تشهد ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الكريم، إقبال العديد من الناس على ممارسة أعمال السحر والشعوذة بأهداف مساعي مختلفة، غير مدركين خطورة هذه الأفعال الشنيعة التي لا تمت لدين الإسلام بصلة.
وفي حديث رمضاني مع “نقاش 21″، يبرز مصطفى الهيبة، دكتور جامعي وباحث في علم الاجتماع، العوامل التي تدفع الناس إلى الإقبال على السحر والشعوذة في السابع والعشرين من شهر رمضان الكريم من خلال الإجابة على 3 أسئلة:
1-كيف يفسر علم الاجتماع ارتفاع الإقبال على أعمال الشعوذة والسحر في هذه الليلة المباركة؟
تعتبر ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الفضيل، من الليالي التي تكثر وترتفع فيها أعمال الشعوذة والسحر، لأن هذه الليلة المباركة يعتبرها المشعوذين والمشعوذات من الفرص التي يجب استغلالها من أجل نيل مطالبهم وتحقيق أفعالهم المشينة، والتي تتنافى مع القيم النبيلة التي يهدف هذا الشهر الكريم إلى ترسيخها في نفوس الناس.
وترسخت هذه العادة السيئة في نفوس المشعوذين الذين يحرصون على مداومة أفعال السحر كل ليلة الـ 27 من شهر رمضان، لأنهم يعتقدون بأن الجن يسجن في شهر رمضان. ويعتبر المقبلين على السحر والشعوذة في هذه الليلة بأن هذا النوع غير مؤدي وهدفه ينحصر فقط على جلب المحبة والمنفعة والقبول وطرد النحس والفقر.
2-ما هي الأسباب التي تدفع البعض إلى القيام بمثل هذه الأفعال في ليلة الـ 27؟
هناك مجموعة من الأسباب التي تدفع عدد مهم من النساء إلى الإقبال على أعمال السحر والشعوذة في ليلة الـ 27 من رمضان، وخاصة المنحدرين من الأوساط الشعبية الفقيرة، لأنهم يظنون بأن السماء تكون مفتوحة وستحقق جميع مطالبهم في هذه الليلة المباركة، التي يجب أن يستغلها الناس في العبادة والصلاة عوض السحر والشعوذة، لأن ذنوب هذه الأفعال كبيرة وله ضرر خطير على المجتمع، وخاصة إذا تزامن مع ليلة القدر التي أنزل فيها الله القرآن الكريم. وتهدف هذه الفئة من النساء من خلال ممارسة أفعال السحر والشعوذة في ليلة القدر، إلى جلب الحبيب والتحكم فيه، بالإضافة إلى الرغبة في الحمل وزيادة القبول وسط العائلة، وخاصة إذا كانت الزوجة تعاني من مشاكل أسرية داخل بيت الزوجية، سواء مع الزوج أو عائلته.
ولا تقتصر أعمال السحر والشعوذة خلال ليلة القدر على النساء فقط، بل هناك مجموعة من الرجال يمارسون السحر في هذه الليلة، من أجل كسب وظائف مهمة والنجاح في الحياة العملية، وتحقيق مراتب وأهداف كبيرة بسرعة قياسية في المجال الذين يشتغلون فيه، علاوة على كسب حب الفتاة التي لا تبادله نفس الشعور، الأمر الذي يجعل العديد من الناس يتسابقون إلى شراء المواد التي تستعمل في السحر والشعوذة، حيث تعرف هذه التجارة رواجا كبيرا خلال هذه الفترة من السنة.
3-ما هي تجليات هذه الظاهرة على المجتمع المغربي وخاصة في رمضان؟
تجليات ظاهرة الشعوذة كثيرة وخطيرة وأولها المساس بالدين، لأن هذه الأفعال تحدث خللا كبيرا في المجتمع، كما تساهم في تدمير جميع القيم النبيلة التي يجب أن تكون بين الناس وسط البيئة الواحدة، بالإضافة إلى أن السحر يجعل المقبل عليه يخسر أموالا مهمة قصد تحقيق أهدافه وأمنياته، التي لن تحقق، لأن المشعوذين يستدرجون الفئات البسيطة ويلعبون على نفسيتها، الأمر الذي يجعل الضحايا يستشعرون بأنهم وصلوا إلى غايتهم المتوخاة من السحر، الأمر الذي يجعل من هذه الظاهرة تشهد ارتفاعا كبيرا رغم تطور المجتمع، بحيث يجب على السلطات والمجتمع المدني والإعلام الإتحاد من أجل محاربة هذه الآفة التي اخترقت عقول الناس، بفعل انتشار مجموعة من القنوات العربية التي تكرس هذه أفعال السحر والشعوذة في المجتمعات العربية.
