تعتبر العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، من أقدس الأيام والليالي عند الله عز وجل، وتبدأ من ليلة الحادي والعشرين من رمضان إلى نهايته، حيث تتميز هذه الأيام المباركة بمكانتها الكبيرة لدى المسلمين في جميع انحاء العالم.
وفي حوار رمضاني مع “نقاش 21” يبرز مصطفى مؤدن، أستاذ التعليم العالي ودكتور في علم الحديث، قدسية ليالي العشر في رمضان المبارك وكيفية استغلالها، من خلال الإجابة على 3 أسئلة:
1- لماذا تعتبر العشر الأواخر في رمضان هي الأكثر أجرا في الشهر الفضيل؟
العشر الأواخر في رمضان، هي الأيام الأكثر أجرا في الشهر الفضيل، لأنها جاءت فيها “ليلة القدر خير من ألف شهر، فإذا استغل الصائم هذه الأيام المباركة في العبادات والتقرب من الله عز وجل بالصلوات والإحسان والزكاة، فتحت في وجهه أبواب الجنة، كما قال الله تعالى: ” إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر”.
وتعتبر هذه الأيام المباركة، هي الأيام الأخيرة في شهر رمضان الفضيل، حيث توشك فيها أبواب الجنة أن تغلق وأبواب النيران أن تفتح، لأن الشهر الفضيل يعرف بـ قدسيته الكبيرة، التي لو أحسن الصائم استغلالها والتعبد فيها لا كسب درجات من رضى الله عنه في الدنيا والاخرة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله”، وقال أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه “.
2- ماذا يميز العشر الأواخر في رمضان؟
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، “حم، والكتاب المبين، إنا أنزلناه في ليلة مباركة، إنا كنا منذرين فيها، يفرق كل أمر عظيم.” ويقصد الله في هذه الآية الكريمة من سورة الدخان، بأن العشر الأواخر في رمضان تفرق فيها الأرزاق ومقادير الخلائق ويستجيب فيها الله سبحانه وتعالى، أدعية وطلبات الصائمين الذين يحرصون على قيامها بقواعدها الصحيحة، وتتميز هذه الأيام المباركة بوجود ليلة القدر العظيمة التي تتنزل فيها الملائكة وجبريل عليه السلام، بالإضافة إلى كون هذه الأيام الرمضانية الأخيرة، تعرف بقدسيتها الكبيرة التي تتجلى في نزول القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا.
كما تعتبر الليالي العشر، هي ليالي مغفرة الذنوب وستر العيوب، لأن الله سبحانه وتعالى يضاعف فيها الحسنات والأجر ويمحي فيها جميع الذنوب للمؤمنين المخلصين لربهم ولدينهم.
3- كيف يجب أن يستغل الصائم العشر الأواخر من أجل أن يقبل منه أجر الصيام وباقي الأعمال الصالحة؟
العشر الأواخر، هي من أعظم الليالي والأيام عند الله سبحانه وتعالى كما سبق وأن أشارت، فيجب على الصائم أن يستغلها أشد إستغلال، لأن لها من المزايا والفوائد ما لا يعد ولا يحصى، ويجب أن نقتدي من خلالها برسولنا الكريم الذي كان يقضي العشر الأواخر في الاعتكاف والإكثار من الصدقات والدعاء لله عز وجل بالإضافة إلى تلاوة القرآن ويجب على المؤمن أن يحرص على القيام بهذه الأعمال لأنها من أحب الاعمال إلى الله في هذه الليالي المباركة التي يعم فيها الخير وتنشر فيها السكينة والطمأنينة والهدوء.
