تطورات متسارعة تشهدها العلاقات المغربية الإسرائيلية منذ إعلان عودة العلاقات بين البلدين، ولعل آخرها الإعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، وتعيين الأخيرة ملحق عسكري لها بالرباط، ليصبح هو الآخر جزء من مكتب الاتصال الإسرائيلي بصفته مستشارا.
تعيين شارون إيتاح جاء بالتزامن مع الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، ما طرح العديد من التساؤلات حول الأهمية التي تكتسيها مسألة تعيين هذا الملحق؟ وما هي الأدوار التي يؤديها؟
وفي هذا الإطار، ووفقا لما أكده خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، لـ “نقاش21″، فإن تعيين الملحق العسكري بالرباط يأتي ارتباطا باتفاقية التعاون العسكري، المبرمة بين الرباط وتل أبيب، كما أنها ارتبطت بمسألة جوهرية تمثلت في الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء.
وحسب المتحدث ذاته، فإن هذه الخطوة تهدف من خلالها إسرائيل، إلى تعزيز مكانتها الدبلوماسية بالمغرب، وذلك من خلال تحقيق تواجد أكبر وأكثر فاعلية، خاصة وأنه منذ توقيع الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لا تمتلك الدولة العبرية سوى مكتب اتصال، رغم من استئناف العلاقات الثنائية، وبالتالي فهي تتطلع إلى تحسين وتعزيز تمثيليتها الدبلوماسية.
وحول الأسباب الكامنة وراء هذا التعيين، يوضح شقير، أنه سيساهم في تسهيل فتح سفارة إسرائيلية في الرباط. علاوة على دعم تنفيذ اتفاقيات التعاون العسكري بين البلدين وتيسير تدفق التكنولوجيا والمعدات العسكرية من إسرائيل إلى المغرب.
من جانب آخر، يشير محمد شقير إلى أهمية تعيين الملحق العسكري، من منطلق تعزيز عمليات التعاون العسكري بين البلدين، حيث سيعمل على تبسيط عملية تبادل المعلومات والتفاوض حول أنواع الأسلحة والتجهيزات المطلوبة من قبل المغرب.
وأضاف خبير العلاقات الدولية، أن الملحق العسكري سيسهل عملية التواصل بين الجانبين، حيث لا يكون هناك حاجة دائمة للمسؤولين العسكريين من البلدين للقاء شخصي، ما سيقود إلى تحسين وتسريع عمليات التواصل وتبادل المعلومات المهمة.
وفي ختام تصريحه شدد خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، على أن تعيين الملحق العسكري يعزز من آفاق التعاون العسكري بين تل أبيب والرباط، ويسهم في تعزيز التفاهم والتنسيق بين البلدين في مجالات الأمن والدفاع، كما أن هذه الخطوة تعكس الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها.
جدير بالذكر، أن شارون إيتاح من أصول مغربية، من جهة والده المزداد بالمغرب، كما أنه بتقن اللهجة المغربية، مما سيسهل من عملية تعامله مع نظرائه المغاربة.
وللإشارة فإن الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، من المتوقع أن تكون لها آثار إيجابية على مستوى تنزيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في العديد من المجالات، وخاصة العسكرية منها على أرض الواقع.
