح من في انتخابات المستشارين؟!

انتهى المسلسل الانتخابي الذي شهده المغرب خلال الأشهر الأخيرة، بمحطة مجلس المستشارين التي أسدلت ستارها أمس الثلاثاء، مُخلفة ردود فعل تهم النتائج التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية، والتي وصفها البعض بغير المفهومة.

صراع داخلي

مباشرة بعد الإعلان عن النتائج تساءل عدد من أعضاء ومتعاطفي البيجيدي، عن مصدر الأصوات التي تَفوق العدد الذي كان متوقعا بالنظر لعدد مستشاريه في مختلف الجماعات.

في هذا السياق عبرت أمينة ماء العينين، القيادية في حزب العدالة والتنمية، عن استغرابها من النتائج المحصل عليها، والتي كانت نتيجة لعدد أصوات يفوق المحصل عليه في انتخابات 8 شتنبر عشرات المرات، مضيفة ” من وَجَّه منتخبي باقي الأحزاب للتصويت على مرشحي المصباح، ونحن نعلم جيدا ما يجري في انتخابات المستشارين والثمن الذي يبلغه الصوت الواحد في سوق “الناخبين الكبار” المقيتة؟

وقالت ماء العينين إن “حزبها لا يمكن أن يقبل بنتائج لم يحصل عليها مستشاروه بجهدهم، موضحة “طالما أحلنا على الهيئات الانضباطية داخل حزبنا منتخبين أخلوا بالتزامهم مع الحزب وصوتوا لأحزاب أخرى في انتخابات مجلس المستشارين والمجالس الإقليمية، فكيف نقبل على أنفسنا ما نستنكره على غيرنا؟”.

وفي نفس السياق ذهبت أسماء مهديوي، باحثة في العلوم السياسية، حيث أكدت أن الأمر يعد اختبارا لمدى مبدئية حزب العدالة والتنمية، متسائلة “هل الحزب الذي انتفض ضد نتائج 8 شتنبر سيقبل بهذه النتيجة التي يبدو أنها ستزيد من الخلافات الداخلي”؟

هذا السؤال أجاب عنه عبد الإله بنكيران الأمين العام السابق للحزب، الذي أكد في حديث مع ماء العينين نقلته بدورها إلى الرأي العام عدم رضاه عن النتائج، حيث اعتبر ما جرى “مؤسفا، ويشكل مخالفة لقواعد العملية الإنتخابية وقيم السياسة التي آمن بها الحزب”.

صفقة أم نكاية

صوت حوالي 1900 مستشارا ينتمون لأحزاب أخرى لمرشحي البيجيدي، وهو الأمر الذي قالت عنه الباحثة مهديوي، أنه لا يمكن أن يكون مصادفة تخلوا من توجيه، موضحة أن الأمر قد يكون متعلقا بإرادة مهندسي المشهد السياسي، من أجل عدم إفراغ الغرفة الثانية من ممثلي البيجيدي، الحزب الذي كان سيخرج ب 0 مقعد، وفق نتائج انتخابات 8 شتنبر الجماعية، وقد كان الحزب مستعدا لذلك قيادة وقواعد”.

وفسرت المتحدثة ما حصل يوم أمس، بما أسمته بأطروحة التحكم في النخبة عبر آليتي “الإبعاد والإدماج”، أي أن المتحكم في المشهد السياسي لا يرغب في إخلاء المؤسسات المنتخبة من لون سياسي معين ولا بإغراقها بلون آخر.

ومن جهة أخرى اعتبرت مهديوي في حديثها مع “نقاش21″، أن هذه النتائج تضرب في أطروحة الالتزام الحزبي، التي روج لها التحالف الثلاثي الذي كون الأغلبية في انتخابات المجالس الجماعية تحت طائلة الفصل لعدم الممتثلين، خاصة في ظل سكوت أحزاب فقدت أصواتا بالعشرات لصالح المصباح وأبرزها حزب التجمع الوطني للأحرار.

إقرأ أيضا

وبالرغم من اعتباره هذا الأمر بعيدا عن المنطق السياسي، إلا أن الباحث حسن بلوان، فسر هذه الظاهرة بالخلافات الكبيرة التي طفت على سطح التنظيمات الحزبية بعد الانتخابات في غياب تام للانسجام والانضباط التام لقرارات القيادات الحزبية، لذلك لم يستبعد أن تكون مجموعة من الأصوات الغاضبة المحسوبة على الأغلبية قد صوتت للعدالة والتنمية نكاية في القيادات الحزبية، كما يمكن أن تكون مجموعة من الأصوات المحسوبة على المعارضة قد صوتت أيضا للعدالة والتنمية للحد من هيمنة التحالف الثلاثي، لكن الأكيد بالنسبة للباحث هو غياب أي تنسيق بين أحزاب المعارضة خلال هذه الانتخابات.

إساءة ديمقراطية

قال حسن بلوان، في تصريح لـ”نقاش 21″، إن “مثل هذه السلوكات الصادرة عن المنتخبين “الكبار” تؤثر بشكل سلبي على التجربة الديمقراطية المغربية، في وقت تسعى الدولة لبناء مسلسلها الديموقراطي وسط إشادة مجموعة من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.

لكن في نفس الوقت يضيف بلوان، فالأمر لا يخدش مصداقية العملية الانتخابية برمتها، ويبقى الرهان الأساسي على الأحزاب السياسية التي يجب أن تعيد النظر في منطق التزكيات العشوائية التي تفرز مستشارين غير منضبطين يسيئون للحزب السياسي ويسيئون طذلك للعملية السياسية.

انتقل إلى أعلى