يقرأ حاليا
هل يؤثر جبل “تروبيك” على تسوية ملف الحدود البحرية بين المغرب وإسبانيا؟
FR

هل يؤثر جبل “تروبيك” على تسوية ملف الحدود البحرية بين المغرب وإسبانيا؟

ما هي إلا أيام تفصل المملكة المغربية ونظيرتها الإسبانية، على عقد اجتماع رفيع المستوى من أجل النظر في مجموعة من القضايا التي تهم التعاون الثنائي بين البلدين، وتعد قضية ترسيم الحدود من بين القضايا المرتقب طرحها على طاولة النقاش، خاصة وأنها من بين القضايا ذات الأهمية بالنسبة للبلدين.

 

ويرى خبراء، أن صعوبة إيجاد حل لهذا الملف لا تتمثل فيما هو سياسي فقط، لكن الأمر يمتد إلى جانبه الاقتصادي خاصة مع وجود جبل “تروبيك”، الذي يعتبره البعض “كنز تحت البحر”، خاصة وأنه يحتوي على كمية ضخمة من المعادن النفسية المستخدمة في صناعة الألواح الشمسية أو السيارات، مما يطرح تساؤلات حقيقة حول ما يمكن أن يمثله “تروبيك” من عراقيل لتسوية هذا الملف.

في هذا الإطار اعتبر خبير العلاقات، محمد شقير، في تصريحه لـ”نقاش21“، أن “مسألة ترسيم الحدود لا تتعلق فقط بجبل “تروبيك”، لكن الأمر مرتبط بتحديد الحدود البحرية بين دولتين، كما أن هذا الملف من بين الملفات التي من المنتظر أن تتم مناقشتها في الاجتماع رفيع المستوى المقرر عقده”.

وأكد المتحدث أن “وضوح الحكومة المركزية الإسبانية، من خلال رفضها أن تتم مناقشة هذا الملف بين المغرب والجزر الجعفرية على اعتبار أنها مسألة دولة خير دليل على ذلك”.

وشدد خبير العلاقات الدولية على أن “السياق العام الذي يحكم العلاقات هو الذي سيعمل على تحديد التقدم الممكن أن يحدث على مستوى هذا الملف”.

وأشار شقير إلى أن “العلاقات الثنائية بين البلدين يسودها مناخ جيد، خاصة وأن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، دافع عن المملكة المغربية أمام البرلمان الأوروبي معتبرا أن المملكة شريك استراتيجي، كرد على قرار البرلمان الأوروبي القاضي بإدانة المغرب”.

وأضاف المتكلم في تصريحه، أن “السياق السياسي جد ملائم للبث في مجموعة من الملفات بما فيها قضية ترسيم الحدود، كما أن الطرفين سيحاولان البحث لإيجاد تسوية فيما يتعلق بجبل “تروبيك” إن كان هو المسألة التي ستعيق إتمام ملف ترسيم الحدود من خلال اقتسامه”.

وقال المتحدث، “لا أعتقد أن جبل “تروبيك” سيحول دون تسوية الملف، لكن ما يحدد هذا هو السياق، وحتى إن لم يتم إيجاد حل نهائي فعلى الأقل سيتم تحقيق نوع من التقدم لتسريع وتيرة حل الملف”.

إقرأ أيضا

وتابع “جبل “تروبيك” يشكل ثروة استراتيجية تسعى العديد من البلدان للحصول عليها، وبالتالي الرهان أكبر، كما أن السياق الذي تأتي فيه هذه الزيارة سيساعد بشكل أكبر على إحداث تقدم في هذا الملف، وفي حالة توفر إرادة قوية يمكن إيجاد حل نهائي”.

وأقر شقير أن “ترسيم الحدود بحاجة لوقت ومفاوضات من أجل إيجاد أرضية تمكن من إرضاء الطرفين، على اعتبار أن المسألة تحمل بعدا اقتصاديا أيضا، وفي حالة صعوبة الوصول إلى حل ثنائي من الممكن تعيين لجنة لمتابعة هذا الملف والنظر فيه”.

وفي ختام تصريحه قال خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، إن “ما يجب التأكيد عليه أن الاجتماع المفروض عقده إن لم يكن كافي لإيجاد حل يرضي الأطراف لترسيم الحدود، على الأقل سيهيئ الأرضية والظروف المواتية لطيه في أقرب الآجال”.

انتقل إلى أعلى