دخلت الصين غمار الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة بالمغرب، حيث عملت الشركة الصينية Envision Energy على توفير توربينات رياح بقدرة 60 ميغاوات من أجل إنتاج الطاقة النظيفة وتحلية مياه البحر بمدينة الداخلة على مساحة قدرت ب 5000 هكتار.
وقراءة لأهمية الاستثمار الصيني في مجالات الطاقات المتجددة بالداخلة، يقول عبد الصمد الملاوي، خبير في الطاقات المتجددة ، بأن “فوز الشركة الصينية بصفقة الاستثمار في مجال الطاقات النظيفة وبالضبط في قطاع تركيب التوربينات، من أجل توليد الكهرباء من المصادر الريحية، وخاصة في المناطق الجنوبية، تتماشى مع الاتفاقيات الدولية التي سطرها المغرب من أجل تطوير إنتاجيته من مصادر الطاقة المتجددة”.
وأكد عبد الصمد الملاوي في تصريح لجريدة “نقاش 21” الإلكترونية، بأن “الحاجة إلى الطاقة، تفرض على المغرب تعزيز المنشآت الطاقية التي تنتج الطاقة من جميع أنواع المصادر الخضراء، نظرا لارتفاع تكلفة الطاقة العادية الأحفورية على المستوى العالمي، الذي أثر على ارتفاع توليد الكهرباء الذي يستهلكه المغاربة بشكل كبير، بالإضافة إلى أن الالتزامات المناخية والبيئية المغربية تجاه الشركاء الدوليين وخاصة الإتحاد الأوروبي، التي سطرتها اتفاقية الإطار في باريس سنة 2015 ومجموعة من الاتفاقيات الأخرى سواء في كوب 22 المنعقدة بمراكش أو القمم التي لحقت بها، حيث تعهد المغرب على خفض نسبة إنتاج ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 45.5 في المائة في أفق 2030 على أساس تحقيق الحياد الكربوني في سنة 2050”.
وأضاف المتحدث نفسه، بأن “المملكة المغربية عزمت على الانفتاح على مجموعة من الدول المتقدمة في مجال الطاقات المتجددة، وخاصة الصين التي تعتبر من بين أكبر الدول المستثمرة في هذا القطاع، حيث تعتمد الرباط على بكين من أجل تطوير نتاجها الطاقي الوطني، بالإضافة إلى إن التعاون مع الصين يخدم مصالح المغرب في دفاع على القضايا الوطنية، وذلك عن طريق المشاريع التي يمكن تسميتها بـ الديبلوماسية الاقتصادية، وهذا ما حرص عليه الملك محمد السادس باستمرار التوقيع على عدة اتفاقيات في إطار سياسة رابح رابح “.
وأبرز الخبير في مجال الطاقات المتجددة، بأن “المغرب يسعى إلى تعزيز السياسة الوطنية في مجال الماء، وخاصة أن هذه الصفقة التي فازت بها الشركة الصينية تروم بالدرجة الأولى إلى إنتاج الماء عن طريق تحلية ماء البحر، من خلال الاعتماد على محطة توجد في شمال مدينة الداخلة باستثمار يفوق 1.5 مليار درهم، إذ من المتوقع أن تنتج هذه المحطة حوالي مئة ألف متر مكعب من الماء باليوم، وسينطق العمل بها سنة 2025 وستصل سعتها إلى ما يقارب 40 مليون متر مكعب في السنة، وستنقسم إلى 20 في المئة من الماء الصالح للشرب و80 في المائة من الماء المتبقية موجهة إلى المجال الفلاحي”.
وأشار عبد الصمد الملاوي، إلى أن “أهمية هذا الإستثمار تكمن في أن المغرب سيعزز مكانته عند الشركاء الدوليين من خلال الإلتزام بإحترام المناخ، حيث من المرتقب أن تكون هذه المحطة من ضمن المحطات النموذجية في المملكة، لأنها ستنتج الطاقة مئة في المئة من مصدر متجدد وسيستعمل في تأهيل الماء الذي يستهلك الطاقة عند توزيعه”.
وستُخصص هذه التوربينات، التي ستوفّرها شركة “Envision Energy”، لإنتاج الطاقة بالكامل لمشروع تحلية المياه بالداخلة، لتكون أول محطة تشتغل بالطاقة الريحية مائة بالمائة.وستُثبَّت التوربينات الصينية بمزرعة للرياح بالداخلة، بشراكة مع كل من الشركة المغربية الرائدة في مجال الطاقة “Nareva”، وشركة “ENGIE” العالمية المتخصّصة في إنتاج الطاقة منخفضة الكربون حسب ما أكده عبد الصمد الملاوي.
