يقرأ حاليا
زووم على مناورات الأسد الإفريقي.. تقوية العلاقة بين الرباط وواشنطن وحماية المنطقة من التوغل الإيراني
FR

زووم على مناورات الأسد الإفريقي.. تقوية العلاقة بين الرباط وواشنطن وحماية المنطقة من التوغل الإيراني

انطلقت مناورات الأسد الإفريقي بين القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي. مناسبة ستعرف مشاركة 27 دولة بصفة مراقب، و8000 جندي ما يكرس المكانة التي تحظى بها المملكة المغربية، كشريك موثوق للولايات المتحدة الأمريكية ومختلف دول العالم.

 

وعرف هذا الحدث إجراء بعض التداريب العسكرية بمنطقة المحبس بالصحراء، وهي منطقة قريبة من مخيمات تندوف، كما عرفت في ما مضى مواجهات عسكرية بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية.

رؤية استراتيجية

مناورات الأسد الإفريقي، اعتبرها خبير الشأن السياسي والاستراتيجي، هشام معتضد، “أداة استراتيجية جد حيوية ضمن تركيبة العلاقات التي تجمع الرباط بواشنطن”. 

وأوضح المتحدث ذاته، أن اختيار تبني إقامة هذا النوع من الشراكات على المستوى العسكري، يترجم الرؤية السياسية لقيادة البلدين في تعزيز قيم الدفاع المشترك، وتبادل الخبرات العسكرية دفاعا عن مكتسبات البلدين. 

وتابع المحلل السياسي، قائلا: إن “هذه العملية العسكرية المشتركة تشكل رابطًا أساسيا في بناء العلاقات السياسية بين الرباط وواشنطن، خاصة وأن الجانب الأمني والدفاعي كان دائما يشكل محورًا استراتيجيا رئيسيًا في العلاقات الثنائية بين البلدين”.

مناورات الأسد الإفريقي، تشكل واحد من أدوات التمرين الدفاعي بين القوات المغربية والأمريكية، والهدف منها حسب ما أكده هشام معتضد، هو اختبار أنواع معينة من التدريبات التكتيكية والأسلحة الحديثة للاستعداد لمواجهة مختلف التهديدات الإقليمية والتحديات الجيوستراتيجية. 

الخطر الإيراني

وأشار المتحدث ضمن تصريحه لـ”نقاش21″ إلى أن هذه المناورات تأخذ بعين الاعتبار التحولات والتطورات الجيوسياسية في المنطقة وعلى المستوى القاري أيضا، من أجل تكييف برامجها التقنية والتكتيكية تماشيا مع التحديات الراهنة التي تواجهها كل من الرباط وواشنطن. 

واعتبر الخبير في الشأن السياسي والاستراتيجي، أن تصاعد التحركات الإرهابية في الساحل و الصحراء والتوغل الإيراني في المنطقة، كلها عوامل دفعت الساهرين على إعداد مناورات الأسد الإفريقي، إلى إعطاء الأولوية إلى برامج إعدادية تساعد المشاركين في هذه المناورات، لتلقي أحدث التقنيات الدفاعية والأمنية لمواجهة الخطر الإرهابي العسكري، وتشخيص الفكر الأيديولوجي ذي التوجهات التخريبية.

وأوضح معتضد ضمن تصريحه أن “القائمين على تنزيل هذه المناورات مقيدين بمختلف التقارير الاستخباراتية والسياسية من أجل الدفع بتنزيل تصورات ورؤية البلدين لمواجهة التهديدات المرتبطة بالمنطقة والتي تشكل خطرًا على الأمن القومي للبلدين”. 

علاقات إستراتيجية

من جانبه أوضح، الباحث في مجال العلاقات الدولية، حسن بلوان، أن استمرار مناورات الأسد الإفريقي، بشراكة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، ومجموعة من دول العالم يؤكد الموقع الاستراتيجي للمملكة في إطار علاقتها المتنوعة مع شركائها الإقليميين”.

إقرأ أيضا

وتابع المتحدث أن “العلاقات المغربية الأمريكية التي تعرف تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، تزايدت وتيرتها منذ الاعتراف الأمريكي  بمغربية الصحراء”.

وشدد خبير العلاقات الدولية، على أن هذه المناورات تشارك فيها مجموعة من دول العالم، كما تشمل مجموعة من المناطق الصحراوية مما يثبت اعتراف كل الدول المشاركة بمغربية الصحراء.

وأشار بلوان إلى أن هذه العمليات تؤكد “بالملموس فشل كل الخطوات التي تقوم بها الجزائر عن طريق اللوبي الجزائري بأمريكا من أجل إيقاف هذه العملية العسكرية أو تحويلها لبلد آخر”. قبل أن يستدرك قائلا، “لكن إصرار أمريكا على استمرار هذا التمرين العسكرية بالمغرب، وفي مناطق محدد وعلى رأسها منطقة المحبس في قلب الصحراء المغربية، هو انتصار للمملكة المغربية كما أنه انتصار للشراكة بين المغرب وأمريكا، خاصة وأن المملكة تعتبر حليف استراتيجي لأمريكا من خارج حلف الناتو”.

وفي ختام حديثه، شدد المتحدث على أن المكاسب التي سيجنيها المغرب من هذه المناورات تبقى جد مهمة، خاصة من الناحية الأمنية والعسكرية، إذ كلما حققت هذه المناورات إشعاعا كلما ساهمت في تقديم دفعة للاتفاقات العسكرية بين أمريكا والمغرب الذي أضحى ملاذا لاستثمارات مختلف الشركات العسكرية. 

انتقل إلى أعلى