تعيش مختلف دول العالم على صفيح ساخن، خلال الصيف الجاري حيث عرفت مناطق عدة ارتفاعا في درجات حرارتها، تجاوزت 50 درجة مئوية، ما أدى إلى اندلاع حرائق في العديد من المساحات الغابوية.
وسجلت خلال الأسابيع الماضية العديد من حالات فقدان الوعي في الشوارع العامة بمختلف الدول الأوروبية، ناهيك عن اندلاع حرائق بمختلف المناطق نتيجة الارتفاع ‘المهول” في درجات الحرارة ، كما اشتكى المواطنون من هذا الارتفاع عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مبدين قلقهم جراء هذا الوضع.
شمال إفريقيا نال نصيبه هو الآخر من التقلبات المناخية، حيث تسببت درجات الحرارة المرتفعة في اندلاع حرائق غابوية بالجزائر وتونس، أدت إلى التهاب هكتارات من المساحات الغابوية والزراعية، كما أودت بحياة العديد من الأشخاص، وصل عددهم بالجزائر إلى 34 شخصا، حسب ما أكدته الجهات المسؤولة.
المغرب بدوره لا يشكل استثناء، حيث أعلنت مديرية الأرصاد الجوية، خلال الأيام القليلة الماضية عن نشرة إنذارية، تتوقع من خلالها ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، ما أعاد مخاوف اندلاع الحرائق في عدد من جهات المملكة وخاصة الشمالية منها.
تعليقا على هذا الموضوع، أكد الفاعل البيئي، سحيم محمد السحيمي، أن المغرب ليس استثناء من هذا العالم الذي يعيش أزمة مناخ منذ سنوات، فبعدما كنا نسمع بعض المصطلحات ولا نعرف المراد منها مثل التغيرات المناخية والاحتباس الحراري وما إلى ذلك، اليوم أصبحنا نعيشها بسبب ارتفاع درجات الحرارة المرتبطة بمسلسل الجفاف على مدى سبع سنوات الماضية.
واعتبر المتحدث في تصريحه لـ “نقاش21” أن “هذه المتغيرات وما نعيشه اليوم من تقلبات مناخية ما هو إلا صناعة بشرية خالصة” .
وفي حديثه عن الحرائق التي أضحت تندلع في العديد من المناطق الغابوية عبر العالم، أوضح الفاعل البيئي أن المغرب نال حصته من هذه الحرائق التي مع الأسف أصبحت شبه معتادة ومنتظرة في كل بداية صيف.
وفسر المتحدث اندلاع الحرائق بالارتفاع المستمر في درجات حرارة الأرض، نتيجة الاحتباس الحراري، الشيء الذي أضحى يزيد الأمر سوء.
وأوضح سحيم محمد السحيمي، في ختام حديثه، أن الارتفاع في حرارة الأرض ومعه الجفاف المستمر صنع لنا من داخل المجالات الغابوية نباتات وأشجار ميتة تكون وقودا وأرضية خصبة لخلق شرارات تنتشر معها النيران بشكل أسرع وأكبر.
جدير بالذكر أن مجموعة من الخبراء حذروا من الارتفاع المفرط في درجات الحرارة، كما وجهوا الدعوة للمواطنين من أجل أخذ الحيطة والحذر تفاديا لضربات الشمس.
