يقرأ حاليا
مُناورات الأسد الإفريقي.. مواجهة تهديدات وتحديات القارة الإفريقية
FR

مُناورات الأسد الإفريقي.. مواجهة تهديدات وتحديات القارة الإفريقية

أسدل يوم الجمعة الماضي، ستار الدورة 19 من مناورات الأسد الإفريقي، المشتركة بين المملكة المغربية، والولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أوروبية وإفريقية. نسخة تأتي في ظرفية سياسية وجيو استراتيجية مغايرة أبرز سماتها تفاقم الأزمة المغربية الجزائرية، والتمدد الإيراني بشمال إفريقيا.

 

وعرفت هذه الدورة مشاركة ما يزيد عن 6000 جندي، يمثلون 14 دولة من داخل القارة الإفريقية وخارجها، علاوة على مشاركة مشرفين عسكريين من 8 دول، ويتعلق الأمر بكل من ليبيريا، والبرتغال، والرأس الأخضر، وباكستان، والمجر، ومصر، وسيراليون، وأذر ابيدجان.

مناورات شملت تداريب عسكرية في مختلف المجالات سواء الجوية منها أو البحرية أو البرية، كما عرفت تقديم بعض التداريب ذات الصلة بإزالة التلوث النووي، والإشعاعي، والبيولوجي، والكيماوي، ناهيك عن استعمال العديد من الأسلحة والمعدات الحربية والتقنية واللوجيستيكية الحديثة.

محمد شقير، خبير العلاقات الدولية، أكد في تصريح لـ “نقاش21“، أن مُناورات الأسد الإفريقي في دورتها 19، جاءت في ظرفية جيواستراتيجية استثنائية أبرز ما ميزها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والتمدد الإيراني في شمال إفريقيا، بالإضافة إلى التجاذبات الصينية وبعض القوى الإقليمية، إلى جانب تمدد التنظيمات الإرهابية التي أضحت تتوسع من دول الساحل في اتجاه أوغندا وغيرها من الدول”.

وحول أهم الدلالات والإشارات التي حملتها هذه الدورة من مناورات الأسد الإفريقي، أوضح شقير، أن الدورة 19 حملت دلالة أساسية، تمثلت في ضرورة مواجهة كل التهديدات سواء الإرهابية، أو تداعيات التواجد الروسي والإيراني في المنطقة”.

وأضاف شقير قائلا: إن “هذه الدورة تأتي من أجل التأكيد على متانة التعاون الاستراتيجي بين المغرب وأمريكا، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وبعد إبرام الشراكة الاستراتيجية المغربية الأمريكية الممتدة إلى غاية 2030”.

إقرأ أيضا

وفي ختام تصريحه، أشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن “مناورات الأسد الإفريقي، تعكس التحالف الاستراتيجي على المستوى الميداني، خاصة وأن العمليات تم تنظيمها داخل مجموعة من المناطق المغربية بما فيها المحبس، كما أنها أخذت العديد من الأبعاد سواء الجوية، أو البحرية، أو البرية، مما يساهم في تكريس هذا التحالف على المستوى الميداني الذي لا يقتصر فقط على بيع الأسلحة أو إبرام العديد من الاتفاقيات على المستوى العسكري”.

عمليات عسكرية تروم بشكل أساسي إلى تعزيز قدرات التدخل في إطار متعدد الجنسيات، كما ستساهم في تعزيز وتحديث ترسانة العسكرية لجل البلدان المشاركة، مما يدعم قدراتها في مجال الدفاع وحفظ استقرار البلدان.

جدير بالذكر، أن مناورات الأسد الإفريقي، تعد أكبر تمرين في القارات السمراء، انطلقت أول نسخة منه بين المغرب وأمريكا سنة 2007، ويعرف مشاركة مجموعة من الدول الإفريقية والأوروبية، كما أنه يجرى بشكل سنوي. 

انتقل إلى أعلى