يقرأ حاليا
“30 مليون مقابل فيديو”.. انتقادات تطال عمور من الأغلبية والمعارضة بسبب طريقة تسويق “فرصة”
FR

“30 مليون مقابل فيديو”.. انتقادات تطال عمور من الأغلبية والمعارضة بسبب طريقة تسويق “فرصة”

شهد إطلاق برنامج فرصة جدلا واسعا من طرف ممثلي الأمة أغلبية ومعارضة، ووجدت اثر ذلك حكومة أخنوش نفسها وسط زوبعة من الانتقادات، بعدما استدعت وزيرة السياحة العشرات من “أصحاب الإنستغرام” لتسويق برنامج “فرصة”، منهم من يشتغل في الكوميديا والموضة والفن”.

 

فبعد تداول صور ما يطلق عليهم “نشطاء الإنستغرام وتيك توك” أثناء إطلاق برنامج “فرصة”، غرقت مواقع التواصل الاجتماعي، بتدوينات ساخطة على التصرف الذي أقدمت عليه وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني فاطمة الزهراء عمور، ولم يقتصر الأمر في ذلك بل تدخلت أحزاب المعارضة في الموضوع، إذ وجهت سهام انتقاداتها للحكومة معتبرة إياه تصرف “أرعن”.

وازدادت حدة الانتقادات الموجهة للحكومة بعد تسريب وثيقة، لأحد “المؤثرين” مع وزارة السياحة، والتي تكشف استفادة المسمى “سوينغا”، من مبلغ قدره 30 مليون، من أجل انجار فيديو ترويجي لبرنامج فرصة ونشره على قناته بـ”يوتيوب”.

المهاجري يستغرب

عبر هشام المهاجري، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، عن استغرابه الشديد من استعانة وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، بشركات خاصة، عن طريق الشركة الوطنية للهندسة السياحية، من أجل مواكبة وتتبع برنامج “فرصة”، مقابل 250 مليون درهم، وذلك بدل هيكلة إدارية عمومية تكلف ميزانية البلاد آلاف مليارات السنتيمات.

وقال المهاجري في تدوينة له على “فيسبوك”، “ما يهمني بالطبع كبرلماني هو نجاح البرنامج والمال العام وتحليل بسيط سيوضح مشكل المقاولة والاقتصاد بصفة عامة..100 مليار سنتيم تخصص ل 10.000 شاب وشابة، منها 90 مليار سلف، و 25 مليار سنتيم تخصص ل 6 شركات، فيما 23 مليون درهم موجهة للإعلام والترويج”.

وأوضح في حديثه قائلا: “إذا كان الهدف هو توصل المعلومة للشباب المستفيدين من البرنامج خلينا نبسطوا الأمور ونزلوها على أرض الواقع، فجهة مراكش أسفي خصص لها حصة 1200 مستفيد تقريبا 400 جماعة حضرية وقروية يعني 5 مستفيدين لكل جماعة، بالله عليكم واش اختيار 5 ملفات من كل جماعة يحتاج كل هذا المجهود وهذه الأموال ؟ شي حاجة مراكباش وراه قلنا ليكم مكاتب الدراسات راه حدها الرباط وصعيب عليها دير برامج سياسي”.

واستشهد المهاجري بالمادة الثالثة من القانون 10.07 المحدث للشركة المغربية للهندسة السياحية، والتي تهم المهام الموكولة لها؛ حيث كشف أن الوزيرة استعانت بشركات خاصة، تاركة “الإدارة الموضوعة تحت تصرف الحكومة، والمكونة من القطاعات الوزارية، والكتاب العامين، والمدراء المركزيين، ورؤساء الأقسام، والولاة، والعمال، والمدراء الجهويين والإقليميين، والمراكز الجهوية للاستثمار، والوكالات الحضرية، والأنابيك، والمحافظة، والأبناك العمومية، بالإضافة إلى أجهزة أخرى للدولة شريكة مع الحكومة في مجال التنمية الاقتصادية، والوكالات الجهوية لتنفيذ المشاريع، والغرف المهنية، والمنتخبين، والموظفين، فضلا عن الجماعات الترابية، وعلى رأسهم الجهة، والموظفون، والمنتخبون، خصوصا بعد أن مكنها دستور 2011 من اختصاص التنمية الاقتصادية ودعم المقاولة”.

وتابع أن “هيكلة إدارية تكلف المالية العمومية ما يفوق 15000 مليار سنتيم “ما عمرتش العين” لوزيرة السياحة؛ بحيث أنها فضلت عليها شركات خاصة، لمهمة جد معقدة، تتطلب تقنيات وخبرات حديثة و(مؤثرة)، في اختيار 5 مستفيدين من كل جماعة، هم الأحق بالحصول على قرض 10 مليون سنتيم”.

تبذير للمال العام

وفي هذا الصدد، قال البرلماني رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب (المعارضة) إن “الحكومة أقدمت في خطوةٍ غريبة ومُستَهجَنة، على الترويج لِـ”برنامج فرصة” عبر اللجوء إلى من يُــوصفون بـ”المؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي”، وأنفقت في ذلك، بغير وجه حق، ملايين الدراهم من المال العام الذي يؤديه دافعو الضرائب من جيوبهم المأزومة أصلاً”.

وأضاف حموني في تدوينة له على “فيسبوك”، أن “الحكومة بهذا السلوك الأرعن، والأقرب إلى الفولكلور، في عز الأزمة، تُـــعَـــبِّــرُ عن عدم ثقتها في الإعلام العمومي والخاص، على حد سواء”.

وشدد المتحدث ذاته، على أن “الحكومة تحاول التغطية عن عجزها التواصلي الفظيع، وأن تُغَطِّي على ضعف مبادراتها المعزولة، من خلال تلميع صورتها المهزوزة لدى الرأي العام، باستغلال المال العام، وتعبئة مواقع التواصل الاجتماعي لمهاجمة كل من ينتقدها”.

إقرأ أيضا

وختم تدوينته قائلا “الحكومة عوض أن تدعم القدرة الشرائية للمواطن، فهي تلجأ إلى “البوز” و”الماركوتينغ” وضرب الصحافة الوطنية !؟، علماً أنَّ أيَّ مشروعٍ حكومي إذا كان وجيهاً فهو يلقى تجاوباً دونما حاجة إلى هكذا تسويقٍ مُبتَذَل”.

رد الحكومة

برّرت الحكومة في شخص الناطق الرسمي، باسمها مصطفى بايتاس، الجدل الذي أثير حول استدعاء “مؤثروا انستغرام” أثناء إطلاق برنامج “فرصة” كون الفئة المستهدفة هي الشباب. موضحا أن، أغلبهم يقضون أوقات طويلة في مواقع التواصل الاجتماعي.

وشدد المسؤول الحكومي، أثناء الندوة التي عقدت يوم  الخميس الماضي، أن حضور ما يسمى بـ”المؤثرين” إلى جانب وزيرة السياحة عمور له علاقة بترويج البرنامج في فضاء يسكنه الشباب.

وحول استفادة “أصحاب انستغرام” من أموال طائلة للترويج لبرنامج “فرصة” ، نفى المسؤول الخبر بشكل قاطع، مبرزا أن جانب الحكامة في عمل الحكومة “أمر مفروغ منه وجيد”.

وقد أثار حضور ما يسمى بـ” المؤثرين في مجموعة من المناسبات التي تخص وزراء حكومة أخنوش، وآخرها هو استدعاؤهم من طرف كل وزير التعليم شكيب بنموسى، للتشاور معهم حول إصلاح التعليم”، وفي حفل إطلاق برنامج” فرصة”.

انتقل إلى أعلى