يقرأ حاليا
خلفيات زيارة أعضاء الحزب الجمهوري الفرنسي للمغرب – تحليل
FR

خلفيات زيارة أعضاء الحزب الجمهوري الفرنسي للمغرب – تحليل

أعلن حزب الجمهوريين الفرنسي، المعارض لسياسة إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع، عن زيارته للمغرب، في الفترة الممتدة ما بين 3 و5 ماي، رفقة وفد قيادي منتمي إلى حزب اليمين الوسط، من أجل إرساء علاقة الأخوة والمسؤولية، بعد الجمود الكبير الذي وصلت له العلاقات بين الرباط وباريس في السنوات الأخيرة.

 

وتعليقا على الزيارة التي سيقوم بها الحزب الجمهوري الفرنسي إلى المملكة المغربية، يقول رشيد لزرق، محلل سياسي وخبير في العلاقات الدولية، بإن “حزب إيمانويل ماكرون يمر من أسوء لحظات في تسييره للشأن الفرنسي، على اعتبار أنه حزب لا يملك تاريخ، بالإضافة إلى أن عقلاء  فرنسا يدركون جيدا أهمية المغرب كشريك استراتيجي، بحيث لا يريدون ترك التعاون النافع مع المغرب والتواصل الجيوستراتيجي بين البلدين”.

وأفاد رشيد لزرق في تصريح هاتفي لـ “نقاش 21″، بأن “رئيس فرنسا ماكرون بالغ في سياسته البراغماتية الأنية، دون إستخدام العقل السياسي بحيث يعمل الحزب الجمهوري الفرنسي على إعادة فرنسا للواجهة، لأنها في ظل حكم ماكرون خسرت جميع الجبهات، وخاصة في الحرب الأوكرانية الروسية، بحيث عرفت فرنسا تراجعا كبيرا ولم تعد رقما صعبا في الإتحاد الأوروبي”.

وأضاف المتحدث نفسه، بأن “فرنسا أصبحت تعيش مجموعة من المشاكل التي ساهمت في تراجعها للوراء كقوة أو داعم في المحيط الجيوستراتيجي، وخاصة مع دول الجنوب، بحيث كان يعول على فرنسا أن تنهي الصراع القائم في الجنوب من أجل بناء مرحلة جديدة من التعاون جنوب جنوب، غير أن ماكرون بسياسته غير العقلانية حاول المبالغة في اللعب على التناقضات، مما أسفر عن تراجع فرنسا في المغرب وفي إفريقيا عموما، وبالتالي أصبحت فرنسا بحاجة إلى عقلاء يعملون على نهج سياسة أخرى، تتلائم مع الواقع الحالي وليس بإستخدام سياسة منطق الإستعماري الماضي، الذي نهجته فرنسا إعتمادً على سياسة رابح رابح”.

وأبرز الخبير في العلاقات الدولية، بأن “التغيير في فرنسا سيخدم المغرب، وخاصة أن الحزب الجمهوري في فرنسا المعادي للسياسة ماكرون لا ترضيهم الهرولة الفرنسية في شكلها الحالي”، مشيرا إلى أن “زيارة الجمهوريين إلى المغرب، تأتي في إطار السياسة الديبلوماسية الموازية التي سيكون لها تأثير على صنع القرار الفرنسي، في إنتظار حدوث تغيير في الانتخابات الفرنسية”.

إقرأ أيضا

وشدد لزرق، على أن “زيارة زعيم الحزب الجمهوري الفرنسي إلى الرباط في شهر ماي تشكل ضغط ورؤية الشارع العام الفرنسي، الذي عبر عن عدم رضاه من الجمود أو الفتور التي تعرفه العلاقات المغربية الفرنسية، وخاصة أن الرباط كانت دائما الحليف الإستراتيجي لباريس ومعبرها الحدودي نحو القارة الإفريقية”.

وختم المحلل السياسي حديثه، ليؤكد بأن تؤثر العلاقات بين البلدين للجزائر يد فيها، عبر ضغطها على فرنسا من خلال إستعمال سياستها البترولية التي من المفترض أن تستغلها في بناء سياساتها الداخلية، وأن زيارة الحزب الجمهوري إلى المغرب ستعطي امتيازات كبرى لفرنسا، وستنقد ماكرون من أزمته الحالية، وخاصة أمام الرأي العام الفرنسي الذي لا يرضيهم واقع السياسة الخارجية الفرنسية”.

انتقل إلى أعلى