يقرأ حاليا
الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى تواجه إدانة واسعة.. هل تُقوض عملية السلام بالمنطقة؟
FR

الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى تواجه إدانة واسعة.. هل تُقوض عملية السلام بالمنطقة؟

على هامش الأحداث والانتهاكات التي وقعت في المسجد الأقصى، من خلال الاعتداء على المصلين وهم يؤدون شعائرهم الدينية في شهر رمضان، عبرت المملكة المغربية عن إدانتها لهذا الاعتداء، معتبرة أن هذا التصعيد يقوض الثقة.

 

وحسب ما ورد في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فإن المملكة “تدين بشدة”، هذا الهجوم، وتؤكد عن “رفضها لمثل هذه الممارسات التي لن تزيد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا تعقيدا وتوترا وتقوض جهود تحقيق التهدئة وإعادة بناء الثقة”. 

وقال بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج،  إن المملكة المغربية “تدين بشدة” اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين وترويعهم خلال شهر رمضان المبارك.

اقتحام الجيش الإسرائيلي للمسجد الأقصى، خطوة أشار الأكاديمي والباحث السياسي، عباس الوردي إلى إدانتها من قبل العديد من الدول سواء العربية منها أو الغربية، على اعتبار أن الأمر يتعلق بانتهاك حق ممارسة الشعائر الدينية، واحترام اختلاف الأديان.

واعتبر المتحدث، في تصريحه لـ “نقاش21” أن هذه ليست المرة الأولى التي تعبر من خلالها المملكة المغربية عن رفضها الانتهاكات الجسيمة في حق الفلسطينيين.

وشدد الوردي على أن المملكة “تعد من المدافعين عن القضية الفلسطينية بالنظر لترأسها بيت مال القدس الشريف، كما أن جلالة الملك وأثناء توقيع الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل وأمريكا وضعت القضية الفلسطينية في نفس الكفة التي يوليها لقضية الصحراء المغربية، ناهيك عن قيادة المملكة المغربية وانطلاقا لما يسمى باتفاقية ابراهام سلسلة من السياسات مع مجموعة من الدول  من أجل حل هذا الملف بناء على حدود 67 مع الحفاظ على الوضع الجغرافي لفلسطين وعاصمتها القدس الشرقية”.

وأوضح المتحدث أن “التصعيد الراهن له مسوغاته فالإدارة تغيرت، والرئيس الحالي بنيامين نتنياهو معروف بتهوره، وتوجهاته المعادية للوحدة الفلسطينية، ورفضه إقامة الشعائر الدينية من قبل الفلسطينيين، وهذا عكس توجه الإدارة السابقة التي تميزت بنوع من المرونة في هذا الاتجاه”. 

“إسرائيل تعيش على وقع صفيح ساخن داخلي وهذا أمر غير معهود، مما يطرح فرضية رغبة نتنياهو في تصدير الأزمة الداخلية خارج أسوار إسرائيل وتجنب المطالب الإسرائيلية”، يقول عباس الوردي.

وفي حديثه عن الإدانة المغربية، شدد أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس، على أن “المملكة من خلال هذا التدخل  تفند مزاعم بعض الأصوات التي تروج لأساطير تزعم بأن المملكة تخلت عن دعمها للقضية الفلسطينية، غير أن الواقع يقول عكس ذلك، فالشارع المغربي رافض لهذه الانتهاكات وما يقوم به الجيش الإسرائيلي خلال هذا الشهر الفضيل”.

إقرأ أيضا

وفي معرض تصريحه، أضاف الوردي أن “هذه التوليفة لا علاقة لها باتفاقية أبراهام الذي له مجموعة من الآليات المحددة مسبقا في إطار التعاون المشترك، لكن الشق الثاني المتعلق بالسلام ستكون للمملكة المغربية كلمتها الفيصل”. 

وفي ختام حديثه أوضح عباس الوردي أن “هذه الأحداث تتزامن مع اقتراب عقد قمة عربية، حيث ستجري العديد من المفاوضات والتوجهات”. مشيرا إلى أن جلالة الملك، محمد السادس، “يقود هذه السفينة السلمية التي على أساسها نرغب في تحقيق السلم والأمن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، دون إراقة الدماء في مقابل احترام حقوق الإنسان، والحق في الحياة الذي يعتبر من بين الحقوق الأساسية والشرعية كما هو مصادق عليها طبقا للقوانين والمعاهدات الدولية”. 

هذا وقد دعت المملكة من خلال بلاغها إلى “ضرورة احترام الوضع القانوني والديني والتاريخي في القدس، والأماكن المقدسة، والابتعاد عن الممارسات والانتهاكات التي من شأنها أن تقضي على كل فرص السلام بالمنطقة”.

جدير بالذكر أن الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى، أدى إلى اعتقال 500 شخص حسب ما أعلنت عنه هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، وفي المقابل أكد منظمة الهلال الأحمر الفلسطينية عن إصابة العشرات بجراح.

انتقل إلى أعلى