يقرأ حاليا
تبون يؤكد عدم وجود أي نية لدى الجزائر للدخول في حرب مع جيرانها.. هل المغرب مستهدف بالخطاب؟
FR

تبون يؤكد عدم وجود أي نية لدى الجزائر للدخول في حرب مع جيرانها.. هل المغرب مستهدف بالخطاب؟

أكد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن عدم وجود أي نية لدى بلاده للدخول في حرب مع أي من جيرانها. تصريح يأتي بعد خطاب عيد العرش، الذي أكد من خلاله الملك محمد السادس، استمرار نهج المملكة لسياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر، مشددا على أن المغرب لن يكون مصدر  أي شر أو سوء يستهدف الجارة الشرقية.

 

الخروج الإعلامي للرئيس الجزائري، وجه بالأساس للحديث عن الإنقلاب في النيجر، لكن خطابه كان دقيقا حين قال “لن نستخدم القوة مع أي من جيراننا”، ما طرح العديد من التساؤلات حول من المعني الأول بهذا الخطاب؟ وهل يمكن اعتباره بمثابة رد على دعوة الملك محمد السادس؟

وللحديث عن هذه التطورات وما إذا كان خطاب عبد المجيد تبون، يستهدف المملكة أساسا، أكد خبير الشأن السياسي والاستراتيجي، هشام معتضد، أن “تصريح الرئيس الجزائري بخصوص عدم دخول الجزائر في أي حرب مع جيرانها، ليس اختيار سيادي للرئاسة الجزائرية، بقدر ما يمكن اعتباره إملاءات الجهاز العسكري الجزائري، الذي يشكل الحاكم الفعلي للجزائر بتوجيهات خارجية”. 

وتابع المتحدث قائلا: “الكل بات يعرف أن السلطة السيادية والتقديرية والتوجيهية لتدبير شؤون الدولة الجزائرية هي بيد المؤسسة العسكرية، التي تسهر على حماية الأراضي الجزائرية، وتتلقى توجيهات خارجية فيما يخص تدبير علاقات الجزائر الإقليمية والدولية”. 

واعتبر معتضد، أن “قصر المرادية ليس حر في اختيار قرار الحرب أو بناء سياسة خارجية، فالتاريخ السياسي الجزائري أبان منذ إحداث الجزائر على أن الرئيس هو الناطق الرسمي بإسم النظام العسكري الجزائري، والجنرالات الجزائرية التي تعمل على حراسة أراضي الدولة وتدير الملفات السياسية للبلد تحت تأطير خارجي”. 

وفي حديثه عن رسالة النظام الجزائري، المتمثلة أساسا في عدم وجود رغبة لدى الجزائر لخوض حرب إقليمية مع الجيران، شدد الخبير السياسي، أنه “لا يمكن اعتبارها بالأساس ردًا عن أي مقترح مغربي، بقدر ما تندرج في إطار عدم استعداد الجيش الجزائري في الدخول في مواجهات عسكرية، وخلق منطقة حرب إقليمية خاصة وأن الاستثمارات الاقتصادية لجنرالات الجزائر هي من ستكون الخاسر الأكبر في حالة نشوب حرب بالمنطقة”. 

إقرأ أيضا

وأوضح  المحلل السياسي، أن “تصريح الرئيس الجزائري يندرج في إطار الحسابات الضيقة للسياسة الجزائرية في المنطقة، ولا يأخذ بعين الاعتبار تطلعات الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري، لأن مصلحتهما ليست فقط في عدم نشوب حرب في المنطقة، ولكن في فتح الحدود بين البلدين و بناء تكتل اقتصادي تنافسي يسمح للدولتين للالتحاق بالدول الصاعدة ويمكن المنطقة من تشييد منصة اقتصادية قادرة على خلق فضاء إيجابي لمكونات الشعبين”.

وعبر المتحدث في معرض تصريحه، عن أسفه من “تدبير الشأن السياسي للجزائر، من منطلق الانطواء السياسي، وعدم الرغبة في بناء قنوات للتواصل مباشرة وفتح المجال لتشييد منصة صلبة للمحادثات الدبلوماسية بين البلدين”. 

وفي ختام حديثه شدد خبير الشأن السياسي والاستراتيجي، هشام معتضد، على أن “التعنت السياسي الجزائري في تدبير علاقات الجوار مع المغرب، يضيع على الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري العديد من الفرص للنهوض بالتنمية الشاملة في فضائها المشترك”.

انتقل إلى أعلى