يقرأ حاليا
أمريكا تنظر بعين الرضا للتقارب المغربي الإسرائيلي
FR

أمريكا تنظر بعين الرضا للتقارب المغربي الإسرائيلي

منذ الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، بعثت الولايات المتحدة الأمريكية إشارات تؤكد رضاها عما وصلت إليه العلاقات المغربية الإسرائيلية من تطور، ولعل آخرها إشادة كاثي ماكموريس، عضوة مجلس النواب الأمريكي، بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنه “سيساهم  في إرساء سلام دائم بمنطقة الشرق الأوسط” .

 

وبعد أيام من الاعتراف الإسرائيلي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن بلاده اتخذت خطوة الاعتراف بمغربية الصحراء، وأن هذا الموقف لم يتغير رغم تغير الإدارة من ترامب إلى بايدن، مما شكل “صفعة”، لبعض الجهات التي تروج تغيير موقف الإدارة الأمريكية من مغربية الصحراء.

وللحديث عن هذه المستجدات، وما أضحت تعرفه قضية الصحراء المغربية من تطورات، بعد الاعتراف الإسرائيلي، وكيف سيزيد من تعميق عزلة جبهة البوليساريو الإنفصالية، أكد خبير الشأن السياسي والاستراتيجي، هشام معتضد، أن الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء من قبل إسرائيل كان منتظرًا نظرًا للاتفاق الثلاثي بين الرباط وواشنطن وتل أبيب، بالإضافة إلى الإشارات الإيجابية التي بعثتها دولة إسرائيل للقيادة في الرباط منذ استئناف العلاقات الثنائية بين البلدين. 

واعتبر المتحدث ذاته، أن الاعتراف سيعزز المسار الدبلوماسي للتسوية السياسية، لهذا النزاع المفتعل، خاصة وأن السلطات الإسرائيلية تعتزم الانخراط بكل مسؤولية في الدفاع عن هذا الاعتراف لدى المنظمات الدولية الحكومية وغير حكومية إضافة إلى اعتزامها تبني الموقف المغربي تجاه سيادته على الأقاليم الجنوبية في مختلف المحادثات الدبلوماسية الرسمية وغير رسمية.

 وحول رغبة تل أبيب في فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، أشار المحلل السياسي، إلى أن القرار سيشكل موقف فعلي لترجمة الاتفاق إلى خريطة طريق واقعية لتحقيق أهدافه، وهذا التوجه سيضغط أيضًا على الإدارة الأمريكية لفتح قنصلية لها في الأقاليم الجنوبية، التزام بمسؤولياتها السياسية والدبلوماسية تجاه هذا الاتفاق. 

وتابع المتحدث قائلا: “القرار الإسرائيلي الجديد تجاه هذا النزاع المفتعل سيعمق دون شك عزلة البوليساريو التي بدأت أطروحتها الوهمية في التفكك والانهيار، خاصة بعد اكتشاف المنتظم الدولي ألاعيبها المرتكزة على المتاجرة السياسية بقضية المحتجزين في المخيمات”. 

إقرأ أيضا

وفي إطار الإجابة، عما يمكن أن تقدمه الرباط مقابل الإعتراف الإسرائلي بمغربية الصحراء، قال المحلل السياسي: “المقابل الذي ستقدمه الرباط، بعد الاعتراف الإسرائيلي، هو فتح المزيد من قنوات التعاون الأمني والدفاعي مع المؤسسات الاسرائيلية، بالاضافة إلى فتح المجال للشركات الإسرائيلية للاستثمار في العديد من القطاعات الحيوية بالمغرب انطلاقا من كون السوق المغربية باتت تشكل هدف إستراتيجي لتنمية الشراكات الاقتصادية والتجارية مع العديد من رؤوس الأموال الإسرائيلية”.

وفي ختام تصريحه، شدد المتحدث على أن الاهتمام السياسي الكبير لإسرائيل بكسب ود المغرب السياسي ولو على حساب تسريع اتخاذ مواقف دبلوماسية و سياسية تدعم قضاياه العادلة، مراده خلق علاقات وطيدة مع القيادة في الرباط، للاستفادة من منصتها الاستراتيجية كبوابة أفريقيا للإستثمارات المالية و التجارية، خاصة وأن المغرب في بورصة المداولات الاستثمارية في منطقة غرب أفريقيا يعتبر مرجعية حيوية و ذات مصداقية سياسية واقتصادية في معادلة التنمية بالنسبة للمنطقة.

جدير بالذكر أن ماثيو ميلر، أكد خلال ندوة صحفية على “دعم واشنطن لستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، للوصول إلى حل سياسي مستدامة للصحراء”، وفيما يتعلق بفتح أمريكا لقنصلية لها بمدينة الداخلة أوضح المتكلم أنه لا يتابع تطور هذا الأمر. 

انتقل إلى أعلى